يجب أن تكون العلاقة بيننا وبين رجال أعمالنا واضحة ومحددة المعالم، تحرص على رضانا نحرص على رضاك ونرى دعمك من دلائل وطنيتنا، تتلاعب بنا نقاطعك ونرى مقاطعتك من أعظم ضروب الوطنية أيضاً!
أما أن تستمر الحال كما كانت سابقاً، تضحية من طرف واحد! واثبات للوطنية فقط من هذا الطرف الذي هو الطرف الأضعف! فهذه مرحلة قد ولى زمانها مع حملة الوعي التي تقودها مشكورة وزارة التجارة، والتي تسعى من خلالها لوضع أسس علاقة صحيّة بيننا وبين رجال أعمالنا أو رجال الأعمال المستثمرين على أرضنا، والتي ستنفع رجال الأعمال المخلصين قبل أن تنفعنا!
وسعياً في بناء أسس لهذه العلاقة، أقول لرجال أعمالنا إن رضانا سهل وبسيط ومقوماته ثلاثة أمور فقط: الصدق والجودة وهامش الربح المناسب!
فأساليب التلاعب بالعروض والتخفيضات التي يتفنن فيها بعض التجار، والأخلاق الإسلامية العالية قبل البيع والسوء الذي يظهر بعده، هذه أمور يجب أن يعلم رجل الأعمال أنه لن ينال بها رضانا بل يستحق مقاطعتنا!
وكذلك التساهل في السلع المغشوشة والمقلدة، وعدم التناسب بين الجودة والسعر، هذا أمر آخر يستحق معه التاجر أن يُحاسب ويوقف عند حده!
وأيضاً الجشع الزائد باستغلال المواسم ورفع الأسعار حسب المزاج بالإضافة إلى خطط التلاعب بمعدلات العرض والطلب، هذه أساليب يجب أن يؤدب من ينتهجها خصوصاً وأن الخيارات أصبحت متعددة ولله الحمد في أسواقنا، ولم نعد ملزمين بصنف واحد ووكيل واحد!
وحباً في وطننا والمخلصين من أبنائنا، أقترح في حال مقاطعة الغشاش ألا تكون المقاطعة مباشرة ومرة واحدة، بل تتدرج من الكارت الأصفر إلى البرتقالي إلى الأحمر لأن القصد الواقعية والنجاح والإصلاح!
فيكفي في المرحلة الأولى الإنذار الشفهي مع الاعتذار المعلن، ثم يتم الانتقال إلى المقاطعة لفترة زمنية محددة، وبعدها تأتي المقاطعة الكاملة!
فنجاح الناجح من رجالنا يسعدنا ويسرنا، ولكن إذا تحوّل هذا النجاح إلى إضرار بالآخرين، هنا لابد أن نتحرك وندعم الجهود التي تسعى مشكورة لحماية وطننا وقيمنا ورجال أعمالنا المخلصين.!