لا شك أن كل إنسان يخطئ ويزل، وما سمي الإنسان إنساناً إلا لنسيانه، ولا شك أيضاً أن المسلم يفرح بعودة أخيه إلى جادة الصواب أكثر من فرحه بخطئه، ولكن لا بد من الوقفة مع الخطأ المعلن، خصوصاً إذا لم يكن الأول في مجاله.
المشاهد في ردة الفعل على تصريح (لعن الوالدين) من الوسط الرياضي تدل على أن هذا الامر وصل إلى مرحلة خطيرة، وفي حال استمرار إهمال ما يحدث من أخطاء متتابعة، سواء كان الإهمال من الجهات المعنية أو من الجمهور -وهو الأهم- ستصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه!
فبعد كل خطأ يحصل في الوسط الرياضي تجد من يبرر الخطأ بالخطأ، لماذا يعاقب هذا ولا يعاقب الذي أخطأ قبله؟! مما يعني أن الأخطاء تراكمت حتى أصبح كل خطأ يهوّن الخطأ الذي قبله، وهذا دليل على أن لجان الانضباط الموجودة في الاتحاد السعودي لم تصبح رادعة ومؤثرة! أيضاً أخطاء الوسط الرياضي تعطي مؤشراً أننا وصلنا إلى حالة مخيفة من التبعية، فالجمهور أصبح يسيطر عليه، ويسيّره أي أحد مهما كان، ليجعله يظلم ويبرر للخطأ، والمسؤول والإعلامي الرياضي كل يوم يقع في خطأ مجاراة لأصحاب الغوغاء! ولو لم نقع إلا في قضية تسليم العقول لمن لا يستحق لكفاها مصاباً!
الأمر الثالث من الوضع المتردي الذي وصل اليه الوسط الرياضي هو حالة التشفي والفرح بالخطأ! وكأن المخطئ عدو قاتل وليس منافساً في لعبة، من خسر فيها هذا العام قد يفوز بالعام القادم! إذن نحتاج إلى علاج حازم وعلى شقين، وقائي وعلاجي، فالوقائي هو دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وسبق أن كتبت بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أصبحت رئاسة عامة لرعاية لاعبي كرة القدم! رغم أن هذا الدور كان الواجب أن يكون جزءاً من دورها الأكبر، ولذلك ما زلنا ننتظر مشاريع كبيرة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لرعاية الشباب حقيقة! الشباب! جميع الشباب!
أيضاً على وزارة الإعلام ووزارة الداخلية سن العقوبات اللازمة لكل من يتعرض للآخرين، وأشغل الوطن بصراعات تافهة يحقق من خلالها شهرة شخصية على حساب الوطن! فإشغال شبابنا الذين هم أعز ما نملك بما لا ينفع عما ينفع مؤامرة يحقق أهدافها الأغبياء ويستحقون عليها العقوبة!
* متخصص بالشأن الاجتماعي