DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إيران خارج اللعبة .. حاولت تكريس دويلات مذهبية بالمنطقة بما يخدم الهدف الإسرائيلي

إيران خارج اللعبة .. حاولت تكريس دويلات مذهبية بالمنطقة بما يخدم الهدف الإسرائيلي

إيران خارج اللعبة .. حاولت تكريس دويلات مذهبية بالمنطقة بما يخدم الهدف الإسرائيلي
إيران خارج اللعبة .. حاولت تكريس دويلات مذهبية بالمنطقة بما يخدم الهدف الإسرائيلي
أخبار متعلقة
 
سارعت طهران لاطلاق التحذيرات من "غول" داعش وامكاناتها المالية ، ورصت صفوف القوى الطائفية وعملت على تحشيدها ، وادخلت ادواتها لإعادة بناء القوى والميليشيات الطائفية ، وهي تدرك بان داعش ساهمت في عملية خلط الاوراق الاقليمية ، واعادت بعض التوازنات الشكلية الهشة للعملية السياسية في العراق ، حيث اضطرت طهران للتضحية برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، واشراك الاخوان المسلمين في الحكومة الجديدة ، واشراك اعضاء في الحكومة مقربين من البعثي المنشق محمد يونس الاحمد المحسوب على دمشق والمقيم فيها ، في محاولة ترمي لشق وحدة الصف السني ، والى تكريس قيام دويلات دينية مذهبية في المنطقة ، وهذا يخدم الهدف الاسرائيلي اولا. استماتة للمشاركة ايران وبحسب سفيرها في بغداد حسن دنائي فر، ارسلت اشارات الى واشنطن تفيد بان محاربة داعش في العراق تحتاج تنسيق الجهود مع ايران ومع النظام السوري والحكومة العراقية ، وقوات البشمركة الكردية ، وقال دنائي فر ان بلاده على استعداد للمشاركة في مؤتمر باريس ، الذي لم تدع له ، بهدف التنسيق لضرب تنظيم داعش ، وأوضح دنائي لوكالة فارس نيوز بأن طهران ستكون سعيدة بالمشاركة ، واننا على استعداد تام لدعم امن واستقرار العراق ، وعندما لم تحضر طهران مؤتمر باريس اضطر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للاعتذار عن عدم حضور المؤتمر, بينما حضر عن الجانب العراقي رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ، ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري. وعلى الرغم من ان ايران اعلنت وعلى لسان المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامئني والذي خرج توا من المستشفى بعد اجراء عملية جراحية نظرا لإصابته بسرطان البروستاتا، قال خامئني ان ايران رفضت طلبا امريكيا للتعاون في ملف مكافحة تنظيم داعش ، وبرر رفض طهران لأن أيدي الامريكان ملطخة بالدماء، مضيفاً أن وزير الخارجية الأمريكي وجه أيضا طلباً إلى (نظيره الإيراني) محمد جواد ظريف الذي رفض كذلك. معتبرا أن الولايات المتحدة كانت تبحث عن ذريعة لتفعل في العراق وسوريا ما تفعله في باكستان، أي قصف المواقع التي تريد من دون إذن من الحكومة الباكستانية، في إشارة إلى الغارات بطائرات بلا طيار على قواعد حركة طالبان. الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية جن ساكي أكدت إجراء الإدارة الأمريكية حواراً ونقاشاً مع ايران حول الإستراتيجية الأمريكية الجديدة لمواجهة تنظيم داعش ، وان ممثلين عن أمريكا التقوا على هامش المفاوضات النووية بممثلين إيرانيين وناقشوا معهم الإستراتيجية الأمريكية الجديدة ، والدور الايراني والدعم اللوجستي لمواجهة داعش . اقتصار دور ايران على الدعم اللوجستي ، ومطالبتها بضرورة اشراك النظام السوري في الجهد الدولي لمحاربة داعش ، والتصريحات حول رغبتها بالمشاركة ، طرحت تساؤلات