ـ نافذة معرفية، من هي مريم الغامدي؟
ـ قبل الدخول في الموضوع، لا بأس من إطلاع القارئ الكريم على (بعض) المعلومات عن الأستاذة مريم الغامدي، فهي من مواليد مدينة أسمرة عاصمة (إريتريا)، ومن مواطني منطقة الباحة جنوب المملكة، وقد نالت درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1989م، وهي من أوائل من قرأ نشرات الأخبار عند انطلاقة قناة الإخبارية السعودية، كما أنها أول سيدة سعودية قرأت نشرة الأخبار في إذاعة الرياض، وأول سعودية كتبت السيناريو في الأعمال التلفزيونية، وعملت إدارية في تعليم البنات ومعلمة في المدارس الحكومية، ودخل اسمها في الموسوعة العالمية التخصصية (مَنْ هو:who's who).
كم كانت نظرة قائد بلادنا الغالية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- ثاقبة/ صائبة حين راح يترجم هذا الدور الرائد للمرأة السعودية بشكل متتال في عدد من قراراته الحكيمة ـ حسنا.. هذا جانب من جوانب عديدة لها، وعنها.
فهذه السيدة السعودية الفاضلة تقودك الى أمور أربعة:
الأول: هو احترامك لها بقوة شخصيتها، وجـِـدّها، وحضورها.
والثاني: حشمتها وحجابها.
والثالث: تاريخها الإعلامي، في الإذاعة والتلفزيون، إلى جانب الكتابة الدرامية والتمثيل والإخراج مما يؤكد شمول إبداعها، وجدارتها أن تنال لقب (السيدة الشاملة).
الرابع: هو دحض كل الافتراءات والظنون والآراء السوداء التي تنال من شخصية المرأة السعودية، ونزولها ميدان العمل، والخوف من اختلاطها بالرجال.
والمؤلم أن يكون ذلك من أبناء الوطن نفسه، والمؤلم أكثر أن تأتي مثل تلك النظرة السوداء ـ في الغالب ـ من النساء أنفسهن.
إن الخوف الذي ينذر به البعض -من النساء والرجال- هو الخوف منهم هم، لا من المرأة نفسها فالسيدة مريم الغامدي أنموذج سعودي مضيء للمرأة العاملة في بلادنا.
فهي -بالطبع- قد لاقت كل مضادات البدايات، وواجهتها بحزم وثبات وثقة وإيمان تام برسالتها العملية، والإعلامية، ودورها في خدمة الوطن على امتداد أكثر من ثلاثة عقود.
وأثبتت بكل ما قدمته في مجال عملها أنها القطب الآخر في الكيان الإنساني في هذا الوطن،
ـ آه لقد تذكرت شيئا يؤكد شمول هذه السيدة السعودية، إنها الكتابة الصحفية، فهي قد كتبت مقالات وزوايا ثابتة ومتحركة وقراءات وانطباعات نقدية وفنية واجتماعية في عدد من الصحف والمجلات السعودية كصحيفة البلاد، والرياض، ومجلة الشرق (صحيفة الشرق الآن)، وعكاظ، وغيرها.
ـ إن الحديث عن هذا الأنموذج النسائي السعودي الرائد هو بالطبع حديث مثال، قصد كاتبه به الجميع في صورة الفرد، أي أنه: عن كل نساء المملكة العربية السعودية، أو قـُلْ: عن كل من ترى منهن أنها مَـعـْنِية -في مجال عملها وكفاحها- بهذا الموضوع، وتدخل في ذلك -بشكل أساس- ربة البيت التي تصنع الرجال والنساء وترفد بهم المجتمع.
وكم كانت نظرة قائد بلادنا الغالية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- ثاقبة/صائبة حين راح يترجم هذا الدور الرائد للمرأة السعودية بشكل متتال في عدد من قراراته الحكيمة في المجالات التي تجعل من (النصف الجميل للحياة ) حاضرة، ولعل آخر ذلك ما كان في مشاركتها عضوية المجالس البلدية في المملكة.
-فالمرأة السعودية- كما يعلم الجميع هي:الأم، والأخت، والزوجة، والمعلمة، والطبيبة، والمهندسة، والمربية، والدكتورة الجامعية، والصحفية، والأديبة، والفنانة، وربة البيت، وأم الرجال، والصابرة على البأساء والضراء، والمواجهة للشدة والرخاء، والمساندة للرجل في كل موقع، وهي ملهمة الشاعر والفنان، وسيدة العمل التطوعي والإنساني، وسيدة الأزياء الوطنية التراثية والمعاصرة، وموظفة القسم النسائي في المصرف، وسيدة الأعمال، واليد الحنونة لكل من يحتاج الحنان وسائر الصور الجميلة التي تمثلها المرأة السعودية في دورها الصحيح داخل وخارج الوطن الذي بزغت من ترابه.
ــ لكن هذه الأرض التي أخرجت الأستاذة مريم الغامدي، وأخرجت مَـن شابهها مِـن الكثير جدا من سيدات المملكة، تحتاج -واقعا- إلى أكثر من (مريم) بصبرها وإصرارها، في كل مكان ومنطقة ومحافظة ومدينة وقرية وهجرة،وريف.
ـ إنني أجزم أن المرأة السعودية ذات القيمة والكيف موجودة، ولدينا منهن الكثيرات، وهي تشق طريقها الآن في إضاءة كل طريق معتم أمامها، وما الأستاذة الإعلامية الأديبة مريم الغامدي وسواها إلا مثال، وأنموذج للمرأة في بلادنا.
قارورة :
أرسلـْـتُ ( نارا وثـَلجا ) إلى التي أحْـرَقـَتني
النارُ تأكـلُ عمري و الثلج يشرب مِـنـّي
فلتقرئي غيم وَهْـم ٍ الحرف فيه يُـغـَنـِّي