تنشط حركة المعارض الشخصية في المنطقة الشرقية ويتسابق عدد من الفنانين التشكيليين الشباب على اقامة هذه العروض، شهدت الاسابيع الماضية معرضين للفنانين حسين المصوف وجاسم الضامن، تفتتح تراث الصحراء ابوابها للعروض الفنية الشخصية وفق ضوابط تحرص فيها على المستوى العام ومع ذلك فان بعض المعارض التي تنظمها او تستضيفها تختلف وقد تتباين مستوياتها.
تصدرت لوحة كبيرة المساحة القاعة الكبرى، كانت اللوحة محاولة للتعبير عن القدرة على التعامل مع مثل تلك المساحات التي اشتغلها في معرضه الاول، وقد كانت اكثر اناة وحسابا مثل زميله لابد من الاشادة بهذه القاعة وقد استقطبت وشجعت الفنانين والفنانات من مختلف الاعمار والفئات، احتضنت تراث الصحراء معرض جاسم الضامن وهو احد الشباب الذين تشكلت خبراتهم على مشاهدات محلية يبدو اثرها في مجمل تجاربه التي شاهدتها له حتى الان، الا ان الفنان يسعى من جانب الى ان يتمايز بمجموعاته اللونية المضيئة، خلاف اشتغالاته وتجريباته التنصيبية، تبدي بعض اعمال الضامن ومن خلال خطوطها الاولى منطلقات العمل والفكرة، الا اننا سرعان ما نجد تحولا نحو التقنية. تزهو الوانه وتشكيلاته على مساحة من لون مضيء، مشتغلا على فضاءات وآفاق مفتوحة وموزعا بقعه اللونية وفق ما يحقق معالجة جمالية بحتة في الغالب. فنان آخر شاب هو حسين المصوف، استضافت معرضه قاعة نادي الفنون بالقطيف التي تنطلق منها جماعة الفنون التشكيلية.
هو احد اعضائها النشطين، اقام ورشا ورسم بعض اعماله بين الجمهور في نفس القاعة. جاءت أعمال معرضه الذي تضمن اكثر من سبعين قطعة باكثر من مستوى، وفضاء وتتجاذب الاعمال بما يخلق شيئا من ارباك المشاهدة لا بسبب مستوى العمل بقدر طريقة عرضه او المسافة ما بينه وعمل مجاور، او حاجة الى فضاء اوسع، يمتلك هذا الفنان طاقة كبيرة في تنفيذ اعماله على نحو من العفوية التي تحركها مكتسباته ومشاهداته وعلاقته الحميمة بزملائه في الجماعة، تضمن معرضه اعمالا ملفتة تفرقت بين مجموع الاعمال وتصدرت لوحة كبيرة المساحة القاعة الكبرى، كانت اللوحة محاولة للتعبير عن القدرة على التعامل مع مثل تلك المساحات التي اشتغلها في معرضه الاول، وقد كانت اكثر اناة وحسابا مثل زميله.
المصوف والضامن اسمان شابان اتفاءل بقدومهما الى الساحة بقوة على ان يتجاوزا المؤثرات الفنية التي لم تزل تصبغ تجربتيهما، ولا اشك ان لديهما القدرة على ذلك.
