اشارت سلسلة من الدراسات الحديثة لوجود علاقة بين تناول السمك والحالة الذهنية والنفسية العامة، وانه ذو تأثير إيجابي عليهما، كما يلعب دورا متميزا في الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة بشكل خاص.
وكشفت إحصائيات عن علاقة عكسية بين استهلاك السمك والإصابة بهذا الاكتئاب في 23 دولة مختلفة، إذ تبيّن أن معدلات الاكتئاب تزداد حِدة كلما انخفضت مستويات استهلاك السمك، ففي جنوب أفريقيا مثلاً يتناول الفرد ما معدله 3.85 كيلو جرام من السمك في السنة، وتُعاني ربع النساء من اكتئاب ما بعد الولادة، فيما يستهلك الفرد بسنغافورة في المتوسط حوالي 36.5 كيلو جرام من السمك في السنة ويعاني 50 % فقط من النساء من الاكتئاب، بينما بلغ معدل استهلاك الفرد بالولايات المتحدة الأمريكية حوالي 21.7 كيلو جرام من السمك،وبلغت نسبة النساء اللاتي يُعانين من الاكتئاب 11.1 % فقط
ويبين الباحثون أن حليب الأمهات اللاتي يأكلن الكثير من السمك الذي يحتوي على مستويات عالية من حمض " DHA" وهو نوع من أنواع أحماض "أوميغا-3" الدهنية الضرورية لنمو وتطوير أعصاب العين وخلاياها، لذلك سمحت إدارة الدواء والغذاء الأميركية مؤخراً بإدخال هذا الحمض في تركيبة الحليب المخصص للرضع.
ويقول د.أندروستول من مستشفى ماكلين في بوسطن إن هناك أدلة تشير إلى أن حمض.
" DHA " والأحماض الدهنية المرتبطة به يمكن أن تساعد في تفادي حالات الاكتئاب الشديدة والاضطرابات الأخرى مثل انفصام الشخصية. وينصح الأطباء بتناول السمك على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، أما إذا تعذر ذلك فينصحون بتناول قرص من زيت السمك بمعدّل جرام واحد يومياً.