اكتسب نائب رئيس الشرطة والأمن العام بإمارة دبي، ومسؤول الأمن القومي، قائد شرطة دبي السابق الفريق ضاحي خلفان تميم شهرة جديدة، غير شهرته الأمنية، التي أثبت خلالها أنه شخصية قيادية كفؤة، نالت رضا القيادة والشعب الإماراتي.
والشهرة الجديدة وإن كان لها نافذة كبيرة على الأمن، فقد برزت تصريحات خلفان في الآونة الاخيرة، لتظهره كلاعب سياسي أمني يوجه صواريخه المباغته والعلنية للخصوم، وأجمل صواريخ خلفان وقذائفه مزودة بشحنات معلوماتية وعلى نظام المكاشفة، المكاشفة التي لم يعتدها البعض، ولهذا كان خلفان واضحا في تحليلاته ورؤاه السياسية والامنية، والجميل ان خلفان وهو قائد شرطة وأمن، يحمل داخله رؤية تؤكد ان التكامل الأمني الخليجي حاجة أساسية، وان أمن واستقرار الإمارات من أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، والعربي أيضا.
ابوفارس شخصية أمنية من طراز رفيع، تعلم الأمن على مقاعد الدرس والجامعات والأكاديميات العريقة، نال العديد من الشهادات والجوائز التقديرية، وأخذ العديد من الدورات الأمنية المتخصصة.
ولا يمكن الحديث عن قائد شرطة دبي، دون التوقف عند شخصية الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، فلو كان ابوتميم في دول جمهوريات الموت والموز العربية، لوجد كثيرين يؤيدون عزله ولجمه، بحجة المهنية، وعدم التدخل في قضايا السياسة الخلافية، لكن ابوتميم كان يتكئ دائما إلى جدار صلب، ولهذا أصبح قائد شرطة دبي مشاركا وفاعلا في ساحات التواصل الاجتماعي، فقد قلنا منذ زمن بعيد إن هناك علاقة عضوية وراسخة بين الأمن والإعلام والتنمية، ولا يصح لأي جهاز أمني الابتعاد عن التعامل مع المعطيات الجديدة، ولعل ما ذكره جون كوهين وكيل وزارة الأمن الوطني الامريكية في محاضرته الأخيرة في معهد واشنطن في 26/3/2014 إن الامن يجب ان يكون شراكة مع المجتمع المحلي؛ ليؤسس لمجالات حماية وحصانة داخلية، لا تقوى على تحقيقها الاجهزة الامنية، كما ان اتجاهات العنف والتطرف اصبحت اكثر تعقيدا عما كانت عليه في السابق، خاصة مع استخدامات التواصل الاجتماعي الجديدة، ففي العالم الافتراضي أنت لا تستطيع أن تترك هذه الساحة ليملؤها التطرف والإرهاب، ففي السابق كان أصحاب الميول العنفية لكي يخططوا كان عليهم ان يلتقوا وان يتواصلوا واقعيا مع بعضهم البعض، لكن على المساحات الافتراضية، هناك لغة جديدة وسريعة، فالسلوكيات التي كان من الممكن رصدها في العالم الواقعي والفعلي ويتم الابلاغ عنها، فهي ليست كذلك في العالم الافتراضي.
ابوفارس ناشط مدجج بثقافة امنية وسياسية عالية، يدك مواقع الخصوم بقوة غير معهودة، وبجرأة متناهية، يلقي حجارته في الماء الراكد ويثير غبار الاسئلة، ويستنهض همم الشباب في اطار الامن القومي الخليجي، ولهذا تحقد عليه جماعات كثيرة، اعتبرت نفسها ذات يوم محتكرا للمنابر الدينية والاعلامية، وان غيرها لا يملك الوعي ولا الشرعية كي ينال منها علنا، لكن خلفان هذه المرة لديه جيش إلكتروني مدجج بأسلحة الوعي، يدافعون عن أمن بلادهم، في مختلف المواقع والساحات، فالأمن لم يعد جهاز شرطة وأمن فقط، الأمن أصبح عملية متشابكة ومتعددة ولا يمكن تحقيق الهدف الأمني دون وجود من هم مؤهلون للمواجهة والاحتكاك والاشتباك مع الآخر، كل حسب سلاحه، لتعرية أفكارهم التي خدعونا فيها لسنوات طوال.
