إن الأثر الحقيقي هو ذلك الذي تزرعينه ليكوّن انطباعا خاصا بكِ، وانظري من حولك واذكري بعضا من صديقاتك، لكل واحدة منهن سمة خاصة تعرف بها، فبعض الناس لكثرة كذبه لم نعد نصدّق منه شيئا فترك لنا انطباعا ثابتا حتى لو صدق التوبة لن نستطيع تصديقه فطبعت عليه كلمة (كاذب) في نفوسنا حتى لو ادّعينا تصديقه.
وتجدين في المجتمعات قِلّة إذا كثر في المجلس أكل لحوم الناس خرجوا غير مستأنسين لحديث، فتركوا انطباعاً عند الناس أنهم لا يحبون الثرثرة.
إن الفتاة عندما تكون صادقة مع نفسها ومع الناس واضحة الفكر والكلمات، استطاعت في فترة قصيرة أن تسيطر على قلوب الجميع. وربما أنتِ أجمل من فلانة وفلانة، أنتِ أجمل من تلك الكاتبة المشهورة، وأروع من تلك العالمة، لكنها صارت أفضل منكِ لأنها فهمت نفسها، وسعت لأجل نجاحها. وإذا عدنا للمرأة المتزوجة فنجد أن النسبة الأعظم منهن مجرّد أن تزوّجت انتهت كل طموحاتها، نسيت كل أحلامها، لماذا لا تكونين امرأة عظيمة، وللأسف تنفق وقتها بالنظر إلى عيوب زوجها ومشاكله، وتستطيع أن تغيّره بدل أن تشكو منه، لكن الفاصل بينكِ وبين تلك المرأة الناجحة هو [التجربة]، نعم هذا فقط هي جرّبت أن تغيّر زوجها وأنتِ جرّبت قليلاً ثم أصابك اليأس. كذلك نرى الكثير من النساء عديمات الجمال، ليس في وجوههن أي علامة لجمال أو روعة مع ذلك تزوّجن رجالا عظماء، والسبب أنهن بحثن طويلا في أنفسهن واستخرجن عيوبهن، ربما تمتلكين من المميزات ما لا يمتلكنه، ربما أنتِ رائعة الجمال في عيني زوجك، لكنك لا تمتلكين حسّ الروعة في شخصيتك فماذا بعد، فأنتِ تكثرين من الشكوى، وتعاتبينه على كل شيء، وتدقّقين خلفه، لا تحترمين رأيه، ولا تهتمين به إلا عندما تشكين بأمره فتبدأ أسئلتك المملة، أين كنت، ولماذا تأخرت، وتنسين أن تسأليه باطمئنان: لقد قلقت عليك، ظننت أن مكروها أصابك، تفكرين بنفسك فقط وتنسين الآخرين، كل ما يهمك ان يكون ملكك مقيدا لك فقط. والسبب في ذلك هو أنّك لم تفهمي نفسكِ إلى الآن، تدّعين أنك عارفة بنفسك وتفعلين كما يفعل الرجل، وهأنتِ تلقين باللوم على زوجك وتنسين نفسكِ تماما، خلعتِ ثوب الحياء من زوجك مع أن الحسناء دائمة الحياء لا تنزع عنها هذا الثوب. ومن الأخطاء التي وقعتِ فيها أنكِ في بداية زواجك كنتِ تقولين له (حاضر) (من عيوني).. كلمات كثيرة فيها من الشهد والطيب ما يعجز اللسان عن وصفه، أما الآن فأنت تعاندينه وتتعمدين هذا، فماذا حصل؟ وأين ذهب الاحترام؟.