كثيراً ما نسمع من كبار السن -أطال الله أعمارهم وأمدهم بالصحة والعافية- مقولة: (لا يهمك!) فلان لا يهمك، علان لا تسمع منه، ترتان لا تأخذ منه.
لماذا هذه الإقصائية؟! فكل إنسان فوق هذه البسيطة (مسلم - كافر / كبير - صغير / امرأة - رجل)، ليس كله إيجابيا وليس أيضاً مليئا بالسلبيات! كل منا به جانب مضيء وجانب مظلم، ولكن الأهم ما الذي يطغى على الآخر؟
فعندما يقول لك طفل صغير معلومة استقاها من أبيه أو معلمه في المدرسة وأنت لا تعرفها فليس معنى ذلك أن تطوح بها وتضرب بها عرض الحائط لمجرد أنها صدرت من طفل، أو بنطقنا الشعبي
(بزر !) فكم من أناس أثرت فيهم كلمة صادقة بريئة صدرت من طفل.
كذلك عندما تناقش أحداً حيال موضوع معين وتستشهد برأي لامرأة ستتفاجأ بأنه سيتم تسفيهك مباشرة بحجة (ما عليك من كلام الحريم!) لماذا؟ أليست هذه المرأة ربما تكون تملك درجة علمية عالية كشهادة الدكتوراة مثلاً أو انسانة متعلمة وواعية وصاحبة رأي سديد؟ بل وقبل كل هذا أليست في الأصل إنسانة من حقها أن تعبر عن رأيها؟
كذلك فيما يخص استنادنا في بعض مشاكلنا وظواهرنا الاجتماعية على حكم وأقوال لغربيين غالبيتهم كفار ولكن ما قالوه صحيح وواقع يمكن الاستفادة منه، ستجد أيضاً من لا يسمع لك بحجة أنك تتبع أقوال الكفرة! وقد تتهم بالعلمنة وتدخل في قضية شائكة لها علاقة بالولاء والبراء! لمجرد اعتقادك أن ما قاله هذا الكافر هو صحيح فقط!.
لذلك رسالتي لكبار السن -حفظهم الله- ومن يسير على نهجهم ويطبق فكرهم أقول لهم إن الزمن تغير ويجب أن نتعايش مع العولمة وليس نعيش معها! لأن هناك فرقا بين العيش والتعايش.
وعلينا أيضاً أن تكون حكمتنا في الحياة: الحكمة ضالة المؤمن، فمتى وجدها (من أي شخص كان!) فالمؤمن أولى بها لتوظيفها في حياته لخدمة دينه ومجتمعه ووطنه.