في الوقت الذي دعت فيه المحكمة العليا إلى تحري رؤية هلال شهر شوال لهذا العام، ليلة أمس الأحد، قلل فلكيون من احتمالية اكتماله ثلاثين يوما على أن يكون اليوم آخر يوم في رمضان وغداً الأول من شهر شوال (أول أيام عيد الفطر المبارك)، في حين رجح فريق ثالث أن يكمل رمضان 30 يوما وعليه يكون غدا الاثنين المكمل له والثلاثاء أول العيد.
وكانت المحكمة العليا قد دعت إلى تحري رؤية هلال شهر شوال لهذا العام 1435هـ، مساء أمس السبت ليلة الأحد 29 - 30 / رمضان / 1435هـ، فإن لم يرَ فمساء يوم الأحد 30 / رمضان / 1435هـ ليلة الإثنين 1 / شوال / 1435هـ حسب تقويم أم القرى، الموافقين 27 - 28 / يوليو / 2014م، وإبلاغ أقرب محكمة ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير. جاء ذلك في إعلان للمحكمة فيما يلي نصه : "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: "نظراً لعدم رؤية هلال شهر رمضان مساء يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان لهذا العام 1435هـ وإتمام عدة شهر شعبان ثلاثين يوماً بناءً على ذلك، فإن المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية ترغب من عموم المسلمين في جميع أنحاء المملكة تحري رؤية هلال شهر شوال لهذا العام 1435هـ، مساء يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك حسب الرؤية الثلاثين بحسب تقويم أم القرى لعام 1435 هـ، وترجو المحكمة العليا ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها، والاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة". وتأمل المحكمة العليا ممن لديه القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر لما فيه من التعاون على البر والتقوى، واحتساب الأجر والثواب من الله جل وعلا بالانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض. والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين".
ومع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، يترقب المسلمون في شتى انحاء العالم هلال شهر شوال للفرحة بعيد الفطر السعيد، ورغم اتفاق الفلكيين والشرعيين في دخول شهر مضان المبارك لهذا العام، إلا أن الاختلاف بدأ بتوقعات متضاربة ليوم عيد الفطر السعيد بين يومي الاثنين والثلاثاء القادمين.
وقال لـ"اليوم" الباحث الفلكي من قسم علوم الفلك والفضاء بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز ملهم محمد هندي: يعتبر هلال العيد من الأهلة كثيرة الجدل في إمكانية الرؤية وخاصة أنه بعمر 17 ساعة وله مكث بعد غياب الشمس في جميع المناطق السعودية بين خمس دقائق إلى 15 دقيقة وهذه المدة في أقصاها يتفق الفلكيون على عدم إمكانية الرؤية بالعين لها وصعبة جدا على التلسكوبات.
وأضاف هندي: لو أخذنا الأمر بالحساب الفلكي بغض النظر عن الرؤية الشرعية فنجد أن الولادة تحدث الساعة 1:42 فجر الأحد الموافق 27 يوليو وسيغيب القمر وهو في طور الهلال الوليد بعد الشمس بدقائق معدودة بين 5 دقائق في الشرقية إلى 15 دقيقة في الجنوب الغربي لأن الهلال جنوبي أي كلما اتجهنا للجنوب الغربي زادت مدة مكثه على الأفق، لذلك يكون غرة شوال الاثنين الموافق 28يوليو حسابيا، وهذا يتفق مع تقويم أم القرى الذي بني على أساس الحساب لتنظيم الحياة وليس للتعبد، أما باعتبار الرؤية الشرعية هي الأساس فيكون العيد يوم الثلاثاء 29 يوليو، لان عبر مئات السنين وآلاف الأرصاد الميدانية فلم تتم مشاهدة أو رصد هلال مثلما سيكون يوم الأحد القادم فأقصى مكث وهو 15 دقيقة هي بمثابة ارتفاع الهلال لحظة غروب الشمس 3 مرات مثل قرص القمر فوق الأفق وهذا الارتفاع قريب جدا من ضياء الشمس الساطع الذي يستحيل فيه رؤية هلال نسبة إضاءته فقط 0.6 بالمائة.
واشار هندي إلى أن أغلب الفلكيين يعتبرون الاثنين هو المتمم لرمضان آخذين الرؤية الشرعية الصحيحة أساسا لذلك، لأنهم يؤمنون بشعيرة الترائي وتصديقا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" والرؤية هنا لا بد أن تكون صحيحة ولا غبار عليها، فهلال الأحد لا تراه اكبر التلسكوبات الأرضية، ومن يرى ما لا يراه التلسكوب هو حتما متوهم.
