في ليلة اجتماع قمة المصالحة الخليجية يبدو ان كل الخليجيين وكثيرا من العرب، كانت آذانهم وعيونهم مشدودة إلى الرياض، بين خشية وأمل.
وواضح أننا، نحن المشدودين، انقسمنا، كل يشد على طريقته، الوحدويون والبناؤون والمصلحون كان لديهم أمل بزعامة خادم الحرمين الشريفين وحكمته وحنكته، أن ينهي الخلاف الغريب الذي حاولت أن أجد لنشأته و«انتفاخاته» أي سبب منطقي ولم أفلح، فيما كان المشاؤون بالنميمة، و«المتعيشون» على المصائب وتجار الفتن، و«أشباح تويتر» والذين تبرعوا أن يكونوا محركات لغو تشيع السوء، يخشون حكمة خادم الحرمين وحكنته، وكان موعدهم الصبح «أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ»؟ (سورة هود)..
وكلا الفئتين انتظرتا ساعات طوالاً ثقيلة.
وبعد اختتام الاجتماع، وإعلان الاتفاق على إنهاء الخلاف وجبر ذات البين، أيضاً استمر أعضاء الفئتين ساهرين، الفرحون أسهرتهم البهجة والدعاء لخادم الحرمين، ولأخيه، وسيط الخير، الخبير المحنك الشيخ صباح الأحمد، بالتوفيق والمحبة.
وكان إخوان الشياطين الحزانى المضنوكون قد سهروا، ايضاً، يقضمون أظافرهم، ويشدون شعورهم، تمزقهم الضراء، وتحرقهم البأساء بلواظيها، ويعقدون اجتماعات متوالية مع «معالي» مستشارهم «المتطوع» الدائم «إبليس» للنظر في الكيفية التي تمكنهم من إحباط الاتفاق، ووضع العصي في عجلاته، ليعيدوا انتاج الفتنة.
ويا للعجب، بعض أعضاء حزب إبليس، والذين اتخذوه إماماً، يطلقون لحاهم «تقية» وتضليلاً، ويثيرون اللغو واللغط، والركل من تحت الطاولة، والغمز واللمز.
ودعا خادم الحرمين الشريفين وسائل الإعلام لتكون بناءة وداعمة للاتفاق وناشرة للخير.
وهنا يشير، مليكنا المحبوب، إلى الدور المزري الذي لعبته وسائل الإعلام ووسائط النشر ومنصات الشبكات الاجتماعية، التي كانت تشعل النار، ومستشارها المتطوع إبليس، يأتي لها بأكوام الحطب والغاز، وأحياناً «يدس» في مخيخات الناشرين، مؤسسات وأفراداً، أخبث فيروسات فبركات والاختراعات و«تواليمها» من الابتذال والسفاهة والانحطاط، خاصة فيما يتعلق بالجرأة على مس الأعراض، بلا أي حياء أو تأنيب ضمير أو ذرة من تربية، والتطاول على الأسر والشخصيات المحترمة المشهود لها بالترفع والتعالي عن الصغائر.
ولأني سعودي شهادتي لخادم الحرمين الشريفين مجروحة، فإنني أحيي موقف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي انحاز إلى الخليج، شعوباً ومستقبلاً وآمالاً، وأيضاً قدر مساعي خادم الحرمين الشريفين ورغبته، ووساطة الشيخ صباح، وفي هذه الحالة فإن قطر لم تنزل ولم تتنازل ولم تهزم ولم تخسر، وإنما صعدت لمعانقة القضية الكبرى، والفوز بأغلى المواقف وهو الوحدة الخليجية والإجماع وصفاء القلوب.
وسوف أسمح لنفسي أن أبث شجوني الشخصية، فإن القطريين، عموماً، يمثلون بالنسبة لي نموذجاً إنسانياً خليجياً رائعاً في العطاء والسلوك والتعامل ودفء التواصل وصدق الود والشخصية الواثقة العاقلة، وهذا ينطبق أيضاً على الأخوة الرائعين أحبائنا في الإمارات.
وتر
عناق الخليج..
بهجة المراكب،
إذ تشرق أنوار المرافئ وسيوف الماء.. في بحر سلوى..
وإذ تغدق أقمار الصحاري ضياءها
من الصمان حتى كثبان العديد
وسيف الطف..
شاطئ وواد وشاهقات وصهيل خيول..
وحداء فرسان..
كل هذا البحر مداد ود..
وكل هذا الضياء وصل من حب..