ليال مع القرضاوي والإخوان
لسنوات طوال احتكر الإخوان الإعلام والمنابر، استغلوا طيبة اهل الخليج واقترابهم الطبيعي من رجال الدين، لكن خديعتم لم تنطل على أحد، ظهروا كالأفاعي، يهدفون شق وحدة المجتمع، أصابهم شبق السلطة في مقتل عظيم، واعتقدوا أن بمقدورهم تحريك الناس عبر شاشة القنوات الفضائية، حتى اكتسب الشيخ يوسف القرضاوي لقب أمير الفتنة، وبعضهم منحه لقب المرشد الأعلى لقناة الجزيرة، كانت خطاباته تتوازن وحركة السياسة، أحيانا تتقدمها عندما تكون بحاجة ماسة لغطاء شرعي، وأحيانا يتأخر عنها، ان تطلب الأمر موقفا شجاعا لا يقدر عليه.
وعندما اتخذت الإمارات قرارها، بترحيل بعض الإخوان واعتقال بعضهم، كان شيخ الجزيرة، وبقرار عاجل، يخرج الإمارتيين دولة ومجتمع من دار الإسلام، لكنه لم يتوقف عند الدور الاماراتي باحتظان مشايخ الاخوان مصريين وسوريين، فمن لم يحترم ويتأدب بآداب الضيافة، ويخرج في مظاهرات ضد دولة شقيقة، أو يتلفظ عليها وعلى مسؤوليها، وينظم تنظيما سريا هدفه ضرب مقومات الامن والاستقرار في البلاد، فان ذلك كله ليس له معنى في قاموس القرضاوي، بعدما اخذته الصرخة في واد غير ذي زرع، والمكابرة والعزة بالإثم، عندما اعتقد وحلم ذات يوم انه الخليفة، وان ما يسمى بالربيع العربي هي انصاف للاخوان المسلمين الصابرين وفقا لفقه القرضاوي، كان يظن ان الايام قادمة، وانه سيصبح عما قريب المرجعية الشرعية للحكم الجديد، لكن تلك أمانيهم.
وفي مواجهة ساخنة، سدد الفتى الخليجي خطاه، مؤكدا وعبر تويتر "سنصدر مذكرة إلقاء قبض على القرضاوي، وعلى كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف. سألاحقه بحكم العدالة، ما بقى يشتم إلا فينا.. شتم العالم كله القرضاوي.. لم يبق ولم يذر.. ونسي يوم أن هرب مع فتاة سراً.. تاريخه أسود في الجزائر، ارتكب حماقات شنيعة، متى رمينا السوريين في الشارع؟ تنقل إليه أخبار كاذبة فيصدقها مع الأسف، وهو رجل دين عليه ألا يتسرع في الحكم على عباد الله." ويصل قائد الشرطة الى ان القرضاوي من نسل الاخوان وثقافتهم الارهابية والبلطجية مؤكدا ان القرضاوي يرى بان علينا السمع والطاعة فقط، ومنطقه "يا تخلوا تنظيم الإخوان يأخذ راحته أو أشتمكم في الجزيرة وفي خطبة الجمعة"
وكعادته دائما يضرب في العمق ويحدث صجة كبيرة، ويعيد التوازن لاعلام اغتيل على يدي خريجي ابوزعبل والمقطم وليمان طره.
ضاحي خلفان يؤكد ومن على منابر الصحف المصرية، ان الاخوان جماعة ماسونية هدفها تفتيت مصر والدول العربية، وأن الإمارات تتبع جميع أرصدتهم وتحويلات أموالهم في كل مكان وهناك أيضاً تعاون من جانب دول الخليج؛ للحد من أنشطة الإخوان، كما أن قوة ومنعة مصر هي قوة للعرب وإذا سقطت مصر -لاسمح الله- سقط العرب معها.
وقال للأهرام المصرية مؤخرا، جماعة الاخوان تخطط لخلق إشكالية في صفوف القوات المسلحة المصرية، كما فعلت في الجيش السوري، لكنه أثنى على الجيش المصري، وقال: إنه قوي ومتماسك، ولديه خبرة وتجربة كبيرة في المجال العسكري لا يستهان بها ولا يستطيع أحد أن يعبث به، موضحا بان ثمة تعاونا أمنيا بين الإمارات ودول الخليج ومصر في مجالات مكافحة الجريمة وملاحقة المتهمين، وقال: إنه ونتيجة للتحديات الضخمة التي تواجهها المنطقة أصبح هناك تعاون أكبر في المجالات الأمنية بعد ما تكشف لنا خطط تفتيت الوطن العربي".
