حظي الاجتماع الشرفي الهلالي الأخير بمتابعة واسعة على المستوى الجماهيري عامة، والإعلام بكافة فئاته، وكان محط أنظارهم، لكنه على مستوى القرار خيب الظن في رجاله الذين كان عليهم حسم أمر استمرار مدرب الفريق سامي الجابر من عدمه، مما أثار غضب الجماهير الهلالية كثيرا، والتي رأت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تويتر، أهمية استمرار الجابر لقيادة دفة الفريق في موسم آخر؛ بحثا عن الاستقرار الفني في ظل ارتفاع مستويات الفريق وقوته في البطولة الآسيوية، المطلب الجماهيري لأنصار الهلال بعد أن بات قريبا منها.
وفي الجانب الآخر، رمى أعضاء الشرف، الكرة في ملعب الإدارة الهلالية ورئيس النادي، بعد أن أدلى معظمهم برأيه في تغيير المدرب والبحث عن مدرب آخر، ولم يلتفت الشرفيون إلى أن هذا القرار ستكون نتائجه سلبية على مستوى الأداء الفني، خصوصا في البطولة الآسيوية وعلى مصلحة الهلال، بل إنهم بهذا سيعجلون بصدام الجماهير مع رئيس النادي، ويضعونه تحت الضغوطات قبل بداية الموسم القادم مع انطلاق بطولة آسيا، أم انهم يرون أن المنجز الآسيوي بات قريبا ويفضلون مدربا أجنبيا بدلا من ابن الوطن، قد يساهم في بقائه لسنوات هم لا يرغبونها.
سامي الجابر مدرب محترف، يعلم جيدا أن محطته التدريبية لن تتوقف عند الهلال، لكن عشقه للكيان الذي ترعرع في فئاته السنية، دفعه أن يقدم خلاصة خبرته للبيت الهلالي الكبير، كجزء من رد الدين والوفاء لا أحد يشك للحظة في فطنة وذكاء رئيس الهلال، الذي قد يقع في فخ صدام جماهيري في حال رحيل سامي الجابر عن تدريب الفريق، وقد يرحل معه هو الآخر بناء على رغبة الجماهير الأكيدة في هذا الجانب.
يا سمو رئيس الهلال، يعيش الفريق حالة فنية لم يسبق لها مثيل منذ ثلاثة مواسم، ويعيش اللاعبون مع سامي الجابر فترة استقرار فني واضحة، وتفاهماً غير مسبوق داخل الملعب وخارجه، فلمصلحة من يتم هدم كل هذا؟!
يا سمو الأمير، تغيير المدربين ظاهرة غير صحية؛ كونها تؤثر سلبا على استقرار الفرق فنيا، وتعيق عن الوصول لمنصات التتويج، لأن لكل مدرب أسلوبه وطريقته الفنية، ولنا في كثرة المدربين الذين مروا على الهلال بعد جريتس الذي ترك الهلال وبحث عن مصلحته أسوة في ذلك.
وماذا لو تعاقد الهلال مع مدرب مثل بيريرا مدرب الأهلي، الذي أبعد نجوم الفريق الذين كانوا قريبين من دوري أبطال آسيا؟ كيف ستكون النتائج على الفريق؟
الاستقرار الفني أحد عوامل النجاح في كرة القدم، والجماهير الهلالية محقة بمطالبتها باستمرار الجابر، بل إن الثناء جاء من خارج أسوار الوطن ومن مدربين كبار، مثل جريتس وكوزمين، ومحللين أكدوا تطور مستوى الهلال وانه يسير بالطريق الصحيح. انظر لفارق النقاط في الدوري مع كل ما حصل في الموسم من تنافس بعيدا عن المنافسة الفعلية ومعاييرها، وما حصل في نهائي كأس ولي العهد من ضربة جزاء غير مستحقة أبعدت الهلال عن البطولة. يا سمو الأمير، الباب الذي شرعته للهجوم على سامي الجابر لأسباب غير فنية، يجب أن تقفله نهائيا، وتبحث عن مصلحة الهلال لا مصالح شخصية، لماذا كل هذه البيانات وهذا التردد في القرار لمصلحة من؟
ولو كان هناك التفاف شرفي من بداية الموسم مع الفريق وإدارته، لخرج الهلال بنتاج أفضل في المسابقات المحلية، ولو تفرغ أعضاء الشرف للدفاع عن حقوق الهلال، لكان هناك كلام آخر في مسيرة الدوري. وفي النهاية، سامي الجابر مدرب محترف، يعلم جيدا أن محطته التدريبية لن تتوقف عند الهلال، لكن عشقه للكيان الذي ترعرع في فئاته السنية، دفعه أن يقدم خلاصة خبرته للبيت الهلالي الكبير، كجزء من رد الدين والوفاء.
