كثير من الأسئلة التي أتلقاها تستفهم عن اختلاف وتنوع الأداء لعبدالله المديفر في برامجه الحوارية على قناة خليجية خاصة البرنامج الرمضاني "في الصميم" الذي نعيش مع إيقاع صداه الواسع بحمد الله وتوفيقه. والحقيقة أن القاعدة عندي في ذلك يحكمها في المجمل "جدلية" الضيف و"تحفز" الجمهور ، فبعض الضيوف تكون شخصية مطلوبة ولها جمهور واسع، لكن الخلاف والجدل حوله محدود وفي نطاقه العادي، فتجدني حينها أدخل الحلقة مسترخياً وباحثاً عن قناعات الضيف بجو يلفه الود الهادئ البعيد عن الصخب. والبعض الآخر من الضيوف ما أن يعلن عن الحلقة إلا وتبدأ قذائف الاعتراضات والمطالبات بالانهمار ، ويكون الضيف المعلن ساحة تراشق بين مريديه ومعارضيه، وهنا تضطرني "جدلية" الضيف و"تحفز" الجماهير إلى التحفز بالأسئلة ومحاولة البحث عن كل الأسئلة التي ينتظرها الجمهوران المتحفزان. فمنسوب الاسترخاء والتحفز عندي يقررها جدل الضيف وتحفز الجمهورَين، بل إن بعض الضيوف الذي حضر معي مرتان استرخيت معه مرة وتحفزت معه أخرى لأن ظروف الجدل وأجواء الجمهور اختلفت بين الوقتين.
"التحفز" عند عبدالله المديفر لا يعني الإسقاط ، و"الاسترخاء" لا يعني التلميع، ولا أدخل الحلقة لأحسم نتيجة أضمرتها مسبقاً، وكل ما أريده هو أن أسأل الأسئلة الكافية التي تريح المشاهد - أياً كان - في إصدار حكمه على الآراء والمواقف التي تبناها الضيف.
عندما يأتي الضيف بأفكار جدلية جديدة تخالف التيار الأغلب من الجمهور فإن أسئلة التيار المعارض الغالبة هي ما أحاول أن أصبغ بها الأداء الذي أقوم به، لأن الحوار الحقيقي يظهر عندما تتعرض الأفكار الجديدة للأجواء السائدة بغض النظر عن النتيجة التي سيؤول لها الحوار لأني، كما تقدم لا أهدف لحسم الحوار وإنما لتقديمه بين يدي الجمهور لحسمه كما يريدون.
تنوع المشاهدين للبرنامج الذي أقدمه مكسب كبير وعبء ضخم في نفس اللحظة، لأن كل فريق يريد أن يجندك لأجندته ويجعلك خادماً لأهدافه ، ويريدك أن تصل بالحلقة للنتيجة التي يريدها هو ، على طريقة: ( ادعمْ من أحب ودمرْ من أكره ) ونحن نقاوم تلك الضغوط التي تأتي من الجميع بلا استثناء لأننا باحثون عن الأسئلة ولسنا من الباحثين عن الإجابات التي نريد، ومنهجيتنا في البرنامج تؤمن بالتعددية والتنوع، ولم نكن يوماً من دعاة الإقصاء والديكتاتورية الإعلامية ، فبرنامج في الصميم هو مجلس تتسع مقاعده لكل السعوديين.
ضيوف البرنامج يكرموننا عندما يتحدثون عبر شاشتنا، والأدب معهم واحترامهم بكافة شرائحهم هو من صميم عملنا وقناعاتنا، والشفافية التي ننتهجها تسكب في أقداح الرقي والامتنان، واحترامنا المزدوج للضيف والمشاهد لن يكون أحدهما على حساب الآخر.