DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جانب من قاعة المحاضرة

القاضي في «أدبي الأحساء»: «القانوط» تحيّر و«أحوال الديار» تصف

جانب من قاعة المحاضرة
جانب من قاعة المحاضرة
أخبار متعلقة
 
«تمثلات الشخصية في القصة والرواية السعودية» كان عنوان المحاضرة التي أقامها نادي الأحساء الأدبي، من خلال لجنته المنبرية يوم الأربعاء الماضي، المحاضرة ألقتها الدكتورة كوثر القاضي، أستاذة السرديات بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وأدارت المحاضرة الدكتورة أحلام الوصيفر من الجانب النسائي، وفي الجانب الرجالي، أدارها الباحث محمد البشير، وكانت المحاضرة من فرعين: الأول كان بعنوان "المكان العدائي وهروب الشخصية في رواية "القانوط" لعبدالحفيظ الشمري، وقالت المحاضرة: إن الرواية تضمنت كل عناصر فعل العملية السردية مع اهتمام خاص بعناصر اللغة، وهي لغة إنشائية خاصة تميّزت بها؛ فالافتقار إلى الأسماء الصحيحة للأماكن والشخصيات، وكثرة الكنايات، كل هذه الاستخدامات الرامزة للغة توحي بفضاء تقمّصي؛ فالسرد جعل الأولوية للغة في بناء العالم النصي، التي تحوّل بموجبها، المكان اللفظي إلى أمكنة خيالية، ومع ذلك فثمة اتّكاء على العالم الذاكري للقارئ الذي يضفي ملامح المكان الواقعي المحلي شديد الخصوصية، إلا أن المكان يقترب منه كثيراً و يبتعد قليلاً ربما خوفاً من سطوة الرقيب في مواضع لم أستطع تضمينها هنا، لكن السرد أثثه بشكل كافٍ ليكون ذلك المكان/السجن الذي ضاق به أبناؤه وعلى رأسهم "سعد الحِبّي" ليكون الهروب منه بأشكال مختلفة، كان آخرها انتحار سعد، وبقاء "فرّاس" يبحث عن ضحية جديدة يلقمها الفناء ! وأكّدت المحاضرة أن الطابع الحواري والوصف المستقصي للحالة النفسية المضطربة للشخصية الرئيسة أسهم كذلك، في بناء سرد متميّز بتكنيكات مختلفة لتيار الوعي تتماهى في شخصية ترفض العلاج الذي سيخرجها مما تعتقده قوة في مواجهة أعدائها. وأشارت د. كوثر، أن الرواية أخيراً تترك القارئ في حيْرة؛ فهي لم تمنحه كل الحقيقة؛ فالشخصيات ناقصة التفاصيل، إمّا هاربة أو تُقتل بيد السارد المزيف المريض نفسياً "سعد الحِبي"، الذي يعيد خيوط الحكاية للساردة الحقيقية "العذراء" لتترك النهاية مفتوحة لمزيد من التأويلات. وجاء الشق الثاني من المحاضرة، ليتناول بناء الشخصية في مجموعة عبدالعزيز مشري "أحوال الديار" حيث قالت المحاضرة: إن تأسيس قراءة للشخصية القصصية الجنوبية، يعتمد على الوصف المشهدي القائم على استرجاع الحياة القروية الماضية، والسارد يؤثث هذه القصص بأرضية تراثية قديمة، يؤكدها بكلمات جنوبية، وأوصافَ لا يتوصّل إلى مغزاها إلا ابن هذه البيئة نفسها، وأمثال خاصة لأوضاع وأساليب معيشة لا يمكن أن تتم إلا في هذه البيئة. وبيّنت أن القاص، أراد أن تكون شخصيات قصصه من كل المراحل العمرية والجنسية كذلك: فهناك الشخصية المتقدمة بالسن "الشايب" وهناك الشاب والطفل كذلك، والمرأة والرجل. وبما أن الوقفات الوصفية، هي وقفات زمنية كذلك، فهي تشترك أيضاً مع العناصر الأخرى التي ذكرت في هذا التأسيس لشخصية متفردة. ويبدو للقارئ أن الخطاب في المجموعة كلها، كان خطاباً منحازاً للزمان الماضي، والبيئة الجنوبية في ذلك الزمان ؛ وتُصادر بناء على ذلك معظم التغيرات والتطورات الحتمية التي أتى بها الزمان الحاضر و بيئة المدينة. وأضافت قائلة: هنا تتجسُد كذلك أهمية صورة الغلاف، العتبة النصية الأولى، فكأن السرد مع تصويره المثالي لهذه البيئة يريد أن يغلق الطريق أمام الهجرة إلى المدينة، التي صوّرها غالباً تصويراً معادياً، خاصة على لسان كبار السن، بصفوف الحجارة التي تمثّل في النهاية حاجزاً أراد أن يبدو طبيعياً بين البيئتين؛ وما ذلك إلا لأن السرد افترض منذ البداية، أن التطور والتقدم سيقومان على القطيعة بينه وبين قيم القرية وتقاليدها؛ ولذلك نجد أن كبار السن، خاصة، يرفضون أي تقدّم يأتي من المدينة بلا مناقشة، وكأن الافتراض حقيقة مسلّم بها. وأشارت في النهاية، أنه لا يمكن أن ينكر القارئ أن الكاتب كان يتقصّد تصوير البيئة الجنوبية، والشخصية الجنوبية، في جميع قصص المجموعة، بل إن ذلك هو الموضوع أو الاتجاه الأثير لديه في معظم رواياته التالية لهذه المجموعة. بعد ذلك، جاءت المداخلات والتي دارت حول تاريخ القصة والرواية السعودية، حينما تحدث دكتور ظافر الشهري عن قصة التوأمان، التي تُعتبر الأولى في تاريخ الأدب السعودي، وعن رواية ثمن التضحية لحامد دمنهوري والتي تُعتبر أول رواية سعودية ناضجة، وبعد ذلك توالت المداخلات العديدة من الجانبين الرجالي والنسائي. وفي ختام المحاضرة، شكر رئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري، الدكتورة على محاضرتها القيمة والثرية والتي تسهم في إثراء المشهد الأدبي السردي السعودي الذي هو بحاجة إلى مثل هذه الدراسات العلمية الجادة، ثم قدمت عضو مجلس الإدارة الشاعرة تهاني الصبيح درع النادي شكرا وتقديرًا للمحاضرة ولمديرة الجلسة.