DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اجتماع اتحاد كرة القدم

فارس الدهناء.. سقط من قمة المجد إلى غياهب دوري المظاليم

اجتماع اتحاد كرة القدم
اجتماع اتحاد كرة القدم
أخبار متعلقة
 
فقَدَ الدوري السعودي للدرجة الممتازة أحد أعمدته الثابتة وركائزه الأساسية وأركانه المهمة إثر هبوط فريق الاتفاق العريق فارس الدهناء بعد 37 عاما قضاها كبيراً بين الكبار، رسم خلالها البسمة على شفاه عشاقه ومحبيه في كل مكان ومثل الكرة السعودية خير تمثيل نتيجة الانجازات العديدة والكبيرة سواء على المستوى المحلي أو الخليجي أو العربي. هبوط اضطراري  ورغم الصدمة التي عمت الوسط الرياضي برمته والحزن الذي اكتسى الساحل الشرقي جراء هذا الهبوط الاضطراري في مدرج دوري ركاء للمحترفين، إلا أن ما خفف وطأة هذه الصدمة بارقة الأمل التي لاحت في الأفق عندما سرت أنباء عن زيادة عدد أندية دوري جميل للمحترفين في الموسم المقبل إلى 16 فريقا، بيد أن تلك الآمال والأحلام تبخرت وتحطمت على متاريس بعض الأندية وأعضاء الاتحاد واللجان التي لم ترأف بحال الاتفاق والاتفاقيين ولم تقدر تاريخه الطويل المدجج بالبطولات والانجازات وحكمت عليه حكما نهائيا بالهبوط رسميا إلى دهاليز الدرجة الأولى رغم الجهود الحثيثة التي بُذلت قبل اتخاذ هذا القرار الذي لم تكن مبرراته منطقية في نظر الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي. قصة الهبوط الحزينة للأولى فالاتفاق الذي تأسس عام 1944، لم يكن أكثر المتشائمين قبل بداية الموسم يتوقعون أن ينافس على مراكز المؤخرة وليس الهبوط ولكن الظروف المختلفة التي أحاطت به لم ترحمه بل خذلته لاسيما من (ذوي القربى) حتى وقع في المحظور. وتتلخص هذه الظروف في وقوع الإدارة في جملة أخطاء سواء في طريقة التعاقدات أو في عدم القدرة على إيجاد شريك استراتيجي، كما أن بعض أعضاء الشرف تخلو عن الدعم ووقفوا موقف المتفرج رغم معرفتهم التامة بالأزمة المالية الخانقة التي يمر بها الفريق وأخيرا اللاعبين الذين لم يقدر بعضهم تاريخ ناديهم العظيم. فالفريق في بداية الموسم تعاقدت إدارته بقيادة الذهبي عبدالعزيز الدوسري مع المدرب الألماني ثيو بوكير صاحب التجربة الكبيرة في الملاعب السعودية حيث سبق له اللعب في الاتحاد ومن ثم تدريب الاتحاد والوحدة والأهلي، كما جلبت أكثر من عشرة لاعبين من عدة أندية لتدعيم صفوفه إضافة إلى التعاقد مع أربعة لاعبين أجانب ولكن جميع التعاقدات التي تمت خلال فترة الانتقالات الصيفية أو خلال الميركاتو الشتوي لم يكتب لها النجاح على الصعيد الفني باستثناء صفقة السنغالي بابا ويجو نظرا لمحدودية مستويات اللاعبين وتواضع إمكاناتهم التي لا توازي قيمته ومكانته. الجود من الموجود وبعد وصول المدرب وبدء المعسكر الذي وقف من خلاله المدرب بوكير على مستويات اللاعبين أُصيب بحالة من الإحباط وأسر لبعض المسؤولين بأن اللاعبين المنتدبين حديثا لا يمكن أن يصنعوا الفارق نظرا لتواضع إمكاناتهم الفنية ولكنه في نهاية المطاف قبل بالأمر الواقع وعلى طريقة (الجود من الموجود). وعندما بدأ الموسم تلقى الفريق خسارتين