زادت المخاوف على مستقبل شقق التمليك في السعودية بسبب الخلافات التي تنشأ بين الملاك لعدم وجود أنظمة تحفظ حقوقهم 666 قضية في 6 أشهر ..ومحامون: الحل «جمعية ملاك» للشققوردت الى المحاكم في المملكة خلال ستة الاشهر الماضية 666 قضية خلافية لمتضررين من العقار والجوار في المسكن، وفقا لإحصائية رسمية لوزارة العدل اطلعت عليها «اليوم». وقال محامون ان اهم اسباب الخلافات السكنية، وخصوصا في الشقق التي تكون في بناية واحدة، تعود الى غياب جمعية الملاك التي اقرها مجلس الوزراء قبل 12 عاما. وسجلت منطقة مكة المكرمة النسبة الاعلى في عدد القضايا بين المناطق، وحلت المنطقة الشرقية ثانيا، فيما كانت الحدود الشمالية المنطقة الاقل في تسجيل هذا النوع من القضايا. وبلغت دعاوى المتضررين من العقار 660 قضية، منها 45 قضية في الرياض و317 في مكة و56 في المدينة و30 في القصيم و74 في الشرقية و42 في عسير و6 في تبوك و45 في حائل وقضيتان في الحدود الشمالية و22 في جازان و9 في نجران و8 في الباحة و10 في الجوف. أما قضايا الجوار التي تم تسجيلها في المحاكم خلال نفس الفترة فقد بلغت 6 قضايا، منها 4 قضايا في الرياض وقضية واحدة في الشرقية وواحدة في القصيم. وأكد المحامون على أهمية إيجاد تنظيم للعلاقة ما بين ملاك الشقق في العمائر السكنية كما هو معمول به في مختلف دول العالم، أو كما يطلق عليه (مجلس السكان)، مشيرين إلى أن مشاكل ملاك الشقق في البناية الواحدة، فيما هو مشترك بين الجميع كمشاكل الصيانة وحراس العمائر وخزان المياه والمصعد والسطح ومواقف السيارات والردهات ستستمر وأن نظام (التمليك وفرز الوحدات السكنية)، والذي أقر قبل عدة أعوام سيبقى قاصرا عن حل تلك المشاكل، وينبغي للجهات ذات العلاقة بدءًا بوزارة الإسكان ووزارة العدل إعادة النظر وإيجاد الحلول.نقلي: لا بد من دراسة أوضاع شقق التملكمن جهته قال عضو اللجنة الوطنية للمحامين المحامي عبدالعزيز بن صالح نقلي، إن ما يلمس من زيادة في عدد القضايا والخلافات بين سكان العمائر السكنية مالكي الشقق، يدعو إلى حث كل من وزارة التجارة وكذلك الإسكان والعدل وحتى الداخلية لدراسة هذا الملف، وإيجاد حلول له تضمن تنظيم الأمور المشتركة بين السكان سواء ما هو اقتصادي منها أو اجتماعي أو قانوني أو تنظيمي وما لم يتم وضع نظام ملزم بإيجاد مجلس للملاك ستستمر تلك المشاكل ومن متابعتنا كمحامين لتلك الخلافات نجد أنها لا تقتصر على الملاك من السكان بل وتشمل أيضا المستأجرين من ملاك فرادى، وكثيرا ما تحدث خلافات ومشاجرات بسبب موقف سيارة أو بسبب شخص غريب استأجر من مالك شقة دون معرفة بقية الجيران عنه.أبوراشد: نعاني من قضايا ملاك الشقق في المبنى الواحدوأكد المحامي خالد أبو راشد أن حقوق مالك الشقة تجاه مالك البناية محفوظة مسبقا ضمن بنود العقد، ولكن حقوق ملاك الشقق السكنية في المبنى الواحد مع الجيران هي التي نعانيها الآن، خاصة في ظل غياب قانون يلزم الملاك بإنشاء جمعية اتحاد الملاك، كما هو معمول في جميع دول العالم. وأضاف أبو راشد: من المفترض أن يكون هناك نظام جمعية للملاك، بحيث ينشئ الملاك داخل البناية الواحدة جمعية، ويتم ترشيح رئيس لها، لتقوم لاحقًا بإدارة البناية، وتعيين حارس لها وصيانتها بشروط ملزمة. وأرجع أبو راشد عدم تفعيل نظام اتحاد الملاك إلى الآن في السعودية لحداثة نظام تمليك الشقق السكنية مقارنة بالدول الأخرى، وقال: تم تداول ما يسمى بتمليك الشقق السكنية بالشكل المنتشر منذ ما يقارب 15عاما فقط، معتبرًا بذلك أن هذه الفترة غير كافية لمعالجة الإشكاليات التي يواجهها ملاك الشقق السكنية. وأضاف: لذلك تسبقنا الدول الأخرى في معالجة الإشكاليات التي تواجههم بهذا الشأن، كإنشاء جمعية ملاك واتحاد ملاك، إلا أنه أكد على ضرورة دراسة تفعيل مثل هذه الجمعيات الآن من قبل الجهات المختصة. وأشار إلى وجود بند في عقد البيع يلزم مالك الشقة بدفع مبلغ مقطوع سنويًا لمالك العمارة مقابل صيانة أو خدمات أخرى للعمارة، معتبرًا أن هذا البند لا بد أن يكون من قبل مالك الشقة لجمعية اتحاد الملاك وليس لمالك البناية، وقال: هذا البند موجود في جميع العقود، حيث يكون الالتزام من المشتري لصاحب البناية، والمفروض أن يكون لجمعية الملاك.