قبل فترة قريبة ومن خلال إحدى الجهات العالمية المتخصصة في خدمات المطارات وتقييم المسافرين، حصل مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة على المرتبة الثانية كأسوأ مطار في العالم بعد مطار إسلام آباد في باكستان لعام 2014م، والمرتبة الأولى كأسوأ مطار في الشرق الأوسط، يليه في المرتبة الرابعة مطار الملك فهد بالدمام ثم مطار الملك خالد بالرياض في المرتبة الخامسة، وبعد هذا الإعلان انتقدت الهيئة العامة للطيران المدني هذا التصنيف وصرح أحد مصادرها المسؤولة ان الجهة التي كشفت عن التقييم غير معترف بها لتقييم المطارات العالمية.
بعض المسؤولين ينظرون إلى مثل هذه التقييمات أنها مؤامرة وغير صحيحة وليست معترفا بها ولا يعطي لها بالا، وبغض النظر عن انتقاد الهيئة العامة للطيران هذا التصنيف، إلا أني مقتنع كغيري من المسافرين بأن مطاراتنا (ذات التكلفة العالية) تفتقد العديد من الخدمات وتحتاج إلى اهتمام أكبر في خدمات المسافرين، ومثل هذه التقييمات من الأولى ان نستفيد منها للتغيير بدلاً من الانتقاد غير المبرر لواقع لا يمكن إنكاره في مطاراتنا، وعلينا أن نكون أكثر إيجابية في التعامل مع هذا الواقع، ومن ثم التحرك السريع لتشكيل لجنة من عدة اطراف لوضع خطة عمل تفصيلية لتطوير جميع المطارات والتي تعتبر الواجهة الأولى لضيوف المملكة وتعكس انطباع الزوار بشكل كبير.
هذا التصنيف نحن مسؤولون عن وصولنا اليه لهذا المستوى، ولو أردنا التطوير والتغيير فعلينا أن تكون أول خطوة هي الاعتراف داخلياً بالقصور الحاصل في مطاراتنا وضعف الخدمات المقدمة فيها، من خلال إجراء استفتاء لتقييم جميع الخدمات المقدمة في جميع مطاراتنا، وبعد ذلك نعتمد معايير واضحة يستند عليها في تقييم مطاراتنا بشكل دوري ويتم تدريب العاملين في المطارات عليها، وعلينا أن نعي بأن التغيير يبدأ دائماً بعد ظهور السلبيات، وأن المسألة «بأيدينا» ولو أردنا أن تكون مطاراتنا في قائمة الأفضل فسنصل لذلك، ولو استمررنا بالإهمال فستصل جميع واجهات المملكة الرئيسية في قائمة الأسوأ. مرحلة التغيير ليست بالصعوبة التي يتخيلها بعض المسؤولين، وأقل ما نحتاجه لنجاح التغيير هو الإخلاص في العمل.
هل سيناقش مجلس الشورى قريباً مثل هذا التقييم والذي أعتبره أهم من نبتة الآراك التي تمت مناقشتها في جلسة سابقة أم أن سفر أعضاء مجلس الشورى من خلال المكاتب التنفيذية وخدمة كبار الشخصيات سيجعلهم يتجاهلون مثل هذه التقييمات؟ الفساد لا ينحصر على أموال واختلاسات، والتقاعس عن أداء الواجب يعتبر نوعا من أنواع الفساد.