DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تركي اليحيى

تركي اليحيى.. خسارة قاسية تصنع له اسمًا بارزًا في الأقمشة والأغذية

تركي اليحيى
تركي اليحيى
أخبار متعلقة
 
بدأ تركي اليحيى مسيرته في مزاولة الأعمال التجارية منذ سن صغيرة حيث لم يتجاوز حينها العاشرة من عمره، وظهر معها شغفه بالتجارة وحبه التعلم من والده وجده في مجال بيع الأقمشة الرجالية، والاعتماد على النفس في بناء اسمه التجاري، لكن ذلك لم يمنعه من تعرضه لخسارة كبيرة في بداياته كادت أن تقضي على آماله، إلا أن قوة عزيمته، وإدراكه أهمية مواصلة الطريق، والاستفادة من التجارب أسهمت في عودته بقوة، وترسيخ اسمه في عالم التجارة لدى المجتمع، وحصوله على جوائز التميز. تركي بن عبدالله اليحيى عمل مع والده في بيع الأقمشة الرجالية، وتعلم كيفية التفاوض مع تجار الأقمشة والعقارات، يقول: «الوالد خصص لي زاوية من المحل، كنت أبيع فيها الحلويات على الأطفال إلى جانب بيع الأقمشة، ومن ثم تطور العمل وكبرت كما كبرت معي طموحاتي بالاستقلال، وقررت البدء وحدي، ثم تطورت أعمالي من محل واحد إلى أن وصلت إلى 10 فروع لبيع الأقمشة والأغذية والعقارات». طور اليحيى تجارته بشكل مغاير، لأنه يؤمن بأن التطوير والإبداع سمة الناجحين، حيث أصبح يوفر أنواع متعددة من الأقمشة الرجالية الفاخرة عبر موقع الشركة الإلكتروني، ليروي تجربته قائلا: «سهلنا للعميل عناء التعب والذهاب للأسواق والاكتفاء بالطلب عن طريق الموقع، إذ يتم تعميد الطلب خلال 24 ساعة كحد أقصى ويكون الطلب عند العميل سواء في  مقر بيته أو في عمله». ولم يكتف بتلك التجارة، بل استطاع أن يبرز أيضاً في مجال تجارة الأغذية، وأصبح له اسم فيها، واكتسب من خلالها ثقة المستهلكين، لأنه يؤمن بأن التجارة الحلال تتعاظم بركتها. واستطاع اليحيى أن يحقق المعادلة الصعبة بنجاحه في العمل التجاري  بما لا يؤثر سلباً على تحصيله العلمي والدراسي، إذ يرى أن التجارة لا تؤثر سلباً على التحصيل العلمي أبداً بل العكس فقد وجد العمل التجاري يساعد إيجاباً على التزود من العلم واكتساب المهارات اللازمة. خضع تركي بعد دراسته الجامعية للعديد من الدورات والندوات العلمية والعملية في التمويل والاقتصاد والتسويق والتقييم العقاري وكذلك دورات في إدارة المخاطر والتخطيط الاستراتيجي والموارد البشرية ونظام التأمينات الاجتماعية ودورات في الإدارة المالية وفي صياغة العقود، والكثير من الندوات والدورات في فن البيع والاستيراد والتجارة وإدارة الأزمات وكذلك دورات في اللغة الانجليزية، حيث يؤكد أن ذلك أسهم في تطوير أفكاره وتجارته. ولا ينسى اليحيى الشخصية التي أثرت في مسيرته الاقتصادية والتجارية، وكان لها الفضل- بعد الله- في نجاحه وتميزه، وهي شخصية والده، الذي علمه الكثير والكثير في التجارة وأساليب البيع والتسويق وعرَّفه بالتجار والموردين، وكان دائما ينصحه ويوجهه، وقد عمل عند الوالد قرابة عشر سنوات، تعلم خلالها وصارت عنده خبرة وتجارب، إلى جانب عمه سليمان، وأخيه ابراهيم. وفيما يتعلق بخسارته الأولى في مجال التجارة، أوضح قائلاً: «وبالرغم من كل الحيطة والحذر وجرعات الوقاية التي تزودت بها ضد داء الخسارة ولكن خسارتي الأولى- بالرغم مرارتها وصعوبتها- أعطتني عبراً ودروساً ربما لم أكن أحصل عليها لولاها؛ فقد استأجرت محلاً في أحد الأسواق وكان هذا السوق جديدا ولم أسمع لنصح تلك الأصوات الناجحة فاستأجرت المحل وعملت الديكور وتكلفت الكثير من المال، وسبحان الله! لم يكتب لهذا السوق النجاح، فحاولت عرض المحل للتقبيل ولكن لم يأتِ أحد لشراء المحل، فقمت بتوزيع نصف بضائع المحل على الأهل والأقارب وبعضها على جمعية خيرية، وكان والدي- حفظه الله- يصبرني ويسليني قائلاً لي: «ياوليدي آخرها أبرك منها». وزاد: «تلك الدروس جعلتني شامخاً ناظراً للمعالي، فبت أخطط للوصول للقمة في مجال بيع الأقمشة والأغذية، وأن تجد شركتي أنّى اتجهت في أرجاء المعمورة اسماً ومكاناً».  وعن الصعوبات التي واجهته  في بداية حياته قال اليحيى: «الصعوبات التي واجهتني في بداية الأمر كانت قلة الموارد المالية لعدم اقتناع جهات التمويل بوعي الشباب وطموحاتهم، وكذلك عدم وجود الأكفاء من العاملين المخلصين أضاف هماً على هم قلة الموارد، وبت أسهر الليل وهذا الهاجس يؤرقني، أقلب أموري.. وقد رسمت خطة استراتيجية للحفاظ على ما لدي من موارد مالية، وعدم الدخول في أي تجارة غير مربحة وغير مجزية، وعدم التوسع في تلك الفترة، وكذلك التقليل من المصاريف والاستغناء عن كثير من الأشياء الجزئية، ثم شيئاً فشيئاً تجاوزت المرحلة بفضل الله تعالى». استقطب تركي الكوادر المهنية، خصوصاً السعوديين والمقيمين، وبدأ في تدريبهم على طبيعة عمله حتى أصبح لديه فريق كامل ذو خبرة كبيرة في هذا المجال، وهناك دورات يقيمها بشكل دوري للموظفين؛ لتحسين الأداء وتطوير الذات، كما يحرص  على نقل تجربته وتقديم النصائح الذهبية للشباب المقبل على البدء في مشروع كمشروعه التجاري من واقع خبرته العملية. وذكر اليحيى أن أحد الشباب الذين تدربوا عنده على البيع والتجارة أصبح الآن ينافسه، مضيفاً: «وهذا فخر لنا وأصبح بيننا وبينه بيع وشراء، ونعطيه من بضائعنا بالآجل ليقف على قدميه، لأني جربت التجارة في بدايتي وقد كنت أعاني من الموارد المالية». الشيء الآخر المهم هو عدم وجود وظائف مشجعة لهم، وأكثر الوظائف الموجودة هي حراسات أمنية أو أعمال سكرتارية. ومع أنه ما زال- حسب وصفه- يكتشف ويتعلم، ومن باب مشاركة الشباب ونقل تجاربه، ينصح اليحيى من يرغب الدخول في العمل التجاري من الشباب أن يتوكل على الله وأن يدخل المجال الذي يحبه، ويختار الموقع المناسب للمشروع، وان يحاول عدم أخذ القروض أو التمويل في بداية حياته، وليبدأ العمل بنفسه للتعرف على أسرار المهنة، ومن ثم استقطاب الكوادر المؤهلة.