داخل اروقة الحكم في طهران حول ما إذا كانت التحولات التي تجري في العراق من شأنها اضعاف النفوذ الايراني في العراق ، خاصة بعدما اظهرت خطة الرئيس الامريكي باراك اوباما احتمال ان تشمل مكافحة داعش ، داعش السورية ، وتمكين المعارضة المعتدلة من السيطرة على الاراضي التي سيتم انتزاعها من الدولة الاسلامية ، في حين ان طهران وعلى لسان قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، تعتقد جازمة أن تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية لائتلاف دولي لمحاربة تنظيم (داعش) لديه أهداف أخرى غير القضاء على التنظيم، معتبراً أن واشنطن لديها أهداف بعيدة المدى في سوريا، حيث تريد إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد . شكوك ومخاوف ايرانية طهران التي تنشغل الان بشكل استثنائي بالوضع العراقي لديها شكوك كبيرة فيما يجري ، فقد اظهر دخول داعش ضعف الحماية الامنية وضعف الجيش العراقي ، وضعف التنظيمات الطائفية التي تتبناها ايران ، لا بل واستجابة بعض هذه القوى للضغوط الامريكية ، حيث رغبت واشنطن بكسر اهم الحلقات الايرانية المؤثرة في الامن والسياسة العراقية ، عندما فرضت تعيين حيدر العبادي خلفا لنوري المالكي الشخصية التي كانت تحظى بدعم ايراني استثنائي ، واشارت هذه الرسالة بأن واشنطن ارادت ان تعلم طهران بأنها اللاعب الرئيس في العراق وليس ايران. الخشية الايرانية من الجهد الدولي لمواجهة تنظيم داعش، بأن يكون الجهد الدولي لمكافحة الارهاب بمختلف اشكاله وادواته وتمويله ، وهو الامر الذي شجع المملكة العربية السعودية لدعم هذا الجهد اضافة الى مصر ، حيث ترى الرياض بان محاربة الارهاب تشمل داعش والقاعدة وجبهة النصر وحركة التمرد الحوثي ايضا ، وكذلك تعتبر الحكومة المصرية بان محاربة الارهاب تشمل الاخوان المسلمين ايضا باعتبارهم حركة ارهابية وفقا للقوانين المصرية ، وهو الهدف التي تلتقي فيه الرياض مع القاهرة ، حيث ربطت القاهرة مشاركتها في الجهد الدولي لمواجهة داعش على ان يكون في اطار جهد دولي لمواجهة الارهاب بمختلف اشكاله وادواته وداعميه، فيما تخشى ايران من وأد النتائج العملية التي يحصدها الحوثيون وسيطرتهم على ابواب صنعاء. طهران التي دعمت نشأة داعش هي والنظام السوري وتكفلت بمرور مؤيديه عبر الاراضي السورية والايرانية ، ترى بأن خريطة التحالفات والمصالح تغيرت وساهمت في اضعاف الورقة الايرانية في سوريا ولبنان والعراق، وجعلت ايران تبدو وحيدة ، وعليه سارعت الى وصف التحالف الدولي بأنه تحالف يثير الشك والريبة ، وعدم نجاعته في حل المشكلات الاقليمية ، وانه تحالف متحيز وبلا جدوى ، وانه يعبر عن تناقضات وازدواجية السياسة الامريكية ، وهي تعبيرات توضح حالة القلق التي تعيشها طهران ، التي اعتبرت بان عملية اقصائها وعدم حضورها لمؤتمر باريس يعد شكلا من اشكال التراجع وانتصار التحالف الدولي لتحجيم دورها . وتشير المعلومات الى ان الاستخبارات الامريكية في تقاريرها كانت تشير بوضوح الى الدور الايراني في دعم الارهاب في العراق وسوريا واليمن ولبنان ، وليبيا وهذا لا يؤهلها للمشاركة في الجهد الدولي لمكافحة الارهاب ، واعتبرت اوساط امنية ودبلوماسية بان ايران لو شاركت لن يكون هناك تحالف دولي حقيقي لمكافحة الارهاب ، حيث ستستغل ايران وجودها لتسهم في تعزيز اقصاء المكونات العراقية والسورية الفاعلة من المشاركة في حكم بلادها ، ومع