يعاني بعضنا من متلازمة خطيرة تتمثل في اعتقاده أن هناك حلولاً واتحاداً بينه وبين المجتمع، فكل ممارسة خاطئة من ممارساته هي ممارسة ولا شك من جميع أفراد المجتمع، وحلها لا يمكن أن يكون بغير الحل الذي يوافق هواه، ومن خلال البحث والاطلاع وُجد أن أكثر من يصاب بهذه المتلازمة الخطيرة هم من يطلق عليهم مسميات النخبة أو الصفوة وتكون أعراض المتلازمة أكثر وضوحاً بزيادة نسبة الغرور لدى الشخص المصاب!
أما أعراض المتلازمة فتتمثل في الغرور والشك وسوء الظن، بالإضافة إلى العَرَض الأهم وهو: اعتقاد الشخص المصاب أن كل عادة سيئة لديه هي عادة جميع أفراد المجتمع!
فكونه ابتلي بعلاقات محرمة هذا يعني أن 99 % من أفراد المجتمع لديهم علاقات محرمة! وأن المجتمع بأكمله يعاني من انحلال أخلاقي وضياع خصوصاً في الوسط النسائي! وأن علينا ألا نغتر بالالتزام الظاهري فقد رأى بعينه ما يخيف!
وكونه إنسانا وصوليا كذابا! هذا يعني أننا مجتمع- بكل فرد فيه- كذاب ومنافق! وأن المجتمعات الأخرى أفضل منا وأكثر رقياً وحضارة!
أما أسباب الإصابة بهذه المتلازمة الخطيرة فبعضها داخلي والآخر خارجي، فالداخلي عبارة عن اضطرابات نفسية داخلية متعددة، وأما الأسباب الخارجية فتتمثل في أن بعض الأذكياء يستخدمون الشخص المصاب كألعوبة يصفّون من خلالها حساباتهم مع الآخرين أو لتمرير بعض الأمور التي لا يمكن تمريرها في المجتمع إلا من خلال شخص مريض! بالإضافة إلى سلبية الأصحاء وعدم مساهمتهم في التصدي للمرضى والسعي في علاجهم!
أما خطورة المرض فتكون عندما يكون المصاب صاحب مسؤولية أو يسعى لتوجيه دفة المجتمع إعلامياً، ولذلك فهو يقدم صورة مشوهة وخاطئة لمجتمعه، كما أنه يسعى بكل وسيلة لإسقاط الناجحين بدعوى أن المجتمع مريض مثله ولا يمكن أن يكون هؤلاء الناجحون إلا مجرد أشخاص وصوليين نفعيين لهم أهداف خفية!
وأختم هذا الكشف العلمي ببشرى سارة وهي أنه بعد دراسة جمع من الحالات المصابة تم اكتشاف بعض الطرق المناسبة للعلاج، ومنها: اقناع الشخص المصاب بتبني مشاريع بنائية في المجتمع بدل الانشغال بمتابعة الآخرين وتصيّد زلاتهم، ودعوته لزيارة الأعمال المنتجة في المجتمع حتى يعلم أن هناك من هو أفضل منه، وعدم التساهل في إعطائه منابر يعبر من خلالها عما بداخله، لأنه وجد أن أعراض المرض تتفاعل بقوة مع التصفيق والمتابعة والجماهيرية.
مع ضرورة التنبه إلى أن العلاج يحتاج إلى فترات طويلة وقد يتعرض المريض لانتكاسات مفاجئة مع كل تصفيق!
ودعواتي للجميع بالشفاء العاجل!