على شاطئ الأطلسي في فلوريدا، تقوم شركات الأسلحة الإلكترونية التي تعمل لصالح وكالات الاستخبارات الأمريكية بإرسال مليارات السطور من برامج الكمبيوتر بمعلومات عشوائية، تستطيع الكشف عن مواطن الخلل في البرامج والتي يمكن للولايات المتحدة استغلالها.
وفي بيتسبيرج، يقوم باحثون في إحدى المقاولات مع وزارة الدفاع الأمريكية بتعليم أجهزة الكمبيوتر كيفية مسح وتفتيش البرامج؛ من أجل العثور على مواطن الخلل وتحويلها بصورة آلية إلى أسلحة. ويختبر الباحثون أيضاً الإمكانيات القتالية لأخطاء البرمجيات في مجال مخصص للقصف الرقمي.
وفي مختلف أنحاء الولايات المتحدة، هناك فصيل جديد من مقاولي شركات الدفاع يقومون بالتنقيب في أسس الإنترنت، من أجل اكتشاف نقاط الضعف والخلل التي يمكن تحويلها إلى ميزة استراتيجية لأمريكا.
ويقول تشيس كاننجهام، الفني السابق المسؤول عن قسم التشفير في وكالة الأمن القومي: «نحن الآن في سابق تسلح». والسباق يجري من أجل العثور على نقاط خلل يمكن استغلالها قبل أن يعثر عليها أحد الأعداء، وهذا السباق حامي الوطيس إلى درجة أنه في مستوى «سباق الفضاء والحرب الباردة مجتمعين».
وصبت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في ترسانتها الإلكترونية، من أجل الكشف عن نقاط الخطأ أو السهو في تصاميم البرامج، والتي تجعل من الممكن وضع أي شيء في البرنامج من قبل القراصنة. وهي تتجاوز إلى حد بعيد نقاط الخلل في تشفير الإنترنت مثل برامج SSL وOpenSSL، التي كانت وكالة الأمن القومي تستغلها منذ سنوات دون تحذير الجمهور بشأنها.
ولدى الوكالة مخزون يبلغ الآلاف من الاستخدامات الموجهة نحو نقاط الضعف في كل جهاز يخطر على البال، وكثير منها لا يكشف النقاب عنه حتى للوحدات العاملة داخل الوكالة والمسؤولة عن حماية الشبكات الحكومية الأمريكية.
وبموجب تعميم أعلن عنه في 11 أبريل، بعد أن ذكرت بلومبيرج أن وكالة الأمن القومي تستخدم فيروس هارت بليد - وهو أمر نفته الوكالة - قال البيت الأبيض: إن مثل هذه الاستخدامات ينبغي الإعلان عنها في معظم الحالات، حتى يستطيع مستخدمو الكمبيوتر حماية أنفسهم.
وفي مدونة هذا الأسبوع، قال مايكل دانييل، وهو منسق الأمن الإلكتروني في البيت الأبيض: إن «إنشاء مخزون ضخم من نقاط الضعف التي لم يكشف النقاب عنها، في حين أن ترك نقاط الضعف في الإنترنت ولدى الشعب الأمريكي بدون حماية، ليس في مصلحة الأمن القومي الأمريكي».
وقال: إن الولايات المتحدة ستستمر في تطوير واستخدام نقاط الضعف المذكورة من أجل حماية البلاد، وان الإدارة الأمريكية وضعت «نظاماً منضبطاً ومتيناً وعلى مستوى رفيع في عملية اتخاذ القرارات»، حين يتعلق الأمر بإبقاء نقاط الضعف سرية أو الكشف عنها لكي يتم إصلاحها.
وعند طلب التعليق على الموضوع من وكالة الأمن القومي، أحالتنا الوكالة إلى التعليق المنشور من البيت الأبيض.