أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، إن ما قام ويقوم به خادم لحرمين الشريفين تجاه مصر الحبيبة يجسد محبته لها ولشعبها وحرصه على استقرارها، وحرصه على أمنها واستقرارها وعدم تدخل أحد في شئونها الداخلية .
ونقل سموه، الذي تسلم شهادة العالمية "الدكتوراه الفخرية" التي منحتها جامعة الأزهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في احتفالية كبرى بمناسبة بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، اليوم، تحيات وشكر خادم الحرمين الشريفين وأشاد بدور الأزهر الشريف. وتابع "في هذا المقام، أكرر ما قاله خادم الحرمين عند تسلمه الدعوة، أن كل ما يقوم به لخدمة الإسلام والمسلمين في شتى بقاع العالم ماهو إلا واجب عليه كمسلم، وتعبيرًا عن حرصه على بذل الغالي والثمين لخدمة الإسلام والمسلمين". وأضاف:" يشرفني تسلم الدكتوراة الفخرية تقديرًا لمواقف خادم الحرمين الشريفين، باعتباره أمر عزيز على السعودية، حيث أن الأزهر خلال ألف سنة من التاريخ حفظ الفكر الديني من الانحراف".
وشدد على أن الأزهر يحمي الأمة من الانحراف والتعصب الفكري والديني، وأن التطور الحضاري يضع على كاهل الأزهر تحمل مسئولية عظيمة في مواجهة التعصب ومواجهة الطرح العدائي، حيث تكتسى صورة الدين في ظاهره زروا وبهتانا ليفضي على نفسه شرعية، وينتج فكر متطرف مع أنه لا يقوم على أساس من العلم أو الدين أو الخلق، مضيفًا أن الأزهر يقوم بدور كبير في الدفاع عن الإسلام، ودور حضاري ضد من أساء للإسلام، وسيظل يقوم بدوره الحضاري والديني دفاعًا عن الدين. وأضاف أن الأزهر لا زال يمارس دوره لمواجهة التيارات التي تغرر بصغار السن.
وأوضح الفيصل، أن ما قام به خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر ما هو إلا بمثابة السعي لاستقرار البلاد وتأكيدا على العلاقات الثنائية، وضمانا لعدم التدخل في شئونها.
حضور مكثف
ووسط حضور مكثف لكبار المسؤولين والوزراء والسفراء المصريين والعرب، ونخبة من العلماء والمفكِّرين وأساتذة جامعة الأزهر، يتقدمهم المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وشيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية، أقيمت في قاعة مؤتمرات الازهر بمدينة نصر بعد ظهر اليوم مراسم حفل تسليم شهادة "العالميَّة" الدكتوراة الفخرية التى منحتها جامعة الازهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تقديرا لجهوده الكبيرة فى خدمة الاسلام والمسلمين، ومواقفه المساندة لمصر وللشعب المصرى، والتى تسلمها نيابة عنه صاحب السمو الملكى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالسلام الوطني لمصر والسعودية، وعرض فيلم تسجيلي عن تاريخ الأزهر ورسالته، ودوره في العالم الإسلامي بنشر فكر الإسلام الوسطي، والعلم الصحيح.
تحية وتقدير
من جهته، وجه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، التحية للمملكة، حكومة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على مواقفه الإسلامية والعروبية الواضحة والصريحة، وعمله الدؤوب من أجل ما فيه مصلحة الأمتين العربية والإسلامية. وأكد أن تكريم خادم الحرمين الشريفين يأتي لدوره الكبير في دعم المواقف المشرفة التي تصب في صالح أمة الإسلام، وترفع المعاناة عن كاهلها.
وقال خلال كلمته بالحفل إن الأمة الإسلامية أبتليت بالإرهاب ومن المؤلم أن يلصق بالإسلام تحت مسمى الخلافة الاسلامية، ومن المؤلم أيضًا أن ترتكب الجرائم تحت دعاوى الخلافة وباسم الإسلام الذي هو دين الرحمة والسلام. وأضاف أن ما يقوم به تنظيم "داعش" عار على الإسلام والمسلمين ولا صلة للإسلام به، ومن المحزن أن هؤلاء المجرمين استطاعوا أن يصوروا صورة مفزعة للاسلام والمسلمين.
