(بعض الناس من كثر ما يسوي نفسه مثقف لو تقوله: إيش أخبارك؟ يقول: من منظوري ومنطلقي الخاص وفي ظل الضبابية الموجودة في طرح الآراء أرى أني بخير، وهذا شيء إيجابي ويساعد في الجهود المبذولة من أجل تحقيق الأمن والسلام العالميين!!)
لدينا مشكلة واضحة مع عينات تتكاثر في المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن نسميها أدعياء الثقافة!
علاقة هذه العينات بتحصيل الثقافة توقفت عند قصة البطات الثلاث في مكتبة المدرسة وكتابة الذكريات في آخر صفحة من صفحاتها، ومعرفتهم بأماكن المطاعم أكثر من معرفتهم بالمراكز العلمية في مدنهم، وسماعهم بمنشط ثقافي يعني نعاسا وضيقة في الصدر ومن ثم فرار من المكان كفرار السليم من المجذوم، ومع هذه الطوام التي لا تؤهل قائلها لأن ينبس ببنت شفة، فإنهم لا يتركون شاردة ولا واردة إلا وطرحوا رأيهم الكريم فيها! بل وبتنوع لا يحسدون عليه، ففي السياسة هم العالمون بدهاليزها، وفي الشريعة هم العارفون بسماحتها، وفي القضايا الاجتماعية هم الذين يعرفون داء المجتمع ودواءه!
مع تضخم واضح في الأنا، فلا بد أن تبدأ كل جملة بأنا وتختم بأنا، وتنقص واضح للآخرين بنقد كل عمل غير عملهم، والغضب الأكبر يصب على المجتمع الذي لا يقدر المبدعين ولا يحترمهم، والدليل أنه لم يعطهم المكانة اللائقة بهم حسب زعمهم، رغم أني أرى أن المجتمع مقصر في حقهم، فقد جاملهم كثيراً وبما فيه الكفاية وإلا فحق هؤلاء ألا يسمح لهم حتى بمجرد الكلام، فضلاً أن يعطوا وقتاً لا يستحقونه بل وللأسف أحياناً يقدمون ويصدرون على حسب طول ألسنتهم وقلة حيائهم لا على حسب قدراتهم!
نصيحتي أن يفضح مثل هؤلاء وأن يبين عوارهم، فهم مصيبة على أنفسهم وعلى مجتمعاتهم وعلى الأجيال القادمة التي قد تظن أن هذه النماذج هي النماذج الثقافية الحقيقية!
وحتى تعرف حجم المصاب يكفيك أن تقارن بين حجم الكلام المطروح، والفعل الحقيقي لتعرف كم نعاني مع أمثال هؤلاء!
اللهم لطفك وسترك!