في الوقت الذي يرى العالم فيه تردد كبرى الدول في طرحها لمسألة الإرهاب وتهديده للعالم أجمع، أعلن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبكل شفافية أن تهديد الإرهاب ليس موجها ضد دولة معينة، بل بات يهدد العالم أجمع. وأكثر من ذلك هو أن الكثير من الدول التي كانت تعتقد أن الإرهاب لن يمس أراضيها لتتفاجأ بأن شريحة كبيرة من أبنائها هم من قاموا بالذهاب إلى مواطن الاقتتال غير الواضحة المعالم وغير الواضحة التوجه ولا أحد يعرف ما هي أجندتها أو مخططاتها ولا أحد يعلم من وراءها والأخطر من ذلك هو أنه لم يستطع إلى الآن أي خبير في أمور الإرهاب معرفة ما هي أهدافهم. إلا أن خلاصة الأمر هي أنهم يقتلون ويمثلون بكل من خالفهم.
وفي الوقت الحالي الكل رأى المناطق التي قامت (داعش) بالسيطرة عليها في مناطق كثيرة في سوريا والعراق ومدى الدمار الذي قاموا به وأساليب الترويع التي يستخدمونها ضد العزل لدرجة أن الكثير في العالم وقف مدهوشا لما يحدث وما هو المراد منه. وأصبحت مداعبة مشاعر السذج من الناس بما يسمى الخلافة الإسلامية ومن قام بالتسمي بها هم أبعد ما يكونون عن الإسلام. فتعاليم الدين الإسلامي واضحة وضوح الشمس. ففي أرض النزاع والحروب أوضحت تعاليم الإسلام معنى احترام المرأة والمحافظة على كرامتها وحماية الطفل من الأذى واحترام المسن وعدم التعرض لدور العبادة.
ومع ذلك وللأسف الشديد ترى من تبهره الكلمات الرنانة وتخدعه الشعارات التي تتدثر بعباءة الإسلام
وهي أبعد ما تكون عن الإسلام. إن محاربة هذا النوع من الإرهاب تحتاج تضافر كل الجهود العالمية منها والمحلية. والكل في العالم يشهد للمملكة ما قامت به من تطوير أساليب محاربة الإرهاب. فالمملكة مرت بفترات قصيرة اعتقد الإرهاب ومؤيدوه أنهم يستطيعون النيل من هذا الوطن ووحدته، إلا أنهم اصطدموا بجدار منيع من التلاحم بين الحاكم والمحكوم. وتصدت لهم أياد باسلة عرفوا بعدها أن المملكة لها رب يحميها وبها عيون ساهرة تلتقط كل من يخطط للنيل من هذا الوطن.
لقد تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للمواطن والمقيم ومن ثم خاطب العالم أجمع بأن هذا الإرهاب سيطال كل من لا يتقي شره. وقالها بصدق وبأسلوب مباشر للحد من الفتنة التي بدأت تعصف بهذه المنطقة. فما تمر به المنطقة من تأجيج طائفي وقتل بوحشية ما هو إلا تشويه لسمعة الإسلام. ما نراه من تهديم للمساجد ودور العبادة ما هو إلا تدمير لتعاليم الإسلام. وفي الوقت الحالي أصبح لزاما على كل بيت وكل فرد في مجتمعنا السعودي أن يكون هو الخط الأول لحماية الوطن. ويجب على شبابنا أن ينتبه إلى كل من يبث الشرور ويحرض باسم الإسلام. فقد بدا واضحا للقاصي والداني ما يحدث في بؤر الفتن وأماكن الاقتتال. ويجب على الكل أن ينتبه لكل من يحاول شق الصف والتشكيك في لحمة الوطن. والفتنة نائمة ولعن من أيقظها. فالإرهاب لا دين له ولا يفرق بين صغير أو كبير ولا يهمه مصالح أي دولة أو استقرارها. فمهمة الإرهاب هي أن يقوم بالقتل والتخريب.