ذلك فان كلا من واشنطن وطهران بامكانهما تجاوز بعض التعقيدات والتوافق على محاربة داعش ، حيث يدرك الامريكيون بان نجاحهم يحتاج على الاقل تحييد ايران او اشراكها في الدعم اللوجستي، بينما يرى آخرون بان طهران تعمل من تحت الطاولة لإنضاج قيام الدويلات الدينية في المنطقة. ولهذا جاءت تأكيدات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من أن "خطر داعش ليس على سوريا والعراق فحسب، إنما هو خطر على العالم اجمع". تصريحات ظريف هذه جاءت من اربيل حيث تم الكشف من هناك ولأول مرة، أن إيران هي أول بلد يمد أكراد العراق بالسلاح والعتاد لمحاربة المتشددين، فيما ترى اطراف كردية بان طهران معنية بضمان ودعم التوازنات الكردية الداخلية ، فهي بالمحصلة تدعم حزب جلال الطالباني ، ومع ذلك فهي تدعم البشمرجة الكردية للحيلولة دون تمدد داعش وسيطرتها على الحقول النفطية او مناطق حدودية مع ايران والتي وضعت قوات البشمرجة وبدعم من الحرس الثوري الايراني سيطرتها على هذه المناطق لحرمان داعش والعرب لسنة من مجاورة ايران ولحرمانهم من عوامل القوة النفطية. تنازلات اضطرارية طهران وهي تتابع هذه المتغيرات العملية ، اتخذت سياسة خارجية اكثر مرونة مع ما يجري في العراق ، ولهذا دفعت بالادميرال علي شمخاني ليكون مسؤولا عن الملف العراقي وتم اقصاء اللواء قاسم سليماني ليكون قيادة ظل ، ووافقت على اقصاء نوري المالكي وتعيين حيدر العبادي ، اضافة لادخال تعديلات على الحكومة العراقية تستوعب غضب المكون السني ، وتشعره شكلا بتحقيق انتصارات، لا بل وارسلت طهران رسائل ايجابية ناحية الرياض ، فقد دفعت برئيس جديد لبعثتها الدبلوماسية وهو شخصية تتسم بالحيوية وكان يشغل هذا المنصب فترة رئاسة الرئيس الايراني محمد خاتمي ، كما دفعت بنائب وزير الخارجية امير عبداللهيان لزيارة الرياض وكسر جمود العلاقات بين البلدين. الباحث العراقي المتخصص بالارهاب جاسم محمد اسد يرى بان ايران على استعداد لدعم الجهود الدولية لمحاربة داعش اولا ، لان ذلك يخدم المصالح الايرانية العليا في العراق ، كما ان ايران ما زالت تمسك بالاذرع الطائفية الفاعلة كالميليشات وفرق الموت التي ساهمت في تعزيز حالة عدم الاستقرار في العراق ، كعصائب اهل الحق وابو الفضل العباس وحزب الله العراقي، اضافة الى اذرعها الاقليمية. التدخل في العراق مخاطر التدخل العسكري الايراني في العراق وبحسب الدوائر الامنية الايرانية ، ستعزز اذكاء الصراع الطائفي في العراق ، وستسهم في تمكين داعش من الحصول على حاضنة اجتماعية كبيرة ، كما ان الدول الاقليمية ستنظر للتدخل الايراني بهواجس وحسابات خاصة ، ولهذا كان قرار اقصاء ايران من المشاركة العملية في هذا الجهد واقتصاره على الدعم اللوجستي، هو اعتراف بدعم ايران لهذه التنظيمات وللارهاب في سوريا والعراق ، وان الحرب على داعش يجب الا تعني ترك التنظيمات والقوى والميليشيات التابعة لايران دون مواجهة ، ما دفع جهات عراقية للمسارعة بمطالبة الحكومة العراقية بدمج هذه الميليشيات في قوات الحرس الوطني ، الامر الذي يرفضه الاكراد ، ويعتبرون انفسهم خارج هذه المنظومة ، وعليه تردى الدوائر الغربية بأنه وفي الوقت الذي يتم فيه محاربة داعش يجب ان تكون هناك خطة موازية لتجريد هذه الميليشيات من قوتها العسكرية، حيث تخشى طهران ان تكون موافقتها على هذا الخطة مقدمة لنزع سلاح حزب الله مستقبلا ، والتمرد الحوثي ، فيما