أوضح وزير الحج وزير الثقافة والإعلام المكلف الدكتور بندر بن محمد حجار أن المرحلة الراهنة، «تميزت بازدحام البث الفضائي بكم هائل من القنوات التي لا هدف لها إلا الربحية وإشاعة الكراهية المذهبية والطائفية والنعرات ذات الأفق الضيق، ولعل اللافت للنظر والمؤسف هنا أن المنطقة العربية والإسلامية كان لها النصيب الأوفر من هذه القنوات ولعل السؤال الأهم هنا لماذا نرى هذا النوع من القنوات تنتشر في منطقتنا العربية والإسلامية؟ والإجابة على هذا التساؤل تحتاج للدراسة والبحث والتقصي كونها باتت ظاهرة لابد من تفكيكها بصورة علمية لمعرفة الأسباب وطريقة علاجها.»
جاء ذلك خلال افتتاحه، اول أمس الاربعاء فعاليات المنتدى السعودي للإعلام 2014م، الذي تنظمه الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد إذاعات آسيا تحت شعار "الجيل القادم من البث والإعلام"، وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة.
وأوضح الدكتور حجار، أن مرحلة التلفزيون تميزت بتطور آخر اتضحت معالمه، بانتشار الأطباق المستقبلة للبث الفضائي عبر الأقمار الفضائية القادرة على تجاوز الحدود في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كما تميزت هذه المرحلة بالكم الهائل من عدد المحطات التلفزيونية الفضائية التي يمكن استقبالها، وأضحى الفضاء العابر للحدود يعج بشتى أصناف القنوات الفضائية سواء كانت إخبارية أو ترفيهية أو اقتصادية أو خلاف ذلك من قائمة تطول من أنواع القنوات.
وشدد الدكتور حجار، على المسؤولية العظيمة للمتخصصين في الشأن الإعلامي نحو تعزيز استخدام ما وفرته التقنية الحديثة للتقريب وليس للتفريق، وأن تقوم العائلة بدور رئيسي نحو فرض رقابة ذاتية نحو ما يشاهده أطفالها من خلال وسائل الإعلام والهواتف الذكية.
وأشار إلى أهم خصائص مرحلة العالم أو الفضاء الافتراضي المتمثل في الانتشار غير المسبوق في الطرق التي يحصل عليها الناس على معلوماتهم، فأضحت شتى أنواع المعلومات متوفرة للكثير من الناس من خلال هواتفهم الذكية أو أجهزة الحاسب المتنقلة، مشيرًا إلى أنه رافق التطور في وسائل الاتصال، تطورٌ في التطبيقات التي أصبح الكثير يستخدمها بشكل يومي، وغدت- للكثير في شتى أنحاء المعمورة- جزءًا من روتين حياتهم اليومية، ومن هذه التطبيقات ما أصبح يطلق عليه وسائل التواصل الاجتماعي وهو مصطلح يجمع عدة تطبيقات كـ «تويتر وفيسبوك ويوتويب».
وقال وزير الثقافة والاعلام المكلف "إن العالم الافتراضي أفرز هو الآخر ظاهرة منتشرة في العالم الثالث كذلك، وتحتاج إلى الدراسة والبحث بسبب وجود الكثيرين ممن يسيئون استخدامه، وعوضًا عن كون تطبيقاته المسماة التواصل الاجتماعي آلية للتنافر وإشاعة الكراهية سواء لأسباب شخصية أو مذهبية أو طائفية أو غير ذلك من الأسباب المرفوضة دينيًا وإنسانيًا.
من جانبه، بيّن رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض نجم، في كلمته أن المنتدى يهدف إلى إيجاد منصة لصناع القرار في قطاع الإعلام في المملكة وتبادل الأفكار والاستراتيجيات لمواجهة التحديات المستقبلية، مؤكدًا أن الهيئة تولي اهتماماً كبيراً بالمنتدى وتجعله من ضمن أولويات خطة عملها السنوية لما له من أثر في دفع عجلة تطور الإعلام.
واستعرض آلية ترخيص القنوات التلفزيونية على المنصة الإعلامية السعودية، مبينًا أن المنتدى سيتطرق للتطورات الجارية في وسائل الإعلام المختلفة مع عرض أحدث التقنيات في مجال الإعلام، إضافة إلى مناقشة دور المرأة السعودية في وسائل الإعلام لتشجيع مشاركتها وإسهامها بشكل أكبر.
ودعا الدكتور رياض نجم، جميع وسائل الإعلام للاستفادة من مخرجات هذا المنتدى التي تعد بمثابة خارطة طريق لمعالجة مختلف القضايا التي تعترض تطور الإعلام السعودي، مشيدًا بالمنهجية التي يتبعها المنتدى في مناقشة ومعالجة المشاكل وطرح الحلول لمختلف قضايا الإعلام.
هذاـ وقد عقدت امس ضمن فعاليات المنتدى تحت شعار : ”الجيل القادم من البث والإعلام”، طاولة حوار رئيسية بعنوان “مناقشة خدمة البث العمومي بمنطقة الشرق الأوسط.. هل تمثل قيمة في عصر الإعلام الرقمي ؟”، وذلك بفندق الهيلتون بجدة.
وركزت طاولة الحوار التي أشرف على إدارتها الأمين العام لاتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي الدكتور جواد متقي، على الطفرة الإعلامية التي تعيشها وسائل الإعلام في المنطقة بمشاركة معالي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع ومدير المعهد الأكاديمي لوسائل الإعلام العامة “القناة التايلاندية” انوتاي اودمسيلب، ونائب المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية إبراهيم ايرين.
تلا ذلك، عرض خاص قدمته أكفا تكنولوجي عن الجديد في عصر تكنولوجيا وسائل الإعلام التي تشهدها المنطقة.
عقب ذلك، قدم المدير الأول لمشروع التكنولوجيا والابتكار في اتحاد الإذاعات الأوروبية الدكتور وليد سامي، تحليلاً للاستعدادات للنقلة الرقمية للاتحاد الدولي للاتصالات وفهم الآثار المرئية على عدم التقيد بالموعد النهائي في حزيران 2015م.
بعد ذلك، تم عرض لآخر التطورات المستجدة في المنصة الإعلامية بالمملكة، قدمه الرئيس التنفيذي للمنصة الإعلامية السعودية مفلح عبيد الهفتا.
وكان الختام بحلقة نقاش، حول القرصنة وحماية حقوق الملكية الفكرية، وأدارت الجلسة السيدة اماني السماوي مديرة قسم الاعلام.
وزير الثقافة المكلف يلقي كلمته