ساعات معدودة تبقت على موعدٍ انتظره الهلاليون خصوصا والسعوديون عموماً، لتعود معه المملكة لتسيد الكرة الآسيوية، والانطلاق نحو العالمية مع انطلاق صافرة النهاية في ختام العرس الآسيوي، مساء اليوم، وتتويج الهلال بطلا لدوري أبطال آسيا بإذن الله.
صخب وسجال جماهيري، تصريحات هنا، وتغريدات هناك، وتعصب يفوح في ثنايا حديث جماهير وإعلاميين ومسؤولين، يحتاج بعد أن يفرغ الهلال من معركة اليوم أن يفتح الملف وأن ينكأ الجرح بمبضع الجراح، واستئصال هذا الورم الخبيث الذي بات يهدد كل شيء بما في ذلك اللحمة الوطنية.
صحيح أن الهلال ممثل الوطن، وتشجيعه مطلب وطني على الأقل كما ترى شريحة كبيرة من الجماهير، وكما أثبتته مواقف بعض الأندية التي تركت المنافسة الداخلية جانبا، واصطفت مع الهلاليين، لكن في المقابل لا يجب أن نكون متطرفين واقصائيين نجرد من لا يرى هذا الرأي من وطنيته فهذا أيضا نوع من التعصب.
الخطوة التي اتخذها عضو الشرف الاتحادي منصور البلوي وشقيقه ابراهيم بإعلانهما حضور النهائي، مثال يحتذى في نبذ التعصب، وخطوتهما وحدت المدرج الاتحادي باتجاه دعم الهلال، لذلك لم يظهر من بين الجماهير الاتحادية والتي كان فريقها منافسا للهلال في آسيا من يتمنى فوز الفريق الاسترالي، كذلك ناديا الخليج والفتح قدما صورة رائعة؛ عندما رفع لاعبو الفريقين قبل لقائهما يوم الخميس الماضي لافتة تدعم الهلال كتب عليها «هلال الوطن هلالنا وبطولة آسيا بطولتنا»، وموافقة نادي نجران على اللعب في الرياض بالإضافة الى تصريحات الدعم من أندية التعاون والرائد والعروبة، جميعها خطوات تؤكد أن مسيري تلك الأندية يدركون أن اسم المملكة العربية السعودية أكبر من تنافس داخلي على البطولات.
كم سيكون المنظر جميلاً لو رأينا بعض رؤساء الأندية اليوم في المنصة، وكم ستسهم خطوة كهذه في تقليل التوتر والانقسام الحاصل، والذي بلغ إلى درجة دخول رجال الدين على الخط، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وهم ليسوا بمعزل عما يدور.
لاعبو الهلال ورغم انجرار أطراف من مسؤولي النادي إلى الحديث خارج الملعب، إلا أنهم وكما يبدو قد نجحوا في عزل أنفسهم عن كل هذا الضجيج، وركزوا على مهمتهم الانتحارية، بحسب وصف المخضرم سعود كريري بعد نهاية مباراة الذهاب، وتصريح ياسر القحطاني الذي قال فيه إنه سيركض حتى الموت في سبيل تحقيق البطولة، وهي الروح التي يبدو أنها طاغية وأنها ستكون الرهان الذي سيكسب، خصوصا أن الفريق تفوق فنيا في مباراة الإياب، وأثبت انه أفضل من الفريق الأسترالي.
ابعاد اللاعبين عن الإعلام وجعل تركيزهم في المباراة كان قراراً صائبا من الأمير عبدالرحمن بن مساعد، الذي بدا في أكثر من تصريح هادئا، ويعرف ما يقال للإعلام وما يفعل في النادي، وسيؤتي هذا القرار ثماره -بإذن الله- مساء اليوم.