القاسم: ملاك الشقق السكنية في المبنى الواحدأعرب المحامي عبدالعزيز القاسم، ان الشقق السكنية المعدة للتمليك تعتبر أبرز خيارات السكن في مستقبل السعوديين الشباب، لتناسبها مع حجم العائلة الجديدة من ناحية و مع الدخل المتاح، بيد أن ملاك الشقق السكنية في المبنى الواحد وإشرافيا متكاملا، يجعل تملك الشقق داخل البنايات ذات المنافع المشتركة أمرا يسيرا. والتحديات القائمة حاليا تتمثل في حاجة النظام لهذا النوع من الملكيات للتحديث بحيث يكون متكاملا ويعالج مختلف الأوضاع التي يعاني منها التطبيق الحالي. من الناحية الثانية فإن تسجيل جمعيات الملكية المشتركة بحاجة إلى تيسير واستثمار للشبكة الإلكترونية، والاستعانة بالقطاع الخاص في الإشراف على عملها وتسريع تنفيذ الحق العام في أعمالها. وحول كيفية تأسيس جمعية للملاك، أشار المحامي ياسين غزاوي إلى أن من حق المالك الأساسي تأسيس جمعية ملاك في المباني التي تتجاوز أكثر من وحدة سكنية مشتركة عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية، وباشتراطات معينة تهدف إلى العناية بالمبنى.
من المشاكل التي بين الملاك هي التسوية في تحمل الخدمات العامة
قاروب: وجود شرخ لعلاقة الجار بجاره
انتقد رئيس اللجنة الوطنية للمحامين المحامي الدكتور ماجد قاروب غياب المناخ القانوني والقضائي الذي يحمي ملاك الوحدات السكنية في العمائر التي تبيع الوحدات على الملاك بمنطلق الفئات، على اعتبار أن الاتفاقيات والعقود بما يسمى اتحاد الملاك لا توجد لها جهة حكومية ترعاها وتنفذها، أو إيجاد آليات لإجبار المتخاذلين أو الممتنعين لأي سبب كان من الالتزام والوفاء بالتزاماتهم بما يخص اتحاد الملاك. وأضاف: في حال لجوء بعض الملاك إلى القضاء لإلزام ملاك الوحدات المتخاذلين، فإن الأمر يأخذ وقتا كبيرا، وغالبا ما تكون الأحكام في حال صدورها بالإلزام غير محققة للنتيجة المرجوة من صيانة ونظافة الوحدة السكنية الشاملة، لأنه في حال صدور الحكم بعد عدة أعوام تكون منطقة الخدمات المشتركة في حالة يرثى لها، إضافة إلى وجود شرخ لعلاقة الجار بجاره، وتؤدي إلى مشكلات اجتماعية تفتقد الروح التعاونية التي يتطلبها ديننا الحنيف. وأشار إلى ارتفاع عدد الشكاوى والتذمر من قبل الملاك، الأمر الذي أثر في بناء المجمعات السكنية التي توجد فيها صيانة وخدمات مشتركة، فالتجربة حتى الآن لا تعتبر ناجحة لافتقارها للهيكلية الرئيسة لمسيرة هذه المشاريع، مطالبا بالتعاون بين وزارة الإسكان والبلديات لإيجاد الآليات والاستراتيجيات لمعالجة الخلل، كونها من أهم الأمور التي تساعد على حل أزمة الإسكان في المملكة، وعمل كيان عقاري خاص للوحدات المشتركة الخدمات. ويطالب رئيس اللجنة الوطنية للمحامين المحامي بإيجاد نظام مستقل يطبق على تملك الوحدات السكنية المشتركة، مشيرا إلى أن تأسيس جمعيات الملاك شرط أساسي لتحقيق اتحاد الملاك من الناحية القانونية لتكون لها شخصية اعتبارية تحفظ حقوق كلا الطرفين، بهدف العناية بالمبنى والحفاظ عليه بأعمال صيانة دورية، يستطاع من خلالها فتح حساب بنكي مستقل وخاص للمبنى، وإدراج شرط اتحاد الملاك كشرط أساسي في عقد البيع. وأضاف: جمعيات الملاك هي الطريقة الوحيدة التي تفعل اتحاد الملاك في ظل غياب نظام محدد للحفاظ على العمائر السكنية. وقال: الكثير من أصحاب الأبراج يسعون إلى إنشاء جمعيات تعاونية لتأسيس جمعيات الملاك تكون خاصة بالمبنى، تعمل على العناية بالمبنى والحفاظ عليه بأعمال الصيانة الدورية، وذلك عن طريق استقطاع مبلغ معين سنويا أو شهريا كشرط أساسي مرفق بعقد التملك ولا يستطيع المالك الإخلال بالعقد.
