DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الناقد معجب العدواني: ليست وظيفة الناقد الركض الدائم خلف المنجز الإبداعي

الناقد معجب العدواني: ليست وظيفة الناقد الركض الدائم خلف المنجز الإبداعي

الناقد معجب العدواني: ليست وظيفة الناقد الركض الدائم خلف المنجز الإبداعي
الناقد معجب العدواني: ليست وظيفة الناقد الركض الدائم خلف المنجز الإبداعي
أخبار متعلقة
 
في زمن تمرّد الرواية السعودية، كتب الناقد الدكتور معجب العدواني كتابا يلتفت إلى التراث في الرواية، تحت عنوان "الموروث وصناعة الرواية، مؤثرات وتمثيلات"، لكنه يدافع عن كتابه مؤكداً أن الكتابة المتمردة ترتهن إلى موروثها دائما، مستبعدا أن يكون التمرّد علامة على استبعاد الموروث. وفي حين تشهد القصة القصيرة جدا إقبالا كبيرا، يرى العدواني أنها لن تبقى صامدة إلى الأبد، فهي تعاني من أزمتين رئيستين تتصل الأولى بالنص في تلقيه وفي شكله، وتتصل الثانية بكتاب فاشلين وأدعياء كثر يسرّعون بوفاتها بإنتاجهم المبثوث في مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأزمة لهؤلاء تكشفها مواقع دور النشر، وأرقام المبيعات. كما يتحدّث عن فساد نقدي قد يتسبب به كتّابٌ أدعياء كهؤلاء قد ينصّبون أنفسهم نقادا وقت الحاجة. هكذا يمكن أن يفهم العدواني وكأنه ناقد يهوى السباحة ضدّ التيار، تراه يكتب عن الروائية رجاء عالم في زمن قلّ فيه الكاتبون عنها، وحين كثروا هجر الكتابة عن الأفراد إلى الكتابة عن الظواهر الأدبية، تراه يبحث عن المرأة الفيلسوفة ويلقي عن ذلك محاضرة في أدبي الرياض في زمن تصارع فيه حلقة رجالية العواصف من أجل الوجود. عديدة هي ملامح السباحة ضد التيار لديه، ولكننا لن نتحدث أكثر عنه بل سنتركه ليعبّر مباشرة عن أفكاره..   أزمة الاستسهال  انتقدتَ القصّة القصيرة جداً لأكثر من مرّة خصوصا في أشكالها المستشرية إلكترونيا ولكنها برغم النقد الموجّه لها لا تزال صامدة على أرض الواقع، فما الذي كفل لها هذه المكانة برأيك؟ وكيف تعبّر هذه القصة عن روح العصر وإنسانه؟ -قدمت أوراقًا بحثية حول القصة القصيرة جدًا، وذلك على المستويين المحلي والعربي، وحظيت بمتابعة من نقاد ومبدعين، ينبغي أن نتفق أولًا على كون نقدي القصة القصيرة جدًا لا يعني اختفاءها من الوجود مباشرة، وفي الوقت نفسه لا يعني قولك: إنها صامدة أن تبقى إلى الأبد، تعاني القصة القصيرة جدًا من أزمتين رئيستين: الأولى تتصل بالنص نفسه في تلقيه وفي شكله، والثانية تتصل بكتاب فاشلين يسرعون بوفاتها بإنتاجهم، في رأيي أن القصة القصيرة جدًا ابتليت بأدعياء كثر، من أولئك الذين يستسهلون الكتابة غير الإبداعية في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنك تعرف هؤلاء بسيماهم، لا هوية لكتابتهم سوى وجودها في تلك المواقع، وتلحظ الردود الواعية من قرائهم، ولا يمانع أولئك أن ينصبوا أنفسهم نقادًا وقت الحاجة، ولعل هذا يبرر فساد النقد والفن القصصيين معًا. ولا يعني أن من يكتب هنا أو هناك في هذا الفن أن يزدهر، أو أن يجد عددًا مناسبًا من المتلقين، لنتفق على وجود أزمة تكشفها مواقع دور النشر، وأرقام المبيعات.الدرس الأدبي باعتبارك، من جهة، حاصلا على درجة الدكتوراة من مانشستر وأستاذا للنقد في جامعة سعودية من جهة أخرى، كيف ترى مستوى الدرس الأدبي الأكاديمي في المملكة قياسا بما شهدت هناك أثناء إعداد رسالة الدكتوراة؟ وما أهمّ ما ينقص واقعنا الأكاديمي ليخطو خطوات منافسة للمستويات العالمية؟ وهل تخرّج جامعاتنا أدباء فاعلين على مستوى النقد والإبداع؟ -ليس من وظائف الجامعة في كل أنحاء العالم أن تخرج أدباء، ولعل من وظائفها أن تخرج دارسين للأدب في المرحلة الأولى في الدراسة الجامعية، وأن تنجح في دراساتها العليا في تخريج باحثين متميزين في الآداب، وأما ما يتصل بالفروق بين الجامعات فالجامعات الغربية مستقلة في مواردها ولوائحها ومن ثمّ تكون حريتها في صناعة المبادرات ونجاحها كبيرة. النقد الإبداعي يرى البعض أنّ النقد ذو صفة إبداعية ذاتية أكثر منها أكاديمية مكتسبة، مبررين رأيهم بكثرة الأكاديميين المختصين غير المنتجين في مقابل وجود نقّاد غير أكاديميين ذوي إنتاج نقدي غزيز ومميز. كمختصّ في النظرية النقديّة وكناقد.. ما مدى صحة هذا الرأي؟ -أوافقك في كون النقد له صيغة إبداعية، ولكنه يحتاج إلى صيغة مجاورة وهي الصيغة العلمية التي يتجسد من خلالها المنهج الملائم للدرس النقدي، وأسوأ النقاد من افتقدهما معًا، ومن المناسب أن نشير إلى أن بعض الأكاديميين قد لا يحققون شرط العلمية المشار إليه، ومن المهم في الوقت نفسه أن نشير إلى دور بعض النقاد غير الأكاديميين الذين تحظى كتاباتهم بأبعاد منهجية، وفي تصوري إنها أدوار تكاملية لكلا التيارين، ويخرج من هذا بالتأكيد تيار ثالث، ويمثله باقتدار نقاد الاسفلت والوحل الذين بلغوا حد البؤس، ولا يستهدفون من كتابتهم سوى إلصاق أسمائهم بأسماء كتاب آخرين. توظيف الموروث  في هذا الزمن القلق أتى كتابك " الموروث وصناعة الرواية، مؤثرات وتمثيلات"، أليس من الملاحظ أنّ الزمن هو زمن الخروج والتمرّد على الموروث أكثر من كونه زمنا لتمثّل الموروث في الرواية؟ أليس هذا ما أثبتته روايات الشباب المتمردة في السعودية؟ -من قرأ الكتاب يعرف جيدًا أنه لا يمجّد توظيف الموروث في الرواية، فهو كتاب لا يبحث عن الموروث بوصفه ظاهرة في الكتابة الروائية، تناول الأنماط الإيجابية الموظفة، وتناول الأنماط السلبية كذلك، ولاسيما ذلك الذي يرد فيها بصورة غير واعية، يعد الكتاب تمردًا على الأنماط التقليدية في قراءة الموروث وتوظيفه، فهو منتقد لا مشجع، يتفاعل مع الإيجابي والسلبي معًا، ولا أعتقد أن هناك كتابة متمردة لا ترتهن إلى موروثها، ولذا أستبعد أن يكون التمرد الكتابيّ علامة على استبعاد الموروث.رجاء عالم عرفت في فترة سابقة باهتمامك النقدي بروايات رجاء عالم، لكن لماذا لم نجد لك بعدها اهتماما مماثلا بأعمال روائي آخر أو روائية أخرى من الوطن؟ - رجاء عالم كاتبة روائية لديها أعمالها الروائية والقصصية والمسرحية التي تستحق مزيدًا من التتبع النقدي، وقد كنت في مرحلة من مراحل كتابتها متفاعلًا مع نتاجها، وأصدرتُ تلك الدراسات النقدية في كتابي الذي بعنوان "الكتابة والمحو: التناصية في أعمال رجاء عالم الروائية"، ولم أكن القارئ الأول أو الأخير لأعمالها، فقد دُرست أعمالها في رسائل علمية كثيرة، وأرى أن أعمال الروائيين السعوديين المتميزين قد حظيت بدراسات نقدية مناسبة. في الآونة الأخيرة أصبحتُ أميلُ إلى الدراسات النقدية التي تعتمد على ظواهر قابلة للتحليل النقدي، فكانت الظاهرة هاجسًا نقديًا يتطلب الكشف عنها في أكثر من عمل ولدى أكثر من روائي.  مقالات صحفيّة  مقالاتك في جريدة مكّة كثيرا ما تنحو منحى اجتماعياً، فلماذا يصرف النقّاد جزءا من جهودهم في القضايا الاجتماعية في الوقت الذي تعاني فيه الساحة الأدبية من نقص تتبع المنجز الإبداعي مع وفرة الكتّاب المتهمين بالقضايا الاجتماعية؟ -مقالاتي في صحيفة "مكة" لا تخرج عن الإطار الثقافي، وليست بعيدة عن النقد الذي ربما يغير هدفه إلى مادة أوسع وإطار أشمل، ولا أزال أكتب أعمالًا نقدية باستمرار، ولم أتوقف عن نقد الإبداع الأدبي، ولا أوافقك في كون وظيفة الناقد تتلخص في الركض الدائم خلف المنجز الإبداعي. المرأة الفيلسوفة خصصت محاضرة في أدبي الرياض عن غياب المرأة الفيلسوفة، وإن كان الحديث غالبا ليس عن الوضع في المملكة، لكن في ظلّ غياب الفلسفة أساسا عن المملكة، ألا يستدعي هذا أن يكون الحديث عن غياب الفلسفة أساسا قبل الذهاب إلى موضوع قد يبدو ثانويا بالنسبة لأصل وجود الفلسفة؟ وهل هناك آثار للفلسفة في بعض الأعمال الروائية السعودية؟ - صحيح كانت المحاضرة عن غياب المرأة الفيلسوفة في العالم، ولكنها تستقرئ التاريخ الفلسفي الذي تتجسد بعض مكنوناته في منطقة الشرق الأوسط، التي كانت غنية بفلاسفة رجالا ونساء لا يزال لهم حضورهم في الفلسفة حتى الآن، وأتساءل لماذا لا تعد ما يقدم في بعض الفعاليات الفلسفية الفتية في نادي الرياض حضورا للدرس الفلسفي، لا ننكر جهود بعض الشباب مثل سليمان السلطان وعبدالله المطيري وشائع الوقيان وحمد الراشد وغيرهم من يكتبون في هذا الحقل، ولكن جهودهم تظل غير حاضرة لدى القراء، ومن ثم يمكننا أن نشرع لأولوية الموضوع الذي اعتبرته ثانويًا. وسنلحظ أن البحث في موضوع الفكر في الرواية يكشف عن آثار لشظايا فكرية متنوعة في بعض الأعمال الروائية السعودية، أما البعد الفلسفي فلا يمكن لأحد أن يتبرع بإعلان وجوده.  أدب الجامعات  كيف تنظر إلى إصدارات الجامعات السعودية من مجلات أدبية محكمة ودوريات ومدى خدمتها الفعلية للأدب السعودي؟ -يبدو سؤالك مقترنًا بمثالية تتصل بضرورة أن تتوقف الجامعات عند النصوص الأدبية للتأمل فيها ودرسها، والصورة الراهنة تتمثل في درس متنوع يراوح بين النص والنظرية والممارسة، وأزعم أن ما ينشر عن الإبداع الأدبي السعودي كاف جدًا، ويعود ذلك إلى سببين: الأول زمني فالمجلات المحكمة ليست سريعة الإيقاع كالملاحق الثقافية، ولكنها بطيئة ولا تصدر في أفضل أحوالها أكثر من أربعة أعداد، أما الثاني فيتصل بالمتلقين إذ تقدم تلك الدوريات إلى قارئ متخصص في الحقل نفسه، ولا يهتم بها القراء الذين يتوقون إلى مادة مختلفة في الصحافة الثقافية. لعبة الشطرنج  صدر لك مؤخرا كتابان تراثيان حققتهما عن لعبة الشطرنج، ما هو سرّ اهتمامك البليغ بهذه اللعبة؟ -أعشق لعبة الشطرنج، وأتمنى متابعة كل ما يكتب عنها قديمًا وحديثًا، ولست حديث عهد بالكتابة عنها، فقد قدمت قبل ما يناهز عشرين عامًا محاضرة بعنوان "الشطرنج: اللعبة والقصيدة" في نادي الطائف الأدبي، أما هذان الكتابان فلهما حكاية، إذ كنت أتصفح أحد أدلة مكتبة (جون ريلاند) الضخمة في جامعة مانشستر في بريطانيا، أثناء وجودي مبتعثًا هناك، واستوقفني ذكر هاتين المخطوطتين العربيتين فيها، وتوجهت إلى موقع المجموعات الخاصة حيث تقبع المخطوطتان، ولم يقبل طلبي بالاطلاع عليهما، لكني تمكنت بمعونة مشرفي أن أصل إليهما، وقضيت ما يزيد على ثلاثة أشهر أقرأ، وأدون، لعدم السماح لي بتصويرهما، وإن سمح لي بعد ذلك بتصوير بعض الصفحات، وبعد أن أتممتهما بدأت رحلتي بمقارنة النسخ منهما في مكتبات أخرى في بريطانيا، وانتظرت سنوات طويلة قبل نشرهما بعد انتهائي من تحقيقهما، إذ أطلعت زملاء مختصين في التحقيق على عملي، كانت التجربة فريدة ومميزة، إلى جانب اختلاف الموضوع، فإن التحقيق قد علّمني كثيرًا مما افتقدته في الكتابة المعتادة.