متتاليتين أمام الرائد بهدفين لهدف وأمام الهلال بثلاثة أهداف لواحد قبل أن يحقق فوزه الأول على حساب الشعلة بهدف دون مقابل ومن ثم يعود لنزف النقاط ويسقط في فخ التعادل أمام التعاون بهدفين لمثلهما ومن ثم يتلقى الخسارة الثالثة أمام نجران بهدف نظيف. وبعد تلك النتائج السلبية التي لم يحقق خلالها الفريق سوى أربع نقاط من أصل خمسة عشرة نقطة ممكنة، قررت إدارة النادي إقالة المدرب بوكير وتكليف مدرب الفريق الأولمبي الروماني إيسبيو تودور لحين التعاقد مع جهاز فني جديد وقد بدأ المدرب المكلف مهمته وخسر معه الفريق أمام الشباب بهدف دون مقابل ثم حقق معه الفوز أمام جاره النهضة بهدفين لهدف، وبعدها تسلم المدرب الجديد الصربي جوران توفيدزيتش المهمة رسميا وأجرى بعض التعديلات على التشكيلة وطريقة اللعب التي آتت أكلها حيث حقق الفريق نتائج إيجابية في أول ست مباريات إذ تعادل مع الاتحاد في مكة المكرمة ومع النصر (بطل الدوري وكأس ولي العهد) في الرياض ومع العروبة في الدمام قبل أن يحقق ثلاثة انتصارات متتالية أمام الفتح بهدفين دون مقابل وأمام الفيصلي بثلاثية نظيفة وأمام الأهلي بهدفين دون رد، ولكن بعد تلك النتائج المميزة التي نقلت الفريق في سلم الترتيب للمركز الخامس مع نهاية مرحلة ذهاب (الدور الأول) انتكس الفريق مجددا وعاد لمستنقع الهزائم حيث تلقى ثلاث هزائم مؤلمة أمام الرائد بهدف وأمام الهلال بالخمسة ثم أمام الشعلة بالأربعة، وبعد ذلك حقق ثلاثة تعادلات بطعم الخسارة أمام التعاون ونجران والشباب قبل أن يتلقى خسارتين موجعة على ملعبه أمام النهضة (متذيل الترتيب) والاتحاد الذي فاز بخماسية نظيفة كانت بمثابة الضربة القاضية للمدرب جوران الذي تمت إقالته مع نهاية الجولة الرابعة عشرة والتعاقد مع المدرب الروماني إيوان أندوني الذي قبل التحدي ولكنه لم ينجح بسبب عدم وجود الأدوات التي تساعده على النجاح فخسر أندوني أولى مبارياته أمام النصر والثالثة أمام الفتح والخامسة أمام الأهلي مقابل الفوز على العروبة والتعادل أمام الفيصلي. وبعد نهاية البطولة عم الحزن الوسط الرياضي خصوصا وأنه حتى الثواني الأخيرة من عمر الدوري كان ضامنا للبقاء مع الكبار قبل أن يسقط بنيران صديقة في الثانية الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع أمام الأهلي. وإجمالا الاتفاق لم يهبط بسبب خسارته أمام الأهلي فحسب وإنما نتيجة تفريطه في العديد من النقاط السهلة أمام عدد من الفرق الأقل منه فنيا، فالفريق خاض في الدوري 26 مباراة ولم يحقق الفوز إلا في ست مباريات مقابل التعادل في ثمان والخسارة 12 مرة وهذه النتائج المتواضعة ساهم فيها سوء التخطيط منذ بداية الموسم وقلة الموارد المالية وتردي مستوى اللاعبين الأجانب والمحليين. شركاء في الهبوط وكانت فرقة الكوماندوز تعول كثيرا في المواسم الأخيرة على الدوليين هداف الفريق يوسف السالم وصانع ألعابه يحيى الشهري والمدافع الأيمن الشاب علي الزبيدي ولكن الإدارة فشلت في إقناع الأول والثاني بالبقاء حيث انتقل السالم للهلال بعد أن دخل في الفترة الحرة ورفض التجديد بينما رفض الشهري تجديد عقده