تحظى محافظة الخبر بفرص استثمارية عقارية واعدة تؤهلها للعب دور تنموي كبير في المرحلة التنموية المقبلة، ومن واقع تلك الفرص تشهد إقبالا كبيرا من المستثمرين في كثير من القطاعات التي تجعلها أحد أفضل البيئات الاستثمارية خاصة في المجال السياحي، وهو ما يؤدي بدوره الى نشاط القطاع العقاري فيها لمواكبة الطفرة التنموية فيها، باعتبار أن هذا القطاع يخدم جميع القطاعات الاقتصادية بلا استثناء.
وبالنظر الى الفكرة الهندسية للمدن، فإنها تتوسع شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لتستوعب النمو السكاني المتزايد لأهلها والوافدين عليها من الداخل والخارج، ولذلك تتسابق شركات الاستثمار العقاري المختلفة لتنال أكبر قدر من رضا العملاء لضمان جذب أكبر عدد منهم لتسويق مشاريعهم، وفي خضم ذلك السباق المحموم تبرز تحديات جمة لتحقيق المعادلة العقارية الصعبة «جودة وسعر».
ومن خلال الموارد الطبيعية لمدينة الخبر التي تتمثل في شواطئها الطويلة وقربها الجغرافي لعدد من دول الخليج؛ فإنها تكتسب مزيدا من الأهمية النسبية في استثماراتها العقارية والسياحية والتجارية، وتأتي منطقة العزيزية في مقدمة المواقع ذات الأهمية الاستثمارية التي تتطلب عملا علميا في بنيتها التحتية، لأنها تواجه تحديا كبيرا فيما يتعلق بارتفاع منسوب المياه الجوفية، وهو منسوب متغير لارتباطه بمنسوب سطح مياه الخليج، الأمر الذي يستوجب التعامل معه باحترافية عالية لضمان عدم تأثر المباني التي يتم إنشاؤها على تلك المنطقة بسلبيات ذلك وضمان عمر مديد لتلك المنشآت.
ولا يعتبر منسوب المياه الجوفية المرتفع هو التحدي الأوحد، بل يكمن التحدي الآخر في تغير ذلك المنسوب ارتفاعا وانخفاضا، ما قد يسبب ظاهرة تسمى إصطلاحا «غسل التربة» وهي ظاهرة سحب التربة الناعمة من تحت أساسات المباني مسببة فراغات في طبقة التأسيس قد تؤدي بعد ذلك لهبوط الأساسات، وهو الهبوط الذي قد يسبب شروخا جسيمةً بالهيكل الخرساني والجدران ويقلل كثيرا من أعمار المبانى.
ولكن دوما هناك حلولا علمية وهندسية للمشكلات التي تتعلق بالبنيات الأساسية أو الإنشائية، هكذا يقول المهندس عصام الشيخ مدير المشاريع بشركة مجد العقارية المطورة لمشروع بيوت سدرة بالعزيزية، حيث صرح بأن الخبراء الهندسيين توصلوا لعدة حلول للحيلولة دون ذلك بوضع أسس و معايير هندسية تطبقها الشركات التي تراعي معايير الجودة، واختصارا يمكن تلخيص الحلول بالتالي:
- إحلال للتربة تحت منسوب التأسيس بسماكات محسوبة لزيادة إجهاد تحملها وللتخلص من الطبقات الضعيفة تحت الأساسات.
- فتح المجال للمياه الجوفية بالارتفاع والهبوط بحرية خلال طبقات الإحلال بواسطة عمل تدرج محسوب لطبقات تربة الإحلال.
- تغليف طبقات الإحلال بطبقات من ألياف وأنسجة خاصة تحجز التربة الناعمة وذلك لضمان عدم غسل تلك التربة الناعمة عند هبوط منسوب المياه الجوفية.
- استخدام أسمنت مقاوم للكبريتات للخرسانة تحت سطح الأرض مع ضمان أقل نسبة مسامية للخرسانة وذلك لضمان عدم تعرض حديد التسليح للصدأ.
- دهان القواعد والميدات الأرضية بطبقات من العزل المائي وذلك لحماية الخرسانة وحديد التسليح من المياه الجوفية.
وفي ظل وجود مثل هذه الحلول العلمية والهندسية، فإن شركات التطوير العقاري والمقاولين يواجهون تحديات حقيقية تتعلق بالالتزام بمعايير الجودة والكفاءة اللازمة للحفاظ على المنشآت في منطقة العزيزية بالخبر وغيرها من المناطق والأحياء القريبة من البحر.