وافق مجلس الوزراء أمس على تأسيس هيئة عليا لتطوير المنطقة الشرقية، وياتي تأسيس الهيئة دفعة جديدة لمشروعات التنمية ومشروعات البنى التحتية في المنطقة. ويمثل نقلة نوعية لحرفية التخطيط التنموي في المنطقة، وتوازن المشروعات، إضافة إلى التنسيق والتناسق بين المتطلبات والاحتياجات التنمية.
وواضح أن الهيئة سوف تمثل مركزاً للتطوير التنموي تصب فيه كل الأفكار والخطط مما يمكن المسؤولين في المنطقة من المرونة في تأسيس المشروعات حسب أولوياتها المحلية، خاصة بالنظر إلى تضاعف الأعداد السكانية في المنطقة والامتداد العمراني للمدن وكثرة مدنها، وامتداداتها الجغرافية، وميزها النسبية في مجالات عديدة ومتنوعة مثل الصناعة والسياحة وطرق الاتصال الدولية البرية والجوية والموانئ والشواطئ وكل التضاريس، إضافة إلى وجود العقول البحثية في أربع جامعات حكومية وجامعات أهلية، ومراكز أبحاث، ما يمكنها أن تسهم بأفكار خلاقة للتطوير والتنمية في كل مجالات الإبداع على أسس سليمة وتعد الدراسات والتوقعات، بما فيها الطويلة الأمد، بمنهجية علمية صحيحة ترسخ للأداء المؤسسي.
وكان المواطنون يستبشرون خيراً وينتظرون تأسيس مثل هذه الهيئة في المنطقة، بالنظر إلى الأداء المتميز الذي حققته الهيئات العليا للتطوير في الرياض ومكة المكرمة، وحائل.
وكان تأسيس الهيئة مطلباً ملحاً ايضاً من رجال الأعمال في المنطقة، واهتماما خاصا من الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية الذي يرعى مشروعات التنمية وخطط المنطقة لمستقبل متقدم وزاهر بإذن الله، والذي دائماً، يحث المسؤولين وأبناء المنطقة على الحرص على الأداء العالي والكفاءة المتميزة لخدمة منطقتهم وبلادهم. ونأمل أن يكون تأسيس مثل هذه الهيئة معيناً لسموه على قيادة المنطقة إلى كل سمو وخير وتقدم.
ويفترض أن مهمات الهيئة ومشروعاتها وخططها تتعدى المشروعات البلدية والنقل مثلاً، إلى تطوير في مجمل العلاقات الحياتية لسكان المنطقة في المستقبل، بما في ذلك التطوير الفكري والثقافي والاجتماعي والإبداعي والأداء الوظيفي والبحثي.
وربما، وعلى الأرجح، أن تصبح الهيئة في المستقبل مرجعاً شاملاً للتخطيط والتطوير في كل مناحي الحياة في المنطقة. لأن هذه العلاقات تتشابك وتتداخل وتمثل وحدة الهوية والضمير الجمعي للمواطن.
ويحق لأهالي المنطقة ومسؤوليها ورجالاتها أن يرفعوا جزيل الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، اللذين يقدمان الهدايا الثمينة للمواطنين، ولا يوجد أغلى من مناسبة كهذه التي تستحق الشكر والامتنان، وتقابل بالوفاء والإخلاص بروح وطنية مسؤولة وطموحة.