وطالب بالرحيل للنصر أو البقاء حتى نهاية عقده السابق الذي تبقى منه سنة ومن الانتقال للنصر دون أن يدخل خزينة النادي ريالا واحدا وهو ما أجبر الإدارة على بيع الفترة المتبقية من عقده حتى لا تخسر ماديا كما حدث مع السالم. أما الزبيدي فقد تمت إعارته للأهلي لستة أشهر ومن ثم تم تمديد الإعارة حتى نهاية الموسم. وهؤلاء اللاعبين كان لهم ثقل كبير في تركيبة الفريق ولكن الظروف المادية التي يعاني منها وعدم قدرته على الإيفاء بمطالبهم حال دون استمرارهم ودفعهم للرحيل بحثا عن الملايين من جهة ورغبة في الالتحاق بالأندية الجماهيرية من جهة أخرى. الإنجازات شاهد له لا عليه ويجمع الرياضيون على أن فارس الدهناء ولد كبيرا منذ 70 سنة حيث نجح بقيادة أبنائه طوال تلك السنوات في صناعة تاريخ ناصع البياض سواء على صعيد الانجازات أو تفريخ النجوم الذين ساهموا في العديد من الانجازات التي حققتها المنتخبات الوطنية في مشاركاتها السابقة. فعلى مستوى الانجازات يكفي الاتفاق فخرا أنه أول فريق سعودي يحقق بطولة خارجية وهي بطولة كأس الأندية الخليجية عام 1983 قبل أن يتوج بعدها بلقب بطولة الأندية العربية عام 1984. ويكفي الاتفاق فخرا أنه أول فريق يحقق بطولة الدوري الممتاز دون خسارة وذلك عام 1987. وإضافة إلى تلك الأولويات فإن الفريق حقق خلال مشواره في دوري الأضواء والشهرة 13 بطولة وهي بطولة الدوري الممتاز عامي 83 و87 وبطولة كأس جلالة الملك عامي 68 و85 وبطولة كأس ولي العهد عام 65 وبطولة كأس الاتحاد (كأس فيصل بن فهد) أعوام 91 و2003 و2004 وبطولة الأندية الخليجية أعوام 83 و86 و2007 وبطولة الأندية العربية أبطال الدوري عامي 84 و90، كما أنه نافس بقوة على العديد من البطولات المحلية والخارجية، والتي خذله خلالها الحظ في الأمتار الأخيرة. أما على صعيد اللاعبين، فإن إتي الشرقية يعتبر مدرسة فريدة في تخريج اللاعبين الأفذاذ على مدار تاريخه، فقد خرّجت المدرسة الاتفاقية أجيالا من اللاعبين وقدمتهم هدية للمنتخبات الوطنية ومن هؤلاء اللاعبين على سبيل المثال لا الحصر خليل الزياني وسلمان نمشان وزكي الصالح وعبدالله صالح وعيسى خليفة وصالح خليفة ومحمد بوحيدر وجمال محمد وسعدون حمود وسامي جاسم وعمر باخشوين ومحمد المغلوث وفيصل البدين وحمد الدبيخي ومروان الشيحة وسمير هلال وجمال الرويشد ويسري الباشا، فهؤلاء اللاعبون الذين تعاقبوا على ارتداء شعار الفريق والدفاع عن ألوانه في العقود الأربعة الماضية صنعوا المجد لفريقهم وأوصلوه للقمة من أوسع الأبواب وساهموا بشكل فاعل في الكثير من البطولات والانجازات التي حققتها منتخباتنا الوطنية خصوصا المنتخب الأول. قامات اتفاقية ولم تكتف مدرسة الاتفاق بتخريج اللاعبين بل بتأهيلهم ككوادر فنية وإدارية بعد اعتزالهم، ويأتي في مقدمة هؤلاء عميد المدربين خليل الزياني الذي قاد المنتخب السعودي للفوز بكأس أمم آسيا للمرة الأولى في تاريخه عام 1984 والتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس قبل أن يحقق نجاحات كبيرة مع الاتفاق والقادسية الذي قاده للفوز بكأس الكؤوس الآسيوية، ومن هؤلاء أيضا عمر