قبل يومين استلم أبناؤنا كتبهم المدرسية مع إطلالة العام الدراسي الجديد وهي في أبهى حُلَّة وعلى أتم حال، وبغض النظر عن الطريقة التي تسلم فيها الطلاب كتبهم لاسيما في مدارس البنين، وعن الطريقة التي تخلصت فيها إدارات المدارس من «كراتين» الكتب المدرسية خارج أسوار المدارس وبفوضوية قد تشكو منها أمانات المناطق وبلديات المحافظات، إلا إننا نطمح لأن يبدأ التثقيف والتوعية بأهمية الكتاب وضرورة المحافظة عليه مبكراً من خلال حملة تثقيفية مكثفة تنفذ في جميع المدارس بلا استثناء، إضافة إلى تفعيل نظام استعادة الكتب كاملة من كل طالب عند استلام الشهادات، وهو ما قد يزيل عن الأذهان تلك الصورة البشعة للتخلص من الكتب المدرسية أواخر أيام الاختبارات النهائية والتي انتشرت نهاية العام الماضي.
وإذا أضفنا إلى ذلك تساؤلا عن مصير الحواسيب المحمولة التي تم توزيعها على طلبة وطالبات نظام المقررات ومشروع الملك عبدالله للتطوير، والتي تم استلامها من طلبة الدفعات الأولى في نهاية العام الدراسي، ويُشاع أنها لا تزال في مستودعات المدارس، فلا هي التي استفيد منها لغيرهم من المحتاجين، ولا هي التي تركت للطالب ليستفيد منها في بقية سنوات دراسته بعيداً عن الهدر. وبرغم كل السلبيات التي لا تزال موجودة ونتطلع لزوالها قريباً، فإننا نثق بأن قائد التربية والتعليم في بلادنا رجل محنَّك، وشاعر مُلهم يعلم جيدا قيمة الكتاب كما يعي قيمة الكلمة والحرف بل ويسهم بفكر نيِّر ضمن منظومة «فكر» في العالم العربي، وندعو الله تعالى أن يُسخِّر له البطانة الصالحة المخلصة التي تعينه على تحقيق أهداف وزارته، وتنفيذ خططها الاستراتيجية بما يرضي الله تعالى ويسهم في بناء النشء وتنمية الوطن.