DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الدخان يتصاعد من مدينة كسب عقب قصف وغارات أسدية

عرين الأسد في مرمى نيران الثوار وإصابة العشرات بغاز سام في حماة وإدلب

الدخان يتصاعد من مدينة كسب عقب قصف وغارات أسدية
الدخان يتصاعد من مدينة كسب عقب قصف وغارات أسدية
أصيب العشرات ومن بينهم أطفال ونساء جراء قصف بغازات سامة في بلدتي كفر زيتا قرب حماة والتمانعة في ريف إدلب، بينما سقط عدد من القتلى والجرحى جراء سقوط قذيفة هاون بالقرب من حافلة غربي العاصمة دمشق، وسط تواصل الاشتباكات على عدة محاور، فيما وصلت الحرب بعد ثلاث سنوات من انطلاقها الى الملاذ الآمن لداعمي نظام الاسد في الساحل، ما بدد الإحساس بالأمن النسبي، فيما يواصل حزب الله غرقه في المستنقع السوري.غازات سامةوفي التفاصيل، قالت مصادر في المستشفى الميداني ببلدة كفر زيتا السورية بريف حماة: إن البلدة تعرضت لقصف بالغازات السامة لليوم الثاني على التوالي. وقال ناشطون: إن نحو ثلاثين شخصا بينهم نساء وأطفال أصيبوا بحالات اختناق بغازات سامة في كفر زيتا جراء قصف شنته قوات النظام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن البلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، في حين اتهم التلفزيون الرسمي السوري جبهة النصرة بالهجوم "بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفر زيتا" قائلا إن الهجوم أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أكثر من مائة من أهالي البلدة بحالات اختناق. وبيّن رئيس الهيئة الطبية في حماة وريفها الدكتور حسن الأعرج أن النظام السوري استهدف كفر زيتا بالغازات السامة، بعد ما أسماها الهزائم التي مني بها مقاتلو النظام في مروك (ريف حماة) وخان شيخون (ريف إدلب) مشيرا إلى أن هذا القصف بمثابة رد على "ضربات قاصمة" وجهتها المعارضة. وفي حماة أيضا، قالت المؤسسة الإعلامية امس إن الطيران المروحي ألقى البراميل المتفجرة على مدينة كفر زيتا. وذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي قصف مدينة مورك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف المدينة. على صعيد متصل، قال ناشطون إن عدة أشخاص أصيبوا باختناق جراء قصف بغازات سامة على بلدة التمانعة قرب بلدة خان شيخون في ريف مدينة إدلب. وفي إدلب كذلك، قالت شبكة سوريا مباشر إن مقاتلي معركة "صدى الأنفال" يستهدفون بقذائف الهاون عناصر جيش النظام في معسكر الخزانات في خان شيخون، بينما تم إلقاء برميل متفجر على كفر عين القريبة من خان شيخون. كما اندلعت امس اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام على الطريق الدولي على أطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي. وفي دمشق، أفادت شبكة سوريا مباشر بوقوع قتلى وجرحى جراء سقوط قذيفة هاون بالقرب من حافلة نقل داخلي على طريق بيروت غربي العاصمة دمشق. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في حي القابون، بينما سقطت قذيفتا هاون على حي المالكي وقرب ساحة الأمويين بدمشق. وفي ريف دمشق، قال اتحاد التنسيقيات إن الطيران المروحي ألقى البراميل المتفجرة على مدينة داريا بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف وسط اشتباكات عنيفة على الجبهة الجنوبية للمدينة. وفي حلب، قتل ثلاثة اشخاص على الأقل- بينهم طفلة- وسقط عدد من الجرحى جراء إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة على حي الشيخ فارس بحلب، وسط قصف بالدبابات وقذائف الهاون تجمعات ومعاقل جيش النظام في حي الراموسة بالمحافظة ذاتها.