شقق سكنية معروضة للبيع وتشير التقديرات الي ان نسبة نمو الشقق بلغت 77٪
السويلم: «مجلس السكان» يقضي على مشاكل الشقق
يؤكد نائب رئيس لجنة المحامين بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض علي السويلم حداثة تطبيق الانظمة لتمليك الوحدات السكنية وأنها حاليا مشاكلها قليلة، داعيا الى أهمية تفعيل جمعية اتحاد الملاك، وقال «عدم تفعيل نظام اتحاد الملاك إلى الآن في السعودية يرجع لحداثة نظام تمليك الشقق السكنية مقارنة بالدول الأخرى»، مؤكدا على أهمية إيجاد تنظيم للعلاقة ما بين ملاك الشقق في العمائر السكنية كما هو معمول به في مختلف دول العالم، أو كما يطلق عليه (مجلس السكان)، مشيرا إلى أن مشاكل ملاك الشقق في البناية الواحدة، فيما هو مشترك بين الجميع كمشاكل الصيانة وحراس العمائر وخزان المياه والمصعد والسطح ومواقف السيارات والردهات ستستمر وأن نظام (التمليك وفرز الوحدات السكنية) سيبقى قاصرا عن حل تلك المشاكل. وأوضح السويلم أن النظام الحالي الخاص بشقق التمليك ما زال غير مفعل، ولا بد من استحداث مجالس للسكان في عمارات شقق التمليك، مستغربا من الأسعار المرتفعة لهذه الشقق. وطالب بضرورة إيجاد حلول تضمن تنظيم الأمور المشتركة بين السكان سواء ما هو اقتصادي منها أو اجتماعي أو قانوني أو تنظيمي وما لم يتم وضع نظام ملزم بإيجاد مجلس للملاك، ستستمر تلك المشاكل ومن متابعتنا كمحامين نجد شكاوى وخلافات بين سكان العمائر السكنية مالكي الشقق، حيث يعاني سكان شقق التمليك من عدة سلبيات أبرزها عدم وجود نظام أو آلية تلزم الملاك بدفع المبالغ المخصصة شهريا للخدمات المشتركة، مثل راتب الحارس وتكاليف الصيانة وفواتير الخدمات من مياه وكهرباء وصرف صحي، فضلا عن عدم وجود جهة مختصة تفصل في خلافات الملاك، بالإضافة إلى كثرة الخلافات حول مواقف السيارات والغرف المشتركة لسكن السائقين والخدم، أو نقص مياه الشرب، وفواتير الخدمات الموحدة للأجزاء المشتركة، وامتناع البعض عن دفع رسوم الخدمات المشتركة للخدمات الجماعية. وقال السويلم «لوحظ تذمر من قبل الملاك، الأمر الذي أثر في بناء المجمعات السكنية التي توجد فيها صيانة وخدمات مشتركة، فالتجربة حتى الآن لا تعتبر ناجحة لافتقارها للهيكلية الرئيسة لمسيرة هذه المشاريع»، مطالبا بالتعاون بين وزارة الإسكان والبلديات لإيجاد الآليات والاستراتيجيات لمعالجة الخلل، كونها من أهم الأمور التي تساعد على حل أزمة الإسكان في المملكة، وعمل كيان عقاري خاص للوحدات المشتركة الخدمات مطالبا بتضافر الجهود بين الجهات الحكومية المعنية لوضع نظام ملزم بإيجاد مجلس للملاك أو تفعيل نظام اتحاد الملاك.
الحلقات السابقة: