DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإجازة والأبناء

الإجازة والأبناء

الإجازة والأبناء
الإجازة والأبناء
أخبار متعلقة
 
إن مسؤولية تربية الأبناء تقع على الوالدين في المرتبة الأولى، ونعني بالتربية معناها الشامل، ولا تعني توفير الطعام، والشراب والكساء والعلاج وغيرها من أمور الدنيا، بل تشمل كذلك ما يصلح الإنسان، ويسعده من غرس القيم والفضائل الكريمة والآداب، والأخلاقيات والعادات الاجتماعية التي تدعم حياة الفرد، وتحثه على أداء دوره في الحياة، وإشعاره بمسؤوليته تجاه مجتمعه ووطنه، وتجعله مسلماً صالحاً في المجتمع، تبني فيه قيماً عظيمة، وأخلاقاً سامية مثل: (الصدق والمحبة والتعاون والإخلاص وإتقان العمل).  ومسؤولية الوالدين في ذلك كبيرة، فالأبناء أمانة في عنق والديهم، وينبغي التركيز على تربية المنزل أولاً، وتربية الأم بالذات في السنوات الأُوَل، فقلوبهم الطاهرة جواهر نفيسة، خالية من كل نقش وصورة، وهم قابلون لكل ما ينقش عليها، فإن عُوِّدُوا الخير والمعروف نشأوا عليه، وسُعِدوا في الدنيا والآخرة، وشاركوا في ثواب والديهم، وإن عُوِّدُوا الشر والباطل، شقُوا وهلكُوا، وكان الوِزْرُ في رقبة والديهم والوالي لهم. وما أجمل مقولة عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله-: الصلاح من الله والأدب من الآباء! وما أجمل عبارة: «إن وراء كل رجل عظيم أبوين مربيين»، وكما يقول بعض أساتذة علم النفس: «أعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء، نعطكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء»، وكما قيل: «الرجال لا يولدون بل يُصنعون». يظن كثير من الآباء والأمهات أن دورهم في تربية أولادهم ينتهي عند بلوغ الولد أو البنت سنا معينة فيتركوا متابعتهم  ظناً منهم  أن أولادهم كبروا في السن وهذا خلل في التربية ينتج عنه مشاكل لا تحمد عقباهاوإهمال تربية الأبناء جريمة يترتب عليها أَوْخَم العواقب، ويقول ابن القيم -رحمه الله-: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً»، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً، فأضعتك شيخاً، ونذكر قصة تدل على إهمال التربية، بل والقدوة السيئة: سرق رجل مالاً كثيراً، وقُدّم للحد فطلب أمه، ولما جاءت دعاها ليقبلها، ثم عضها عضة شديدة، وقيل له ما حملك على ما صنعت؟ قال: سرقت بيضة وأنا صغير، فشجعتني وأقرتني على الجريمة، حتى أفضت بي إلى ما أنا عليه الآن.. وتربية الأبناء من قبل الأسرة لا بد أن تكون تربية مستمرة، وقد يظن كثير من الآباء والأمهات أن دورهم في تربية أولادهم ينتهي عند بلوغ الولد أو البنت سنا معينة، فيتركوا متابعتهم ظناً منهم أن أولادهم كبروا في السن، وانهم  يحتاجون إلى توجيه ومتابعة، وهذا خلل في التربية ينتج عنه مشاكل لا تحمد عقباها، فمسؤولية الأبوين لا تنتهي مهما كبر الأبناء، فهم في حاجة دائماً إلى التوجيه والنصح والإرشاد، وبحاجة لخبرات وتجارب كبار السن.  والله يعين الجميع على الإجازة الصيفية.