اليوم العالمي للبصر والذي يصادف ١٥ أكتوبر من كل عام، يهدف إلى زيادة وعي المجتمع بأمراض العيون المسببة لإعاقة البصر وطرق علاجها والوقاية منها، وأيضا التوعية بحقوق ذوي الإعاقة البصرية في التعليم والتوظيف وتهيئة البيئة العمرانية. لن أتحدث عن البيئة الآمنة للكفيف، لأنه لا توجد بيئة آمنه للمبصرين فكيف لفاقدي البصر، ولكن في كل عام يتأملون الأفضل من الذي قبله في تذليل الصعوبات وإزالة العقبات، والتي لا يزال الكثير منها يحتاج إلى حل، وعلى سبيل المثال الخطوط الحديدية: كان لي زميل ذاهب إلى الرياض، وهو من ذوي الإعاقة البصرية، وعند شباك خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة تفاجأ بأن الموظف يطلب منه عدم الوقوف في هذا المسار، فقال له: أنا كفيف، فرد الموظف: هذا الممر لأصحاب الكراسي المتحركة..! ولم تنته معاناته إلى هذا الحد، فعندما أراد الدخول إلى صالة المغادرة قال الموظف: ممنوع دخول الكفيف القطار دون مرافق. فطلب منه القرار الذي يمنع الكفيف من صعود القطار دون مرافق فلم يجبه..! وبعد جدال طويل تكفل أحد المسافرين بمرافقته إلى أن يصل للرياض..
فلماذا وضِع شباك لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تستفيد منه جميع الإعاقات..! وما الخدمات التي تقدمها الخطوط الحديدية لهم..؟ مع الأسف لم نجد غير شباك..!
ومن الصعوبات التي تواجههم أيضا عند ذهابهم إلى المطاعم، حيث لا توجد فيها قائمة الطلبات بلغة برايل، مما يضطره إلى الاستعانة بشخص يقرأ له أنواع المأكولات، وقد يحتاج إلى إعادة قراءة ليستطيع الاختيار أو قد يجامل ويطلب من مرافقه الاختيار على ذوقه؛ لكي لا يشق عليه.
وكما هو الحال في المساجد، حيث لا توجد بها مصاحف بلغة برايل، والبعض منهم يرغبون الالتحاق بحلقات القرآن في المساجد التي تشرف عليها جمعية تحفيظ القرآن، ويتطلعون إلى توفير كتب ثقافية غير الكتب المدرسية بلغة برايل؛ لترفع من المستوى الثقافي لديهم.
عليه، نتمنى أن تنفذ التوصيات التي خرجت بها المؤتمرات السابقة، وإيجاد حلول سريعة لمعاناتهم، وعدم إحراجهم في الاعتماد على الآخرين، وأن تتوفر ممرات خاصة لذوي الإعاقة البصرية، وتكون عبارة عن خط يميز بلون كالأصفر مثلاً به نتوءات بارزة يتحسسها الكفيف بقدمه ليمشي عليها، ويكون عرضه من أربعين إلى خمسين تقريباً، ويوجد عند الصعود أو المنحنيات دائرة بارزة وفي أثناء مشي الكفيف عليها يعرف بتغيير الاتجاه، وتكون خاصةً في الأماكن الخدمية مثل: الدوائر الحكومية والمطار، محطة النقل الجماعي، في الخطوط الحديدية أو في ممرات الجامعات، والأمر سهل لا يحتاج إلى تعقيد.