الطفولة صفحة بيضاء تعبق بالنقاء، وتشي ببهجة، وسر الدهشة الأولى، ومولود جميل كالإسفنجة التي لم تستعمل بعد، تتأهب لامتصاص كل ما تُغمس فيه سواء كان خيرا او شرا. لذلك فالطفل يتلقى - وبشغف - أسس التربية من والديه بالسماع، ثم بالنظر لهما ومراقبتهما، ومن ثم تقليدهما، وبما يأمرانه وينهيانه عنه، ومن البيئة من حوله، ومن الوراثة وإن كانت أغلب عروق أشجار الجزيرة العربية طيبة ولديها الاستعداد التام لتحمل قساوة البيئة وجفاف التربة وملوحتها كما هي حال نخيلها. فلوح هو تصغير لاسم (فالح) وفالح اسم كبير في قلوبنا، لذلك منح الصغير هذا الاسم لما لصاحب الاسم من حب متناهي الهيبة والجمال والحشمة والغلا، وكعادة قبائل الجزيرة العربية في التسمية على الرجل الطيب والكريم، وهو خال الطفل العجيب. وفلوح - وهو طفل جميل جدا ، لم يكمل عامه الثاني بعد ، وقت كتابة هذه المقالة - من مواليد 10 / 2 / 2013م ، لكنه مميز جدا بتصرفاته اللافتة للانتباه، التي تجعلك تنتبه له لتميزه عن غيره من الأطفال في مثل عمره، ويجبرك على الإعجاب به، وهذا الإعجاب، ليس لأن والدته غالية على قلبي، وهي تستحق الحب والاحترام، لكن لأنه بالفعل رجل في جسد طفل، لربما يوما أوفق لنشر صورته لكم!!! يوم غير بعيد، أخذ شيئا من يد أحد الأطفال - ابن خاله - في مثل سنه وعندما بكى الطفل، عاتبته أم الطفل بقولها : ليه يا فالح؟! فما كان منه إلا أن أعاد اللعبة للطفل، ثم وقف وانحنى ليقبل الطفل على رأسه!!! فلوح طفل ذكي جدا ومثير للاهتمام، وكثير من أطفالنا العرب كذلك، حتى يصلوا لسن الدراسة، ثم تبدو عليهم علامات التغير منذ دخولهم عالم التربية والتعليم العام، فنراهم يتماثلون للبدء في الذكاء، ثم لأن يكونوا عاديين جدا، ثم يتحولوا لأن يكونوا أقل من العاديين، وقد تصل بهم الحال، لأن ينعتوا ظلما بالغباء. وقد تصل بهم الحال من السوء لترك الدراسة أو الاستمرار فيها، لكن يعيشون في صراع مع المدرسة لحين تخرجهم بنتائج لا تخول لهم ولوج، أو الاستمرار في ولوج بوابة الدراسات العليا، التي هي حلم يسعى كل دارس لتحقيقه ليحيا حياة يعطي منها الوطن الذي يحبه كما هو حال أغلب المواطنين مع أوطانهم التي عشقوها.
فلوح طفل الآن عاقل جدا وذكي وليس كغيره من الأطفال ابدا، لكن هل سيجد الرعاية الكاملة ليستمر مستوى ذكائه في الارتفاع ؟ أم سيضمحل هذا الذكاء ليتحول مع مرور الوقت والصدمات وأسلوب التغذية بالوجبات السريعة والمشروبات الغازية إلى طفل أقل بكثير من العادي ؟!
لا علم لدينا عما يجعل ذكاء أطفالنا ينخفض منذ دخولهم مجاهيل وخنادق عالم التربية والتعليم الأولى!! ولا دراسة تحدد الأسباب التي تبقي ذكاء الطفل (مكانك سر) أو (وراءك تأخر) فالأمر مجهول بالنسبة لنا جدا كأولياء أمور يحبون الخير لوطنهم كما يحبونه لأطفالهم. نحن نتفاءل كثيرا بوزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل لجده واجتهاده في تغيير مسار التربية والتعليم في وطننا الغالي إلى حيث نرتقي جدا بأطفالنا منذ أطوار الطفولة الأولى حتى نصل بهم إلى منصات الفخر والاعتزاز.
نافذة حب : فلوح طفل خليجي أحبه جدا كما أنكم سوف تحبونه كثيرا، لو أنكم رأيتموه، فجميع الأطفال يستحقون الحب. مهتمة بالشأن الاجتماعي