أبناؤنا الطلبة والطالبات أمانة في أعناقنا، لا بد أن نقف بجانبهم ونأخذ بأيديهم في مواقف الرهبة والقلق التي يمرون بها، فليس هناك أشد عسراً في نظرهم من مواقف الاختبارات خاصة الذين لم يتهيأوا لها نفسياً ولا علمياً من قبل.
بعض مراقبي الاختبارات للأسف يخلقون أجواء من الذعر في القاعة تشتت أفكار الطلبة، يؤمل منهم مع الشكر مراقبة الله (جلت قدرته) في أبنائنا الطلبة والطالبات، يكفيهم ما يعانون من اضطراب وتوتر.
رجاءً البشاشة والابتسامة "فتبسمك في وجه أخيك صدقة" فكيف بمن يحتاج هذه الصدقة بالفعل وفي هذا الوقت.
أتمنى عليهم مع الشكر عدم الإكثار من الأوامر أو الاستفزازات وكثرة الحركة في القاعة مربكة.
حبذا لو يكون التذكير بالوقت بهدوء، وليس بطريقة رنين جرس الخطر لأنهم يعيشون جواً لا يحسدون عليه !!.
أتمنى نشر ثقافة التطمين، وتعديل ثقافة الغش من قبل البيت والمدرسة بصفة مستمرة "من غشنا فليس منا" وإن حدث غش أو محاولة في القاعة فأرجو من المراقب عدم التهاون، حتى لا يُظلم المجتهد طول العام ويجب التعامل مع الحالة بطريقة هادئة دون أن تشتت أذهان الآخرين. نأمل من مدارسنا خلق جيل مبدع ينفع نفسه ووطنه وتعتز به أمته، نريد عقولاً حية تعتمد على ذاتها تحلل تفكر تستنتج صحيح أن الحديث جاء متأخراً لكن لا بأس، لتلافي الخطأ حين وقوعه أو للتذكير للأعوام القادمة إن شاء الله.
أسئلة الامتحان..
قد يصادف الطلبة أسئلة تعجيزية من بعض واضعي الأسئلة، أو شبه ألغاز كما حدث في الأعوام الماضية، أرجو ألا يحدث هذا في هذا العام فلا يجوز تربوياً ولا دينياً، أسئلة غامضة أشبه بأساليب الانتقام والتحدي.
يجب أن يتذكر واضع الأسئلة أن الذي سيجيب عليها طالب لا معلم، أقصد أن تكون على مستوى الطالب وتقيس مهاراته وقدراته ومن المنهج..
والمنهج أرجو أن يكون قد اهتم بالكيف وليس الكم.
آمل أن تكون الأسئلة هذا العام موضوعية تخاطب كافة مستويات الطلاب وقدراتهم، يفهمها الطلبة وبصياغة دقيقة لغوياً تبتعد عن الاحتمال شاملة مراعية الفروق الفردية، وألا تكون سهلة لدرجة لا يتوقعها الطالب المتفوق ويعتقد أنها لغز يتطلب فك شفرته.
بالتأكيد لو تعاملت أسرة التعليم في المدارس مع احترامي للجميع من منظور تربوي صحيح لأتت النتائج متميزة. تفوق ونسب نجاح عالية، أشكر المتميزين منهم.
عموماً هذا الموضوع طويل جداً يحتاج لصفحات؛ لذا لم أذكر إلاّ القليل ويؤمل أن يوضع في عين الاعتبار مع فائق شكري.
تدني مستوى الطالب أو رسوبه يتسبب فيه جهتان: بعض الأسر بأساليبها غير التربوية، وبعض المدارس وأساليب التعليم فيها الذي لم يجعل من الفصل ورشة عمل لأمور معرفية كثيرة، منها التدريب على أسلوب إجابة الامتحانات، والتدريس المعتمد على عملية التلقين والحفظ الآلي الوقتي التي يتبخر وينتهي بعد أداء الامتحان.
أرجو أن يكون الهدف التعلم والاستفادة من المعرفة لا الحصول على شهادات بمجموع عالٍ، تمحو درجاتها قطرات من الماء كما تُمحى المعرفة من ذاكرة طالب التلقين.
نأمل من مدارسنا خلق جيل مبدع ينفع نفسه ووطنه وتعتز به أمته، نريد عقولاً حية تعتمد على ذاتها تحلل وتفكر وتستنتج، ومعلمين مبدعين يفجرون الطاقات المبدعة ويشجعون الطلبة على التفكير والمبادأة الذاتية وشغل الذهن والحواس. رجاءً مع تقديري وشكري.. يسروا ولا تعسروا وبشروا بالنجاح والتفوق..