لعبت الصحافة ومازالت تلعب دورا متميزا كهمزة وصل هامة بين المسؤول والمواطن، وها هي صورة من صور الوصل تظهر في استجابة وزارة الشؤون البلدية والقروية لما نشرته "اليوم" حول أزمة الأرصفة، وما طرحته من موضوعات هامة تتعلق بالرصف ومضامير المشي، وما أثارته الجريدة في حلقاتها من آراء المختصين والخبراء وآراء مستخدمي تلك الخدمات، والمقترحات التي نشرت حول تحسين وتطوير الأرصفة بما يتناسب ايجابا مع عبور المشاة وسلامتهم، وقد ثمن الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية الجهود التي بذلتها "اليوم" لاعداد التحقيقات الصحفية ذات العلاقة بالملف الشهري، التي بحثت أزمة الأرصفة وناقشتها باسهاب مع المسؤولين مستخدمي تلك الخدمات؛ بما يعكس استشعار الصحيفة مسؤولياتها الاجتماعية في نقل ما يهم المواطنين من أزمات بكل حياد وموضوعية، بما يدل بالفعل على أن الصحافة أضحت همزة وصل هامة بين المسؤولين والمواطنين.
وإزاء إثارة الصحيفة تلك الأزمة بمختلف جوانبها، فان الوزارة شكلت لجنة خاصة تضم عددا من المختصين للبحث في الجوانب التخطيطية والفنية للأرصفة وصيانتها، وقد أصدر المجتمعون في تلك اللجنة دليلا ارشاديا، هو على جانب كبير من الأهمية لتطوير وتحديث تصميم تقسيمات الأراضي والمخططات السكنية في مدن وقرى المملكة المعد من قبل وكالة تخطيط المدن، وأوصت اللجنة بأهمية مراجعة المشروعات المتعلقة بقطاع الشوارع، بما يتناسب مع حجم ما تشهده المملكة من تطوير متلاحق لوسائل النقل العام، وهو تطوير لا بد أن يتزامن مع الحاجة الفعلية لحركة المشاة وسلامتهم، كما جاء في تلك التحقيقات الصحفية ضمن الملف الشهري الذي بحث في أزمة الأرصفة وكيفيات تأهيلها للمستخدمين، بما يؤكد أن تسليط الأضواء على الأزمات التي يعاني منها المواطنون تمثل همزة الوصل الحقيقية التي تربطهم مباشرة بالمسؤولين، وتمهد السبل لحلحلتها بأقصر الطرق الممكنة وأسهلها.
إنه تجاوب أدى الى تحقيق عدة نقاط هامة ورئيسية ركزت عليها الوزارة، أهمها إلزام الأمانات بتأهيل الأرصفة القائمة وصيانتها، ومنع التعدي على الأرصفة من جميع الجهات وإدراج شروط ومواصفات الأرصفة برخص البناء، وتلك نقاط حيوية لا شك أنها عالجت الأزمة بطريقة عقلانية وصائبة، لا سيما تلك النقطة التي أكدت على تضمين رخص البناء شروط ومواصفات انشاء الأرصفة، وهو تضمين سوف يؤدي بالضرورة والنتيجة الى تحسين صور الأرصفة الى الأمثل والأفضل، بدلا من صورها الحالية حيث أنشئت تلك الأرصفة على طريقة "كيفما اتفق" ان جاز القول، فالتزام المقاولين في السابق بتلك الشروط والمواصفات مفقود تماما، غير أن الوزارة وفقا لاستجابتها لما طرحته «اليوم» أكدت على الالتزام بتلك الشروط والمواصفات عند تنفيذ مشروعات الأرصفة، وعند تأهيل الأرصفة القائمة حاليا لتنسجم مع استخدام المستفيدين منها.
وثمة نقطة هامة أيضا أثارتها الوزارة ذات صلة بصيانة أرصفة المشاة، وهذه نقطة حيوية تكاد تكون غائبة عن أنظار المسؤولين بالأمانات، فالصيانة تعد من أهم مراحل الاستفادة الفعلية حفاظا على سلامة المواطنين وراحتهم، واستمرارية المشروعات الخدمية تتطلب الاهتمام بمسألة الصيانة الدورية لها ضمانا لأمثل الخدمات المزجاة للمواطنين.
تبقى نقطة أخيرة لا بد من الاهتمام بها ورعايتها تتمحور في أهمية إيجاد جهات خاصة بالأمانات، تكون مهمتها الاشراف على أعمال المقاولين المختصين بانجاز مشروعات الأرصفة ومتابعتها ضمانا لحقوق المشاة وسلامتهم من جانب، وتحقيقا لتنفيذ كافة الشروط والمواصفات المطلوبة من المقاولين عند تنفيذ تلك المشروعات من جانب آخر.
ولا شك أن استجابة الوزارة لما طرحته «اليوم» في ملفها، يعد بادرة طيبة وفاعلة تؤكد أهمية الصحافة في اثارة الموضوعات الحيوية ذات الارتباط بمصالح المواطنين، وتؤكد في الوقت نفسه أهمية ردود المسؤولين واستجابتهم مع ما يطرح.