 من مؤلفات د. معجب العدواني التفكير الهرمي ونظيره الشبكي.. من مقالات د. معجب العدوانياحمد سماحة من الصعب الإحاطة بتفاصيل الإجابة عن الأسئلة الآتية: ما محددات التفكير الهرميّ؟ وما محددات نظيره الشبكيّ؟ وهل هما متضادان أم متكاملان؟ وما أهمية كل منهما في حياتنا؟ إذا أردت أن تصل إلى إجابات مبسطة لتلك الأسئلة، فما عليك سوى أن تتأمّل نفسك جيدًا، وأن تنظر إلى من حولك، فإن وجدت نفسك في القاع ومعك النسبة الأكثر، وأن سلامتك وحياتك وأسرتك معرضة للخطر في كل لحظة، فأنت تعيش في ثقافة تقوم على تفكير هرميّ لا يهتم بأحد إلا من كان في القمة، أما ذوو القاع فلا حضور لهم. وإن تأملت في أوضاع أصحاب المناصب ووجدتهم لا يرغبون في الابتعاد لحظة واحدة عن مناصبهم، وإن ابتعدوا فلا بد أن يكون إبعادهم كرهًا، فثق في كونك تنتسب إلى تفكير إداريّ هرميّ. وإن وجدت نفسك ومن حولك (ترفلون) في الفقر والمرض، بينما يعيش قلة في نعيم الصحة والغنى، يتحكمون بك وبغيرك كأرقام، فأنت في هرم قاعه أرقام مهملة وقمته أسماء. وإن وجدت أعداد المنتفعين والمنافقين والمتملقين في تزايد، فأنت في مجتمع ذي تفكير هرميّ. وإن وجدت الواسطة من أبجديات حياتك اليومية فأنت في أسفل هرم لا خلاص لك منه، ولو تبدى لك خلاف ذلك. وإن وجدت القانون لا يحميك بوصفك من (المغفلين) ولكنه يحمي غيرك بوصفه من (الواصلين) فتمتم بحضرة التفكير الهرميّ حولك. وإن شعرت أن الحقوق التي تحصل عليها أقل من آخرين فأقرئ نفسك السلام، واعلم أنك في قاع الهرم. وأخيرًا، إن قضيت عمرك وأنت تتأمل إلى الأعلى وتبذل جهدًا وطموحًا لا يحدّ، ولم تنل سوى ألم عنقك فتأكد أنك جزء من بناء قاع الهرم. إن لم تجد نفسك في أي وضع من الأوضاع السابقة، فامسح عينيك جيدًا، وتأكد أنك في كامل وعيك، فقد تكون في حلم، أو تكون في غيبوبة، فإن لم تكن في كلتا الحالتين، فتأكد أنك قد اجتزت بسلام حدود التفكير الهرميّ، وأنك أصبحت في منطقة تفكير شبكيّ. ربما تكون الأسئلة السابقة ومحاولات إجابتها موضحة لوضع الوعي في ثقافتنا العربيّة، وربما ألمحت إليه في ثقافات من حولنا، إنها أسئلة تصنع إجاباتها حول تجربة الحياة التي لا يمكن أن تنتظم من خلال مسار واحد أو مجموعة واحدة، بل هي ناتج عدد من المسارات المتعاونة والمتكاملة فيما بينها، وكلما عاش الناس في هذا زادت الحاجة إلى وجود كل عنصر بينهم، وزاد الحرص على وجوده بوصفه كائنًا منتجًا.  لذا، تتجلى أهمية التفكير الشبكيّ في بناء المجتمعات الحديثة، ودوره في تركيز أسس الحياة الشريفة لكل فرد من أفراد المجتمع، وفقًا لمنجزه الإنسانيّ الإبداعيّ الخلاق، وكلما غاب هذا المنجز الإنسانيّ أو أُقصي فإن ذلك أسوأ علامة على حضور وعودة التفكير الهرميّ.