DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحوار بين الزوجين

الحوار بين الزوجين

الحوار بين الزوجين
الحوار بين الزوجين
أخبار متعلقة
 
 يقول: لم أستطع فهمها، وتقول هي: لم أفهمه، وحينما تسألهما تكتشف أنهما لا يجلسان مع بعضهما، ولا يتحدثان إلى بعض، يلتقيان على وجبة الغداء، وترافقه إلى بيت أهلها، ولا يتحاوران إلا على إثر مشكلة بينهما، والنفوس مشحونة والأصوات مرتفعة. بكل تأكيد لن يفهم أحدكما الآخر ما دام الحديث بينكما معطلا، والحوار الإيجابي معدوما، وليس غريبا أن تستمر العلاقة لسنوات دون أن تفهما بعضكما، ما دمتما كذلك. حينما تُمد جسور الحوار الإيجابي بين الزوجين، يفهم كل منهما الآخر، ويعرف كل منهما ما يؤذي الآخر فيجتنبه، ويكتفي كل منهما بشكوى الآخر إليه لا إلى الآخرين، ما دام سيجد أذنا تصغي، وقلبا مفتوحا. مفهوم الحوار لا يقتصر على النقاش في المشكلات، ولا على الحديث عن أهداف الأسرة ومشاريعها، ولا على مشاعر الامتنان تجاه معروف قدمه الطرف الآخر، ولا على جلسة سمر يتذكران فيها أجمل أيامهما، إنه يشمل كل هذه الأمور؛ ثناء وعتاب وذكريات ومشاريع، ومسامرة. إن الحوار بين الزوجين هدف بحد ذاته، بغض النظر عن موضوعاته، فهو يبصر كل منكما بطبيعة الآخر، وهو فرصة للتنفيس عما في النفوس، وهو لوحات جميلة تزيّن بها جدران العلاقة الزوجية، كما أنه يشعر كل منهما باهتمام الآخر به، وحرصه عليه. إن الحوار صمام أمان للعلاقة الزوجية، وطارد للملل وكاسر للرتابة، إنه يعرفك على الآخر وعلى مفاتيح قلبه، ويختصر لك طريق الحل للمشكلات التي تنشأ بينكما. إن الحوار لا يكون مثمرا ما لم تكن النفوس مهيأة له، باختيار الوقت المناسب، فمن غير المناسب أن نتناقش في المشكلات بعد رجوع أحدنا من عمله، ولا وهو يستعد لخروج، أو ذهنه مشغول بأمرٍ ما، وفكره مشوّش، وحتى جلسات الأنس والمسامرة لا بد من اختيار الوقت المناسب لها. ولن يؤتي النقاش ثمرته؛ إذا كنا أو أحدنا في حالة انفعال، من غضب أو بكاء، بل لا بد أن نكون في حالة هدوء، ومتى ما رأينا أن النقاش احتد، والصوت ارتفع، فلنتوقف عن النقاش، وليقل أحدنا للآخر: علاقتي بك أهم من هذا النقاش، فلنؤجله لوقت آخر. إن الحوار لا يعني أن يلزم أحدنا الآخر برأيه، لكن من حق الزوج أن يلزمها على ما يرى فيه المصلحة مما لا معصية فيه، وذلك بما له عليها من قوامة. لا تجعلا غرفة النوم محلا للنقاش في مشكلاتكم، حتى لا تتحول إلى حلبة صراع، أو قاعة محاكمة. لا تفسرا المواقف والكلمات تفسيرا سلبيا، لمجرد اعتقادكما ذلك، فإذا لم نجد للتصرف محملا حسنا، فلنسأل الطرف الآخر عن قصده، فقد يتضح لنا غير ما كنا نعتقد، لماذا دائما يقول أحدنا للآخر (أنت تقصد..) ولا يكون القصد إلا سيئا؟! إذا أبدى الطرف الآخر بعض الملاحظات عليك، فلا تقدم له أي ملاحظة عليه، بل ناقشه في ملاحظاته، وتقبلها بصدر رحب، وأجّل ملاحظاتك لأيام أو أسابيع، حتى لا تكون الجلسة تبادل اتهامات. مما يشجع الطرف الآخر على الاستمرار في جلسات الحوار، أن تكون كلماتي طيبة منتقاة، وأن أكون مستمعا جيداً، وآلا أقاطع حديثه، ولا أستأثر بالحديث عنه، وأحترم ذاته، ورأيه، وإن اختلفت معه.