عرين الأسد وعلى مدى ثلاث سنوات ظل سكان المحافظات السورية المطلة على ساحل البحر المتوسط يتابعون من ملاذهم الآمن الحرب الأهلية المستعرة في المناطق البعيدة عن الساحل، وهي تمزق أوصال البلاد، وتقتل عشرات الالاف، وتدمر مدنا لها تاريخ عريق.  لكن هجوما بدأه قبل ثلاثة أسابيع مقاتلو المعارضة في شمال محافظة اللاذقية، معقل الأقلية العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، قرب المعركة شيئاً فشيئاً، وبدد ذلك الإحساس بالأمن النسبي، فيما يواصل حزب الله غرقه في المستنقع السوري. وقالت امرأة علوية شابة، وهي ترشف القهوة مع خطيبها في أحد مقاهي اللاذقية، على مسافة 50 كيلومتراً إلى الجنوب من الموقع الذي أقام فيه المقاتلون أول موطئ قدم لهم على الساحل السوري بجوار الحدود التركية: «يمكنهم أن يمحونا. حتى من يؤيدهم منا». ورغم أن الأسد الذي يعيش في دمشق على مسافة 300 كيلومتر إلى الجنوب يبدو أكثر ثقة في الصمود والبقاء فقد فرضت تقلبات الحرب الأهلية بما تحمله في طياتها من فوضى نفسها، حتى على أكثر الأماكن أمنا في البلاد، بينما ظل البحث عن الجواسيس والخونة والخسائر في صفوف الموالين للأسد، يعكر الحياة اليومية.  وحتى قبل أن تصل أصداء القصف إلى المدينة الوادعة كان ثمن الحرب جليا من مواكب الجنازات اليومية للقتلى من الجنود ورجال الميليشيا المؤيدة للأسد.الحرب على أعتاب الساحل وقالت امرأة تدعى ياسمين، نشطت في معارضة الأسد في اللاذقية: «الجميع يرسل أولاده لخوض الحرب في مناطق أخرى من سوريا، وكل يوم نسمع صفارات الإنذار ومواكب جنازات أولئك الجنود». لكنها أضافت: ان وصول الحرب إلى أعتاب المدينة هز الأعصاب، وقالت: «كنا نظن أننا معصومون بشكل ما، وأن المقاتلين لن يصلوا إلينا قط. لكن هذا ليس صحيحا». وقالت ياسمين: إن مباني مدرسية اكتظت باللاجئين العلويين الذين فروا من قراهم إلى الشمال ولجؤوا إلى المدينة، وهو مشهد مألوف في مناطق أخرى من البلاد، لكنه يمثل ظاهرة جديدة على الساحل. وأضافت: «الآن أصبحوا مثل كثيرين غيرهم من النازحين السوريين».  في المرمى وبدأ القتال الذي جلب الخوف معه إلى اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع، عندما دخل مقاتلو المعارضة من تركيا، واستولوا على المعبر الحدودي عند قرية كسب، التي يسكنها مسيحيون من الأرمن، وهي آخر معبر حدودي من تركيا إلى الاراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.  واستولى المقاتلون أيضا على شاطئ صغير على مقربة ليصبح لهم أول موطئ قدم على ساحل البحر المتوسط، الذي يمتد مسافة 250 كيلومتراً وهي خطوة رمزية إذ لا تمثل مكسباً عسكرياً ذا بال. وخاض مقاتلو المعارضة قتالاً ضد قوات الأسد للسيطرة على تلال المدينة والتي تشمل موقعاً لاتصالات الأقمار الصناعية يعرف باسم نقطة المراقبة 45. ويقول سكان مدينة اللاذقية، وقد انتابهم التوتر: إن نيران المدفعية الثقيلة يمكن أن تصيبهم بكل سهولة من ذلك الموقع. وقال طبيب أسنان شاب في وسط المدينة: «لن يهم إذا كنت معهم أم لا؟ فقذائف المورتر لن تميز أحدا. وإذا وصل المقاتلون هنا فلن يتمهلوا للتمييز بين من معهم ومن عليهم». وفي نقاط التفتيش الكثيرة التي تقيمها القوات الحكومية على الطريق الساحلي الرئيسي يدقق مسلحون في بطاقات الهوية بحثا عن أي مؤشرات على ديانة المسافرين وميولهم السياسية. وينحدر أغلب أفراد الأمن وكبار الضباط العسكريين في المنطقة الساحلية من القرى العلوية في المنطقة ولهم خبرة واسعة في رصد الغرباء. «مالك تبدو مرعوبا؟» خرجت هذه الكلمات من فم أحد رجال أمن الدولة المسلحين لطالب جامعي متوتر بحافلة عامة بين اللاذقية وطرطوس. وأخذ بطاقة الهوية من الشاب لفحصها على الأجهزة الالكترونية ومعرفة ما إذا كان مطلوبا لأحد أجهزة الاستخبارات العديدة في سوريا. استغرقت هذه العملية عدة دقائق لكنها تبدو دهرا لأن كثيرين اعتقلوا منذ بدأت الانتفاضة بعد فحص أوراقهم بل إن بعضهم اختفى تماما بكل بساطة. ويقول بعض أهالي المنطقة: إنهم بدؤوا يرون رجال ميليشيا شيعية عراقيين على امتداد الساحل لدعم صفوف القوات السورية على ما يبدو. وانضم عراقيون إلى قوات من حزب الله اللبناني وإلى مستشارين وقادة من ايران القوة الشيعية الرئيسية في المنطقة لمساعدة الأسد.عنف طائفي وزاد موت هلال الأسد، ابن عم الرئيس، الشهر الماضي، من الإحساس الجديد بعدم الأمان بين الموالين للحكومة في المحافظات الساحلية. واشتد جو التوتر المحموم على امتداد الساحل بفعل شائعات عن فظائع ارتكبها مقاتلو المعارضة بين المسيحيين من بلدة كسب الأرمنية تداولها الأرمن المقيمون في الخارج، وذلك رغم جهود المقاتلين في نفي هذه الاتهامات.حزب الله في المستنقع ويواصل مرتزقة حزب الله غرقهم في المستنقع السوري، فقد تسللت قوات خاصة إلى مناطق سورية يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالقرب من الحدود اللبنانية، ليراقبوا المقاتلين وهم يخرجون ويدخلون إلى منزل مكون من طابقين، قبل أن يدخلوا المنزل خلسة ويزرعوا قنبلة شديدة الانفجار. وفي صباح اليوم التالي، فجروا المنزل أثناء اجتماع بين خبراء متفجرات وأربعة مهاجمين آخرين، ليتحول المكان إلى أنقاض في غضون ثوان. العملية التي شهدتها منطقة القلمون غربي سوريا أواخر الشهر الماضي، ونفذها مقاتلون من جماعة حزب الله الشيعية المسلحة، حسبما أفاد مسؤولون لبنانيون قريبون من المسلحين للأسوشيتد برس. ويقول مسؤولون: إن حزب الله لجأ إلى تكتيكات جديدة متنوعة، لاسيما عمليات خاصة معقدة، للإيقاع بمقاتلي المعارضة. وهدف الاستراتيجية الجديدة، التي تعتمد على هجمات الكر والفر وبعثات الاستطلاع، هي مساعدة الأسد على التشبث بالسلطة، وتقليل خسائر حزب الله، فضلا عن التصدي للمجموعات التي تريد تنفيذ هجمات داخل لبنان ذاتها. وفي هذا السياق، يقول تشارلز ليستر، وهو محلل في مركز بروكنغز الدوحة: «يدرك حزب الله جيدا المحدودية النسبية لقوته البشرية.. ولذلك فإن استغلال القدرة على إلحاق الضرر بالعدو من دون موارد كبيرة، يعد تطورا استراتيجيا طبيعيا». وقال مسؤول: إن حزب الله ربط أيضا الأراضي السورية التي يوجد بها بقواعد تابعة له في لبنان، عبر شبكة اتصالات ثابتة مؤمنة، يستخدمها في الداخل اللبناني منذ سنوات. ويتجنب المقاتلون استخدام هواتف المحمول أو أية معدات أخرى يسهل مراقبتها، حسبما أفاد المسؤول.  ويقول ليستر: «عمليات حزب الله الاستهدافية والسرية في العمق السوري ليست تطورا مفاجئا، فرغم كل شيء تشمل تدريبات حزب الله كل القدرات الضرورية لمثل تلك العمليات، وهناك سابقة لتطورات تكتيكية مشابهة، خاصة ضد اسرائيل». ويضيف ليستر: ان الهجوم «يتيح لقواته توسيع قدراته على شن عمليات لتضم هجمات سرية نوعية على البنية التحتية للعدو وكبار قادته».  وابلغ ناشط معارض في القلمون يستخدم اسم عامر القلموني الأسوشيتد برس أن الرجال الثلاثة، وهم جزء من الوحدة الهندسية، قتلوا أثناء إعدادهم قنبلة، ولم يلقوا حتفهم في عملية شنتها القوات السورية أو حزب الله.