DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لم يصمت الأزواج؟!

لم يصمت الأزواج؟!

لم يصمت الأزواج؟!
لم يصمت الأزواج؟!
أخبار متعلقة
 
يشتكين صمت أزواجهن، وبالمناسبة فالمشكلة ليست محلية، إذ يشير تقرير لمجلة «بونته» الألمانية إلى أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات، والزوجة عادة هي من يبحث عن حل لهذه المشكلة، كونها المتضررة، لذا ستكون رسالتي هنا موجهة لها، كون الدافعية لديها للحل يفترض أن تكون أكبر من الزوج، فهو قد لا يجد مشكلة في صمته، بل ربما رآه راحة أو حلا، فإن كانت تتمثل «تحدث كي أراك»، فهو يتمثل «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب»، وأكثر ما يؤذيها من صمته أنها تراه تعبيراً عن الرفض وعدم القبول، بينما قد يكون سمة شخصية ملازمة له حتى عند أهله وبين زملائه، وجيرانه؛ وهنا على الزوجة أن تتفهم ذلك، وتتقبله، كما أن الرجل بطبعه أقل كلاما من المرأة، ويستهلك معظم كلماته اليومية أثناء العمل، في حين أن منهن من تنتظر عودته من عمله، وهي لم تستهلك شيئا يذكر من كلمات اليوم التي تقدر بنحو ثلاثة أضعاف كلماته، يختار بعضهم الصمت لأنه تحدث إليها بكلام فنقلته إلى أحد أقاربها أو زميلاتها، فآثر الصمت حفاظاً على خصوصيته وأسراره، ويلجأ بعضهم للصمت هربا من حديث يتحول إلى جدال، ومغاضبة، فأحدهم يقول: إن أبديت ملاحظة صغيرة قلبت علي الموضوع، وانفعلت، وآخرون يهربون من الحديث معهن، لأنه لا يكاد يخلو من طلب أو شكوى، أو أخبار غير سارة!، وكثرة الخلاف والعناد من الزوجة، تدفعه إلى إيثار الصمت، في حين أن استجابتها له، واحترامه، وحسن حوارها معه، أمور تدفعه إلى الحديث وهجر الصمت، إن رغبت أن يتحدث فلا تقاطيعه ولا تنشغلي عنه أثناء الحديث، ولا تستخفي بآرائه واهتماماته، تخطئ حينما تريد من زوجها أن يتحدث كما تتحدث مع صديقتها، فالرجل ليس كالمرأة، تلتقي امرأتان في مستوصف الحي لقاءً عابراً فيدور بينهما من الحديث أكثر مما يدور بين زوجيهما اللذين يلتقيان كل يوم خمس مرات في مسجد الحي، لذا يجب أن تقدري للرجل طبيعته هذه. إنّ شكرك له على جلسة قصيرة تتحدثان فيها، يحفزه للمزيد أكثر من كثرة لومه على الصمت، أما استخفافك باهتماماته، وكثرة انتقادك له، يجعلان الصمت خيارا مريحا بالنسبة له، واختيار الوقت المناسب للحديث قد يحمي البيت من صمت الزوج، ولن يشفع لها كونها في قمة النشوة للحوار والحديث حينما يكون ذلك عند عودته من العمل، حيث يكون مرهقا وغير مستعد للحديث. الرتابة في الحياة الزوجية وحياة الزوجين بشكل عام تدفع إلى الصمت، وتجديد المرأة في الحياة الزوجية، وفي بيتها، ربما يكون نواة لحديث يقتل الصمت. حدثيه حول اهتماماته، وفيما يجيد الحديث عنه، ألا ترين تلك العجوز التي لا تتحدث إلا قليلا فلما سئلت عن قديم أيامها، وذكريات شبابها انطلقت بالحديث. لا تقولي له: أنت كثير الصمت، فسيرد عليك: أنت ثرثارة أو النقاش معك عقيم، لكن أغريه بالكلام وهيئي له أسبابه.