بدأت حركة حماس الاعلان عن تعارضها وداعش واعتبار نفسها حركة تحرر وطني ، وانها لا تؤمن بأسلوب داعش. مخاوف من كردستان وفي الوقت التي تضع طهران عينها على بغداد ، فانها بالطبع لاتغفل عينها عن اربيل ، خاصة وان كردستان تقييم علاقات نوعية مع اسرائيل ، وان في اربيل قاعدة تجسس اسرائيلية ، وقاعدة عسكرية لطائرات بدون طيار ايضا ، حيث اختارت واشنطن احدى قواعد كردستان للقيام بمهمة تصفية داعش ، ولعل مخاوف ايران من كردستان التي تدعمها لمواجهة داعش ، جعلتها ايضا تمتلك ادوات مؤثرة في كردستان ، اضافة الى مخاوف ايران من اعلان استقلال كردستان ليؤذن بمرحلة جديدة من النضال الكردي في ايران خاصة بعدما شاركت أحزاب كردية ايرانية في الدفاع عن اربيل في مواجهة داعش ، فيما لمست طهران وجود استقلال افتراضي ومشاركات كردية ايرانية على مواقع التواصل الاجتماعي جعلت اكراد ايران اكثر التصاقا بكردستان العراق ، في حين ما زالت ترى ايران بان حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة يتلقيان دعما امريكيا لزعزعة الامن والاستقرار الايراني ، اضافة الى مجاهدي خلق التي بدأت تتفاعل بشكل مؤثر في السياسة الدولية والاقليمية ، فيما ترى الدوائر الامنية الايرانية بان الصمت التركي حيال طموحات الاكراد يأتي في اطار سعي تركي لبناء عثمانية جديدة وفي اطار احياء جديد للقومية التركية التي تضم الاقلية الاذرية في ايران ، حيث تسعى انقرة وبشكل حثيث لبناء منظومة ثقافية (Pan-Turkism) كرابطة سياسية في منطقتي جنوب القوقاز وآسيا الوسطى ، ولعل مسارعة نائب وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان بان جميع الفصائل العراقية ملتزمة بالدستور وبوحدة العراق ، يعكس جانب من الهواجس الايرانية من مشروع التفتيت والتجزئة في العراق سيكون مقدمة لتجزئة ايران. تصريحات كيسنجر وجاءت تصريحات وزير الخارجية الامريكية الاسبق هنري كيسنجر من ان ايران تشكل خطرا استراتيجيا ، بينما داعش تشكل خطرا عابرا ، وان خطة ايران الاستراتيجية تشكيل حزام وهلال شيعي يسهم في احياء امال ايران الامبراطورية الفارسية في المنطقة صادمة في توقيتها لإيران ، وانها السبب الرئيس في التحريض الطائفي في المنطقة ، واضاف كيسنجر لقناة سي بي اس ، بانه يعتقد أن إيران تمثل مشكلة أكبر مما يسمى بتنظيم داعش، لانه بحسب تحليله مجرد مجموعة من المغامرين الذين يعتنقون أفكاراً عنيفة ، وان داعش لن يصبح واقعاً استراتيجياً دائماً، إلا إذا تمكن من الاستيلاء على مزيد من الأراضي، وأضاف أن ذبح الأمريكيين وبث الصور في التلفزيونات ووسائل الإعلام يعتبر إهانة للولايات المتحدة، وأن تلك الأعمال لا ينبغي أن تمر دون عقاب ، والسؤال الذي يطرح نفسه ما مناسبة هذه التصريحات وما الهدف منها في هذا التوقيت؟ محاصرة ايران يبدو ان الجهد الدولي لمكافحة ارهاب داعش والقاعدة والتطرف في المنطقة ، سيكون له ارتدادات سلبية عدة على الامن الايراني ، خاصة وان حكومة الثورة الايرانية بنت اعمدة سياستها الخارجية على التدخل في الشؤون الداخلية لدول الاقليم ، وساهمت ودعمت قوى التطرف والارهاب على حساب قوى الاعتدال والتسامح والتنمية ، فهل سيتم فعلا وضع حد للتدخلات الايرانية في المنطقة ، وحصر تفاعلات ايران داخلها تمهيدا لتعزيز دورة التشظي فيها ؟ المعلومات تفيد ان ايران وهي منغمسة بقوة في مشكلات الاقليم لديها مخاوف كبيرة من الداخل!!.