وأوضح شيخ الأزهر، أن الجماعات الأصولية هم صنائع استعمارية جدايدة في خدمة الصهيونية العالمية، مشيدًا برؤية خادم الحرمين للأحداث، قائلًا: "إن خادم الحرمين الذي نجتمع لتكريمه كان يملك رؤية استراتيجية دقيقة"، وتحدث عن انجازاته تجاه الدول العربية والاسلامية.
وتابع، المنطقة العربية تشهد تدميرًا منظمًا في سوريا والعراق وليبيا، والسعودية ومصر لعبتا دورًا كبيرًا في تحريك الغرب لإنقاذ الوطن العربي من التدمير.
قائد مخضرم
ووسط تصفيق من قبل الحضور، قال الطيب نحن نتشرف بمنح الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز آل سعود.
وأضاف إنه ليوم سعيد أن يقوم الأزهر بتكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي وصفه بالقائد المخضرم، الذي يستوعب المخاطر التي تحدث لأمة العرب في الداخل والخارج. مؤكداً إن الوقت لا يتسع لسرد ما قدمه، خادم الحرمين من جهود متواصلة في التصدى للإرهاب الأسود، الذي ابتليت به الأمة العربية، والعالم كله.
ولفت إلى أن خادم الحرمين الشريفين، يملك رؤية إستراتيجية، استطاع من خلالها، أن يضع الغرب أمام مسئولياته، حينما حذرهم من أن الإرهاب سيصل للدول الغربية.
وأوضح شيخ الأزهر، أن الأمة العربية ابتليت خلال الفترة الأخيرة، بأناس يعيثون في الأرض فسادا، يقطعون الرقاب، ويبثون الرعب والخوف، تحت دعاوى الخلافة وعودة الدولة الإسلامية، ويصدرون للعالم كله صورة مفزعة عن الإسلام، وهو منهم براء. وأكد أن تلك الجماعات هي صنائع استعمارية جديدة جاءت لتمزق الأمة العربية، وتشق صفها.
حكيم العرب
من جهته، أكد القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد عبدالشافى، أن خادم الحرمين الشريفين حكيم العرب بلا منازع، حيث تجاوزت مواقفه الإنسانية حدود المكان والزمان وسيذكر التاريخ وقفته مع مصر ضد من أراد أن يختطفوها. المواقف النبيلة لخادم الحرمين الشريفين، تجاوزت حدود الزمان والمكان، وسيظل يذكره التاريخ، لوقوفه إلى جانب مصر، ضد من أرادوا اختطاف الإسلام.
وأوضح في كلمته بالحفل، أن منح الدكتوراة الفخرية عزيزة لا تمنح إلا لعزيز ولم تمنح لأحد منذ عشرات السنين، فهى تكريم وتقدير لموقف خادم الحرمين الشريفين بناء على إرادة شعبية، معلنا منح خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه فى العلوم الإنسانية لمواقفه التى تجاوزت كل الحدود بناء على رغبة الإمام الأكبر ومن ورائه جموع المصريين.
وأضاف أن العلاقة بين الأزهر والحرمين والشريفين قديمة، فالمسجد الحرام أول بيت وضع للناس، والأزهر أخذ على عاتقه تدريس الإسلام الوسطى، ولذلك يوجد رابط كبير بينهما. مشيراً إلى أن الأزهر، هو ملتقى أبحر العلوم الشرعية، ومجمع أنهار المعرفة والتقدير.
مغادرة الفيصل
من جهة أخرى، غادر مطار القاهرة الدولي، قبل عصر اليوم ، الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، بعد زيارة لمصر التقى خلالها بعددٍ من المسئولين المصريين، كما شارك باجتماع وزراء الخارجية العرب. وافتتح المقر الجديد لسفارة المملكة لدى مصر.. وتسلمه شهادة الدكتوراة الفخرية، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.