في يوم الثلاثاء القادم 28/11/1435هـ، الموافق 23 سبتمبر 2014م، تمر الذكرى 84 على توحيد بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية على يد عبقري الجزيرة وأسدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، وفيه يكون الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة.
وبهذه المناسبة العزيزة أرفع أسمى علامات التهاني إلى قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وولي ولي عهده وإلى الحكومة الرشيدة والشعب السعودي الكريم سائلا الله أن يعيد هذه المناسبة أعواما عديدة مكللة بدوام الأمن والأمان والرخاء والبناء..
ولأن الحديث عن الوطن ويومه، فقد كان واجبا على كل مخلص أن يعبر عن شعوره بوطنيته وحبه لبلاده وقادته بما يليق ويلزم،وبأشكال مختلفة في طريقة التعبير، وبما لا تسمح لأحد أن يشكك فيها أو يزايد عليها..
وللوطن نعزف كل ألحان الغناء، ونعرب عن هذه البهجة مستذكرين بإجلال وتقدير كل الإنجازات والمواقف التي جسدتها المملكة في مختلف الأصعدة والميادين في الداخل والخارج، بما لا يحتاج إلى كثير بيان، وبصورة يغبطنا بها وعليها الآخرون من جيران وأصدقاء، وبخاصة نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وما نعيشه من وجوه ناصعة في التنمية والاقتصاد والبناء والعمل الإنساني والثقافي والرياضي والتعليمي والعملي والشبابي والطفلي والنسائي وغير ذلك.
ولكن في الوقت الذي نعيش فيه كل هذه الأمور الجميلة النبيلة، فإن هناك يا وطني العزيز بعض (الندوب) التي قد تشوه جسد السيف الصقيل الذي يزين وجه الوطن، وتحجب لمعانه وبريقه، وحين نذكر هذه الندوب، فلا نقصد سوى التذكير بها والإشارة إليها رغبة في محوها من الجهة المعنية بها وصولا لمزيد من الجمال، ولا شيء آخر.
وأول تلك: ما يتناقله الناس في مختلف مناطق المملكة عن مناطق أخرى منها، وعن أهلها، وما يتلقونه في مناهج التعليم وتلقين بعض المعلمين عما يلاقونه بشكل مباشر وواقعي، يعني: تجد بعض المعلمين في المراحل المختلفة يحقن طلابه بمعلومات مغلوطة جدا عن منطقة معينة من المملكة، وحين يزورها أحد أولئك، يجدها تختلف كليا عما حشوا في ذهنه عنها..
2- أمامي مجموعة من صفحات ومقالات من صحف سعودية مختلفة، توقفت عندها وكتبتُ بجانب بعض موضوعاتها (قضايا وطنية) لعرضها في مثل هذه المناسبة الوطنية.
ـ وفي قصاصة أخرى من جريدة الوطن أقرأُ هذا الواقع الصادم: نحن البلد الوحيد في العالم الذي تقام فيه (مسرحيات للنساء فقط)، فحتى الدول الإسلامية الأخرى بحسب تلك القصاصة التي تطبق الشريعة الإسلامية بنسبة ملحوظة وغالبة، كماليزيا وتركيا وإيران واندونيسيا وباكستان وموريتانيا وغيرها.. مسرحياتها (غير نسائية فقط)، وعلى ذكر ذلك، فالأستاذ سعود الفوزان من كتاب جريدة الشرق يُعَنْوِنُ إحدى مقالاته بجملة مباشرة وواضحة ومُلِحّة: افتحوا السينما ولو في الأعياد.
نعم فلقد كنا (اشْحلاتـْنا) في الستينيات والسبعينيات حينما كانت صالونات السينما تصدح في كل مكان من جدة إلى الظهران، لسنوات عدة فـ (لا طاحت نجوم السما، ولا تاه في الظلمة قمر)!
ـ وأُقـَلـِّبُ صفحةً من جريدة الجزيرة فأرى التشكيل الجديد لمجلس أمناء مركز الحوار الوطني السعودي.. فأرى أنه قد يحتاج إلى إعادة تشكيل إذا عرفنا الأسباب الرئيسة الأساس التي انبثقت منها فكرة مركز الحوار الوطني وفق ما أراده قائد الحوار الأول في المملكة وصاحب الفكرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أيده الله، فنجد جل الأعضاء يشكل طيفا مذهبيا واحدا، بينما لا نجد للمذاهب الإسلامية الأخرى سوى عضو واحد فقط من مجموع 11 عضوا، والوطن كما يعلم الجميع يضم أطيافا ومكونات عديدة، فهل بهذه التشكيلة يمكن أن يسير (الحوار الوطني)؟!
ـ ومن جريدة الرياض أيضا: ارتفع عدد ضحايا (المفرقعات) في عطلة عيد الفطر الماضي في الأحساء فقط إلى أكثر من 28 شخصا أغلبهم من الفتيان والأطفال، وفق التقارير الصحفية التي واكبت (بعض) أماكن الاحتفالات في العيد، والسؤال هنا: هل الوزارة المعنية بذلك غائبة عما تراه وتسمعه وتقرؤه؟، يعني: هي قد لا تستطيع منع استيراد الدخان، لكن ألا تستطيع إيقاف زحف المفرقعات؟
ـ وأكتفي بهذه الندوب النذيرة الكثيرة، مُبَشِّرا في الأسبوع المقبل إن شاء الله بعرض أشياء جميلة (عكس الندوب)، متزامنة مع احتفائنا بيوم الوطن..