قبل عدة سنوات تم تدشين أحد أهم الأعمال التطوعية في المملكة والمتمثل بتأسيس بنك للطعام؛ للاستفادة من بقايا طعام المناسبات العامة والخاصة، وأطلق على البرنامج اسم جمعية إطعام، وقد استطاع هذا البرنامج رغم قصر المدة الزمنية أن ينتشر بشكل كبير، وتم عمل ندوات ومحاضرات في مدن كثيرة في المملكة بغرض نشر الوعي حول أهمية المحافظة على النعم، وتم كذلك شرح أفضل الوسائل وأكثرها أماناً في طريقة جمع بقية الأطعمة وتوزيعها على كل محتاج، وبدأت الكثير من المدن تطبق نفس الأسلوب في التوعية بعدم إهدار الطعام، إضافة إلى التقليل من كمية ما يتم رميه من طعام في مكبات النفايات.
وحيث إن الكثير من أفراد هذا المجتمع بدأ يحس بنجاح هذا البرنامج وفعاليته، فقد قام الكثير في الوقت الحالي بالتفكير في نقطة مهمة أخرى وهي، ماذا عن الفائض الكبير فيما يستهلكه المجتمع من ملبس واكسسوارات؟ سواء أكانت «ثياباً رجالية أو فساتين نسائية أو جزما أو شنطا أو ساعات» وغيرها من الأمور، وفكر الكثير في الوقت الحالي بضرورة البدء بمشروع من الممكن أن يطلق عليه برنامج كساء، فهناك أسر لا تستطيع تلبية احتياجاتها من الملابس وما يصاحبها من أمور أخرى وخاصة مع اقتراب مواسم المناسبات، سواء أكان عيد الفطر المبارك أو بداية الدراسة.
وعند سماع التقارير الاقتصادية تصاب بالذهول حول ما يقوم به الفرد في مجتمعنا من هدر أموال طائلة تصل للبلايين على الملابس الرجالية والفساتين النسائية وما يصاحبها من اكسسوارات كالشنط النسائية والساعات وغيرها، فإنه من الضروري عمل دراسة لهذه الظاهرة، ففي الوقت الذي لا تجد فيه الكثير من الأسر ما تلبسه من ملابس، تجد أن معظم البيوت في المجتمع السعودي بها خزائن ملابس ثمينة وماركات عالمية وملابس أطفال من الأنواع الجيدة والأحذية الأصلية، والتي لم يتم لبسها إلا مرة واحدة والبعض منها جديد لم يتم استخدامه ولا يزال جديداً في علبه الاصلية. وقد سبق أن سمعت عن نقاشات جانبية في الأحساء بين بعض محبي الخير لتبني جمع كل ما هو فائض ويكون بحالة جيدة، والقيام بغسلها أو تنظيفها وتوزيعها على كل محتاج، وقد أخبرني زميلي الأستاذ محمد الحمام أن هناك منشآت خاصة لديها الاستعداد للمشاركة والتكفل بتنظيف أي ملابس تكون مستعملة ولكنها بحالة جيدة كالثياب أو الفساتين التي لم يتم استهلاكها واستخدمت لفترة بسيطة أو بطانيات لم تستخدم لمدد طويلة.
وحسب ما اعلم، فإن شركات مغاسل أهلية في الأحساء أبدت استعدادها لغسل هذه الملابس وتغليفها لكي يسهل تخزينها وتوزيعها، وكذلك من الممكن الاستفادة من بعض الاكسسوارات وخاصة النسائية بعد وضعها وتغليفها بدلا من رميها، وعند تكوين جمعية خيرية تعنى بتلك الأمور فمن الممكن أن تكون لديهم قائمة سواء لمدارس بها طلبة وطالبات ممن هم بحاجة لتلك الأشياء، أو معرفة الحارات والاحياء السكنية التي فيها عوز وحاجة للملبس، أو إرسالها لأي مدينة تكون فيه حاجة لذلك وخاصة في وقت الشتاء. ففي الوقت الحالي بدا واضحاً أن ما تم وضعه من حاويات للملابس المستعملة قرب بعض المساجد أصبحت من غير جدوى، وأصبحت مجمعاً للكثير من الأوساخ وما بداخلها غير صالح للاستخدام.