باخشوين الذي تولى الإشراف الفني على منتخب الناشئين وأيضا سمير هلال الذي نجح في قيادة فريق الخليج لدوري جميل بعد أن ساهم في تتويجه بدوري ركاء. أما على المستوى الإداري فهناك خالد الحوار وسلمان نمشان وزكي الصالح الذي يشعل حاليا منصب مدير المنتخب الأول. وبعيدا عن ذلك فإن (الكيان الاتفاقي) خرّج قامات وهامات لا يختلف عليها اثنان كونها على قدر كبير من العلم والخبرة والكفاءة وتحمل المسؤولية ويأتي في مقدمتها الراحل عبدالله الدبل- غفر الله له واسكنه فسيح جناته- فهذا الرجل صال وجال في السلك الرياضي وتولى العديد من المناصب في الاتحادين القاري والدولي وكان وجوده مؤثرا وكلمته مسموعة لدى البعيد قبل القريب. ومن هؤلاء أيضا فيصل العبدالهادي الذي عمل كمدير للمنتخب الأول ثم أمينا عاما للاتحاد السعودي وأخيرا مديرا لمكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية، وكذلك محمد المسحل الذي عمل رئيسا لإدارة شؤون المنتخبات الوطنية ومن ثم أمينا عاما للجنة الأولمبية السعودية، وأخيرا عدنان المعبيد الذي يشغل حاليا منصب عضو الاتحاد السعودي والمتحدث الرسمي للاتحاد. الاتفاق يمد الأندية باللاعبين وقد شهدت السنوات العشر الأخيرة انتقال العديد من اللاعبين من صفوف الاتفاق إلى الأندية الأخرى التي تهافتت عليهم نظرا لمستوياتهم المميزة وأغرتهم بالعقود الكبيرة، ومن هؤلاء اللاعبين احمد خليل وحسين العلي وفايز السبيعي ويوسف السالم الذين انتقلوا للهلال واحمد البحري وسعد الشهري وعبدالرحمن القحطاني ويحيى الشهري الذين انتقلوا للنصر وماجد العمري وسياف البيشي اللذين انتقلا للشباب وراشد الرهيب الذي انتقل للاتحاد وعلي الزبيدي الذي يلعب حاليا للأهلي بنظام الإعارة ومن قبله يحيى عتين وصالح بشير المنتقل للخليج. هجرة النجوم وبعد أن أصبح الهبوط أمرا واقعا فإن جماهير النادي المحبطة بدأت تخشى من هجر النجوم الشباب لاسيما وأن الكثير من الأندية بدأت توجه أنظارها صوب بعض لاعبيه المميزين طمعا في الحصول على خدماتهم والذين يأتي في مقدمتهم محمد كنو وحسن كادش وحمد الحمد وعلي الزقعان وخالد حامضي، ولكن المؤكد أن الإدارة ستغلق هذا الباب نهائيا ولن تفرط في لاعبيها لاسيما المرتبطين بعقود سارية المفعول وستعول عليهم كثيرا لبناء فريق جديد قادر على العودة سريعا لمكانه الطبيعي بين الكبار في الوقت الذي ستقوم فيه بتسريح بعض اللاعبين (منتهي الصلاحية) الذين استقطبتهم في فترة سابقة من أندية أخرى وفشلوا في إثبات وجودهم مع الفريق. صناع القرار يناقشون وضع الفريق ويسعى صناع القرار في الاتفاق خلال الأيام المقبلة إلى عقد اجتماع عاجل لكافة أعضاء الشرف المؤثرين بهدف المصارحة والمكاشفة ووضع النقاط على الحروف لرأب الصدع والالتفاف حول ناديهم والتخطيط للمرحلة المقبلة بشكل مميز خصوصا وأن دوري ركاء لن يكون نزهة للفريق بل سيكون في غاية الصعوبة ويحتاج إلى مجهود مضاعف وعمل منظم يكفل عودته لدوري جميل في الموسم بعد المقبل وعدم تكرار ما حدث لبعض الفرق التي كانت ضمن دوري الكبار وبعد هبوطها عانت الأمرين وفشلت في العودة لمكانها الطبيعي.