DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحماس وحده لا يكفي

الحماس وحده لا يكفي

الحماس وحده لا يكفي
الحماس وحده لا يكفي
أخبار متعلقة
 
باتت هولندا في ربع النهائي بعدما قلبت تأخرها أمام المكسيك صفر -1 الى فوز 2-1 في اللحظات الأخيرة. لم ينفع حماس المكسيكيين وأفضليتهم في معظم فترات اللقاء، إذ إن خبرة الهولنديين وحنكة مدربهم قلبتا الأمور في نهاية المطاف لمصلحتهم لا يفرق كيف تبدأ المباراة، بل المهم كيف تنهيها. هذا هو العنوان العريض الذي يمكن الخروج به من مباراة هولندا أمام المكسيك. في حقيقة الأمر، المكسيك لم تلعب مطلع المباراة على نحو رائع فحسب، بل يمكن القول: إنها حتى الدقيقة 70 كانت الطرف الأقوى، لكن الدقائق الـ «20» الأخيرة كانت كفيلة بأن تقلب الحلم الى كابوس. ما حصل جاء ليؤكد أن في المراحل الحاسمة في بطولة كأس العالم، لا يكفي الحماس وحده، خصوصاً أمام المنتخبات الكبرى، بل إن بعض الجزئيات قد تجعل كل ما تحقق يذهب هباءً منثورا. فعلى مدى 6 دقائق بين الدقيقة 88 والدقيقة 94 من الوقت بدل الضائع، ضاع كل ما فعله المكسيكيون، بل يمكن القول: إنهم هم من تسببوا في هذه الخاتمة الحزينة، وتحديداً مدربهم ميجيل هيريرا الذي أخرج النجم جيوفاني دوس سانتوس أخطر لاعبي تشكيلته في وقت مبكر من الشوط الثاني الذي افتتح التسجيل بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، مقابل قراءة صائبة من نظيره الهولندي لويس فان جال الذي أخرج النجم روبن فان بيرسي، الذي لم يكن في يومه على الإطلاق، وبول فيرهايغ، وزج بدلاً منهما بكلاس يان هونتيلار وممفيس ديباي على التوالي.  وهذا ما أدى الى تراجع المكسيكيين وأفسح المجال أمام هولندا للوصول الى مرمى جييرمو أوتشوا بعدما كانوا عاجزين عن ذلك إزاء الأداء الهجومي والضغط العالي للمكسيك بقيادة دوس سانتوس. المكسيك كانت الطرف الأفضل في معظم فترات اللقاء، والحارس أوتشوا تألق على نحو لافت كتصديه لتسديدة ستيفان دو فري التي وصلته من ركلة ركنية، فأبعدها بأعجوبة لتصطدم بالقائم الأيسر.  وكذلك لتسديدة أريين روبن بعد توغل في المنطقة، وفان بيرسي لم يكن في يومه، والحرارة والرطوبة لم تخدما لاعبي "الطواحين" غير المعتادين على هذه الأجواء.  لكن في النهاية فاز الهولنديون وفي الدقائق القاتلة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى أهمية الخبرة والحنكة في مثل هذه المواقف والظروف، وهذا ما تتميز به المنتخبات الكبرى.  على عكس ما حصل مع المكسيك، وهو ما تظهره ركلة الجزاء التي "منحها" رافايل ماركيز المفترض أنه أكثر لاعبي المكسيك خبرة لهولندا عندما عرقل روبن في الوقت بدل الضائع، وسط طوق من مدافعي المكسيك ترجمها هونتيلار بنجاح، بعدما كان ويسلي سنايدر قد أدرك التعادل من تسديدة صاروخية من داخل منطقة الجزاء بعد كرة لعبها له هونتيلار برأسه على "طبق من ذهب" من ركنية روبن. أمس الاول، لم تكن هولندا في يومها على عكس المكسيك، لكنها خرجت فائزة، وهذا هو الأهم، وهنا مكمن قوة الكبار. مدرب المكسيك هيريرا لم يستسغ ما حصل مع فريقه فهاج وماج في المؤتمر الصحفي مهاجما نجوم المنتخب الهولندي وما زاد حدة توتره تصريح اريين روبن الذي اعترف بأنه حاول التمثيل للحصول على ركلة جزاء، لكن ليس بالاحتكاك مع ماركيز. المكسيك خرجت مرفوعة الرأس في مباراة كانت في قبضتها، فيما واصلت هولندا البحث عن عمل لم ينته منذ عام 1974، فهل يحقق فان بيرسي وروبن وشنايدر في 2014 خلال مغامرتهم الثانية ما عجز عنه جيل كرويف وجيل رود جوليت.