DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

دورة في الجامع الكبير بالكويت عن دور المرصد في الأحكام الشرعية

مؤسسات «الدراسات الفلكية العلمية» ظهرت في بدايات الحضارة الإسلامية

دورة في الجامع الكبير بالكويت عن دور المرصد في الأحكام الشرعية
دورة في الجامع الكبير بالكويت عن دور المرصد في الأحكام الشرعية
أخبار متعلقة
 
إن الاهتمام بالأرصاد الفلكية له في الحضارة الإسلامية أسباب علمية وعملية عدة، لقد عرف العرب جهود علماء الحضارات القديمة في الفلك، وحاولوا تدقيقها وإعادة النظر فيها وتجاوزها إلى مزيد من المعرفة الدقيقة. وكانت الاهتمامات العلمية ذات طابع ديني أيضًا؛ وذلك لأن تحديد القبلة أمر ضروري لإقامة الصلاة في موعدها بدقة، وأدى هذا المتطلب الديني إلى اهتمام بصناعة المزاول لقياس الوقت، وإلى ظهور ما يسمى باسم علم الميقات. ولكن بحوث العلماء في الحضارة الإسلامية تجاوزت هذه المتطلبات العملية إلى البحوث الفلكية الأساسية، وكان (المرصد) أو (بيت الرصد) أو (الرصد خانة) من أهم المؤسسات العلمية. والعلماء المبكرون كانوا يقومون بأرصادهم الفردية، ثم بدأت المراصد تؤسس لتكون مؤسسات علمية للدراسات الفلكية العلمية، وهناك فرق بين علم الفلك (Astronomy) بوصفه علمًا دقيقًا يقوم على الحقائق والقياسات العلمية من جانب، وعلم التنجيم (Astrology) وما يرتبط به من افتراضات وتصوّرات حول الإنسان ومصيره، وعلاقة ذلك بالكواكب وحركتها من الجانب الآخر. ثمان وعشرون حركة:المراصد الفلكية مؤسسات علمية تختص بدراسات (علم الفلك) أو (علم الهيئة)، أو (علم المدار السماوي)، تقوم المراصد بالقياسات الدقيقة، وتقدم معلومات عن حركة الكواكب يجمعها العلماء في جداول منظمة، يسمى الواحد منها باسم الزِّيج، نجد كلمة (الزِّيج) في كتاب البتاني الذي اهتم به الأوربيون وترجموه إلى اللاتينية، كما تعرف كلمة (القانون) بهذا المعنى عند البيروني في كتابه: القانون المسعودي.  كانت هذه القياسات الفلكية تتم طبقًا لخطة علمية، تقسم السنة الشمسية إلى فترات زمنية محددة، كان عددها في الأغلب ثماني وعشرين حركة، وهذا التقسيم مكّن العلماء من مقارنة المعلومات حول الكواكب بدقة، وفي هذا السياق نجد -مثلًا- منازل القمر، ونجد تسجيل معلومات عن الكواكب الثابتة الأخرى ليلة بعد ليلة منذ بداية الشهر القمري وحتى نهايته. وكانت هذه القياسات تسجل بدقة تتابع ظهور بعض الكواكب على الأفق يومًا بيوم، كما تسجل حركة الشمس أيضًا، والتسجيل والقياسات كانا أساساً لاستخراج القوانين العلمية. لقد أفاد العلماء المسلمون من تراث اليونان والهنود، وأضافوا إلى ذلك معلومات كثيرة من خلال القياسات الدقيقة والتصحيحات، وكانت المراصد موقع العمل العلمي، وهذه الجهود تتجاوز مجرد تسجيل المعلومات إلى التوصل إلى قوانين منتظمة، وعرفوا زيج بطليموس الذي يمثل علم الفلك عند اليونان، كما عرفوا زيج السند هند، وذكروا -أيضًا- جهود علماء الفرس في القرنين الخامس والسادس للميلاد، وأنها سجلت في (زيج الشاه). إن الاهتمام بالأرصاد في الحضارة الإسلامية قديم، هناك معلومات عن أرصاد مهمة قام بها علماء كبار في إطار الحضارة الإسلامية، ويبدو أن القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي عرف بداية هذه الجهود في مدينة جندي سابور، تلك المدينة التي كانت مركزًا قديمًا مهمًا لعلوم اليونان على مدى عدة قرون قبل الإسلام، ولكن الأرصاد التي وصلت إلينا نتائجها كانت في خلافة المأمون الخليفة العباسي على مدى السنوات (208-218هـ). لقد سجلت حركة الشمس والقمر تسجيلًا دقيقًا، والمقارنة كانت في البداية بين موقعين، مع مقارنة ذلك بالملاحظات الواردة في كتاب المجسطيل بطليموس. وتنسب إلى عدد كبير من علماء القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي أرصاد متعددة، قام بها بنو موسى الذين حاولوا استكمال كل كتب الفلك اليونانية بالحصول على مخطوطاتها من البيزنطيين، كانت مواقع هذه الأرصاد بين نيسابور شرقًا ودمشق غربًا، وكان الهدف عمل (زيج ممتَحَن) يمثل إعادة النظر في القوانين المتداولة عند العلماء والمأثورة عن اليونان. ويتضح أن عناية المشرق الإسلامي بالمراصد كانت كبيرة، كان مرصد أصفهان أول مرصد في وسط آسيا، وفي عهد ملك شاه (564/1072-485/1092)، وكان عمر الخيام الذي يعرفه العرب برباعياته ويذكره تاريخ العلم ببحوثه الفلكية أحد علمائه، وكان العمل في المرصد طبقًا لخطة محددة على أساس علمي، ولاحظ العلماء أن دورة كوكب زحل تستغرق ثلاثين عامًا، وأنه الأكثر بعدًا عن الأرض، فوضعت خطة الأرصاد لمدة ثلاثين عامًا، وبدأ العمل بقوة.