نفى علماء الفلك احتمالية اصطدام كويكبات من الحجم الكبير بالأرض خلال 50 سنة على الأقل، فيما تشير التقديرات إلى حدوث ذلك كل خمسة آلاف سنة، وبمعدل مرة واحدة كل بضعة ملايين من السنين يتسبب جسم كبير بضربة تبلغ المستوى الكارثي، وهو مماثل لفوهة أريزونا التي تشكلت منذ 50 ألف سنة مضت، عندما تحطم كويكب قطره 50 متراً بالقرب مما يعرف اليوم بمدينة (وين سلو)، إضافة إلى انقراض الديناصورات منذ 65 مليون عام الذي يعتقد أنه نتيجة اصطدام كويكب قطره عشرة كيلومترات فيما يعرف اليوم بشبه جزيرة (يوكاتان).
وفي هذا السياق، نشر برنامج مراقبة الأجسام القريبة من الأرض التابع للإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا) خريطة جديدة تظهر أن الأرض تعرضت خلال 20 سنة في الفترة من 1994 إلى 2013 لاصطدام كويكبات صغيرة نتج عنها كرات نارية في 556 حالة منفصلة على الأقل، ومعظم الكويكبات التي تأتي في اتجاه الأرض تحترق قبل أن تصل سطح الأرض، وهذا دليل أن الغلاف الجوي للأرض يقوم بعمل عظيم لحماية الأرض من الكويكبات الصغيرة.
وكانت الحالة الاستثنائية هي الكويكب الذي انفجر فوق روسيا في 15 فبراير 2013، الذي بلغ حجمه مابين 17 إلى 20 متراً، وتسبب في إصابة أكثر من ألف شخص وتحطيم نوافذ المباني، ولكن هذا الحدث سيكون ضعيفاً إذا تمت مقارنته بالدمار الذي تحدثه الكويكبات الأكبر، الذي يعد بقائمة غير محتمل إلى حد بعيد، ومع تطور وسائل الرصد والبرامج المخصصة لمراقبة وتعقب الأجرام السماوية، أصبح من الممكن مبكراً رصد الأجرام الكبيرة، والتي من الممكن في حال اصطدامها بالأرض إحداث الكثير من الخراب.
وقد عثرت عمليات المسح الفضائي على أكثر من 90 بالمائة من كل الكويكبات القريبة إلى الأرض والتي يبلغ قطرها أكبر من واحد كيلومتر، ولكن فقط نسبة قليلة من العدد الإجمالي من الكويكبات كبيرة لدرجة تستطيع معها اختراق الغلاف الجوي تم اكتشافها، وهنالك الكثير من البرامج الجادة في هذا الموضوع، مثل برنامج تلسكوب (وايس) الفضائي، والتلسكوب الجديد (نيو كام)، والتي سوف توسع قدرة وكالة (ناسا) في اكتشاف الكويكبات التي تمثل مخاطر محتملة مستقبلاً.
