تعتبر منطقة معارض السيارات في حاضرة الدمام، في الوقت الحالي في أسوأ حالاتها، فيما يتعلق بعشوائية التنظيم وبطء اعمال المقاولين في اعادة تأهيل بعض الشوارع والخدمات، فالمستثمرون متضررون من سوء خدمات البنى التحتية، اما المتسوقون والزائرون للمعارض فعليك ان تبحث عن اقرب حراج لبيع سيارتك، وإلا ستصاب بأضرار جسيمة، فدون أن تعلم تجد نفسك بين فكي حفرة عميقة او مستنقع مائي يصعب عليك الخروج منه، وبالتالي عليك التوجه الى أقرب معرض لبيع سيارتك او التوجه الى الصناعية لإصلاح الاضرار.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها أمانة المنطقة الشرقية في السعي الى تطوير حاضرة الدمام وجعلها مدينة عصرية، وفي الوقت الذي تساهم في جعل بعض المناطق الحيوية في الحاضرة ذات واجهات حضارية من خلال تطوير الاماكن والمحال التجارية، وغيرها من تقديم الخدمات للمواطن او المستثمر، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهود في سبيل الرقي بالمنطقة الشرقية.
«اليوم» رصدت معاناة هذه المنطقة وروادها، فبداية يقول زياد القحطاني، وهو احد المستثمرين في معارض السيارات: إن ما يحدث في معارض سيارات الدمام امر مؤسف ومهمل منذ سنين، حتى وصلت الشوارع ومداخل ومخارج المعارض إلى حالة متردية، بالإضافة الى افتقارها لعوامل الامن والسلامة، وأضاف: "الشوارع بدون ارصفة!! مستغربا الإهمال الواقع في تلك المنطقة، مشيرا إلى ان اغلب المواقع في المعارض لم تكن كاملة بدون ترصيف، ما أدى الى تشوه الاماكن وأصبحت اماكن للسيارات التالفة".
«مخطط معارض السيارات على طريق أبو حدرية يوجد له مشروع تحت التنفيذ، والموقع في مرحلة اعتماد المخططات التنفيذية، ويتضمن المشروع إعادة سفلتة مع تنظيم وتطوير الأرصفة ومواقف السيارات وموقع الحراج» وأضاف القحطاني: إن اغلب شوارع المعارض مهترئة ومحفرة، ولا توجد بها انارة مع الأسف، علاوة على أن الشوارع التي يتم اعادة تأهيلها والتي تكون عادة بين المعارض، فإنها تقبع لشهور بالإضافة لقطع شبكة الشوارع في المعارض، ما ادى الى تضرر اصحاب المعارض، فضلا عن الشوارع التي لم تسفلت وتتأهل، وأصبحت مكبا للنفايات ومأوى للحشرات والزواحف والحيوانات الضالة بسبب انعدام مستوى النظافة.
وفي السياق نفسه، تحدث محمد الشهري، وهو ايضا مستثمر في معارض السيارات قائلا: "تعاني منطقة معارض السيارات في حاضرة الدمام من سوء تصريف المياه ووجود اماكن مستنقعات مائية، وهي بالتأكيد تشكل خطرا على التلوث البيئي، ايضا معظم منطقة المعارض تطفح بمياه التصريف، وتطفح اكثر وتغرق المعارض عند سقوط الامطار وارتفاع منسوب المياه في الشوارع، ما يؤدي الى غرق السيارات ووصول المياه الى مكاتب المعارض، وحقيقة الامر ان تصريف المياه في المعارض سيئ وعلى الجهات المسؤولة وضع الحلول المناسبة حتى لا تتفاقم الازمة"، واضاف: "باعتقادي ان الموقع الحالي للمعارض لا يصلح، وأقترح على امانة الشرقية نقله من موقعه الحالي خصوصا بعد التطور العمراني الحاصل الآن".
ويقول احد المترددين على معارض السيارات ويدعى ناصر الخالدي: "على الرغم من ترددي في كثير من الاوقات لم اجد تغييرا، ولم يحدث فيها أي تطوير، وتحتاج الى الكثير من تأهيل الشوارع، في حين انه تزداد سوءا كل يوم بسبب عدم الصيانة، وما يحزننا عندما ندخل الى المعارض فإن اغلب الشوارع محفرة وبعضها تكون مملوءة بالماء، ناهيك عن الشوارع التي تطفح بالمجاري، وبالتالي عليك التوجه الى اقرب معرض لبيع سيارتك، او التوجه الى الصناعية لإصلاح الاضرار التي لحقت بها".
ويتفق بندر الزهراني مع الخالدي بقوله: إن الخدمات المقدمة في معارض السيارات سيئة جدا، فلا يوجد تنظيم في حركة المرور وعشوائية تكدس السيارات بسبب الزحام في اماكن متفرقة بين المعارض، فضلا عن عدم وجود ساحة كبيرة لحراج السيارات. وأردف الزهراني: "إنها تفتقد الى الخدمات، فالمسجد الموجود مهترئ جدا، ويحتاج الى صيانة وتأهيل، ولا تعمل فيه المكيفات خصوصا ونحن في فترة الصيف، مشيرا الى انه لا بد ان يكون هناك موقع خاص للمسجد بمنطقة المعارض، وتتم صيانته بشكل دوري، فأين هو على خارطة مخطط المعارض؟ وأردف ايضا: انه لا توجد اماكن ترفيهية مثل مكاتب تسهيلات وإجراءات في المعارض، وكذلك المقاهي والكوفي شوب التي تخدم مرتادي معارض السيارات.
تضر المركبات من الحفر
أمانة الشرقية: البدء في تطوير الموقع خلال أسبوعين
من جهة أخرى، كشف مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان ان مخطط معارض السيارات على طريق أبو حدرية يوجد له مشروع تحت التنفيذ، والموقع في مرحلة اعتماد المخططات التنفيذية، مشيرا الى ان المشروع يتضمن إعادة سفلتة مع تنظيم وتطوير الأرصفة ومواقف السيارات وموقع الحراج، مبينا انه يتوقع البدء خلال اسبوعين، وفيما يخص مشاريع تصريف الامطار فالموقع في مرحلة الدراسات، وسيتم استحداث نقاط تجميع يتم خدمتها مستقبلا، أما فيما يخص الصرف الصحي فهو من اختصاص ادارة المياه بالمنطقة الشرقية.
وأفاد الصفيان بأنه ليس هناك توجه في الوقت الحالي لنقل معارض السيارات؛ حيث إن موقعها الحالي معتمد ضمن المخطط الارشادي لحاضرة الدمام كمعارض سيارات. وهذا لا يمنع دراسة توفير موقع جديد وتخصيصه كمعارض سيارات، بالإضافة الى الموقع الحالي، بعد الأخذ بعين الاعتبار جميع الاشتراطات التخطيطية والمرورية ودراسات الجدوى الاقتصادية.
الطرق في حالة سيئة