ولم يجد الاخوان المسلمون إلا سوى اتهامات للرجل، وعلى طريقة المنظمات اليهودية، وذلك باتهامه بالذهاب إلى تركيا وعدد من رجال الأمن الإماراتيين لقضاء ليال حمراء فيها، ولم يعلموا ان رجل الأمن على استعداد لأن يفتش غرفة نوم زوجته إن اقتضى الأمر، إن لم يكن قد فعلها حقيقة، وان خلفان ابوالكاميرات التي كشفت غباء الموساد الاسرائيلي، لا تفوته هذه القضايا ولا يفوته ان الامن التركي يعمل على نظام المافيات في قضايا الرقابة والتسجيل والتصوير حتى مع أقرب الأصدقاء، لا وكيف وان أنقرة تتهم الإمارات بالعمل على تخريب اقتصادها، وتقديمها رشى بالملايين، مادية وعينية دفعتها الإمارات؛ للإطاحة بحكومة رجب طيب أردوغان وتدمير الاقتصاد التركي.
أمن الخليج واخوانه
حذر مبكرا من مخططات الاخوان المسلمين، مخططاتهم بالسيطرة على دول الخليج، كشف امام مؤتمر الامن الخليجي ما لم يكشفه مسؤول آخر، ابان للناس مخاطرهم، وجنون عظمتهم، وجانبا مخفيا من اتصالاتهم، قال انهم خططوا واستعدوا الى وقت قريب، الى العام 2016، وقال في احدى تغريداته المثيرة: اجتمع الاخوان في اسطنبول وقرروا الاطاحة بأنظمة الحكم في دول الخليج، واضاف: ان احدا منهم وهو لبناني الجنسية كشف أوراقهم ومخططاتهم، التي سنكون لها بالمرصاد من الكويت إلى عمان، ونتعهد نحن رجال الأمن بإفشال مخطط الإخوان في الخليج نهائياً. خليجنا ستتحطم عليه حركة الإخوان.
كما غرّد ضاحي خلفان قائلاً إنه "إذا أعطت بريطانيا حق اللجوء لقادة الإرهاب الإخواني الذين يتم التوسط لهم، فإن الشباب الإخوانيين في بريطانيا في غضون عشر سنوات سيكونون وبالاً عليها". وأضاف: "أي دولة لها حرية احتضان الاخوان ودعم إرهابهم وتنظيمهم السري... ولكن لنا الحق في أن ندير عنها ظهورنا إلى الأبد" وقد اطلق مغردون إماراتيون وخليجيون على "تويتر" هاشتاق "ضاحي خلفان يمثلني"، تعبيرًا عن تأييدهم للمواقف التي يتخذها خلفان وتشجيعاً له ليستمر في مواجهة تنظيم جماعة الاخوان الإرهابي، وجيشه الالكتروني. وقد لاقى هذا الهاشتاق زخمًا كبيرًا أشعل تويتر ومغرديه.
مع المفكر القومي عزمي بشارة
ولان لعزمي بشارة دورا وحضورا في افساد الود والوئام الخليجي، كان خلفان يعي كرجل أمن ما يخطط له هناك، في الدوحة حيث اكاديمية التغيير، ومركز عزمي بشارة للدراسات، ومعهد بروكنجز الدوحة واتصالات رئيس المعهد مع تل ابيب، فكانت تغريدة خلفان الموجهة لبشارة تقول "أكاديمية التغيير تطالب بالإطاحة بحكام الدول الخليجية الأخرى.. يا أكاديمية التغيير ألم تدر أن عند الله التدبير وليس عند شيخ الفتنة المصير"
ويضيف خلفان متحدثا الى المفكر القومي الاممي سابقا "عزمي بشارة.. أنا رجل أمن.. ما عاد لك قبول لدى الخليجيين.. ارجع من حيث أتيت.. عزمي بشارة عد الى الكنيست الإسرائيلي وقل لهم الخطة تفركشت هيا يا عزيزي.. غادر الخليج العربي غير مأسوف عليك.. المكان الصحيح لعزمي بشارة في الكنيست الإسرائيلي."
شطحات مسؤول
وفي مؤتمر أمن الخليج الذي عقد في المنامة عام 2013، صدح بلبل الخليج وعبر عن حقائق يدركها ولا يقولها السياسيون، وصف خلفان تبدلات العلاقة مع الامريكان وانفتاحهم على ايران، مؤكدا ان الامن الخليجي يصنعه ابناؤه اولا، وقال ان الامريكان يبحثون عن مصالحهم في المنطقة، وعلينا ان نبحث عن مصالحنا، هم دعموا الاخوان، ونحن ندعم مصر، ودورها العربي، وندعم قوة ردع خليجية.
