أولياء أمورنا -حفظهم الله- ومشايخنا الأجلاء، ذكروا وحذروا من مغبة الانزلاق في نزاعات إقليمية، لا أحد يعلم مبتغاها ونوايا من يحركها. ومع ذلك نجد من شبابنا ممن دفعتهم الحمية وغلبت عليهم العاطفة، يندفع ويسمع كلام وخطب من محرضين جهلة. وقبل أن يذهب هؤلاء الشباب إلى ساحات معارك -التي هي في الواقع أرض لتصفية خلافات بين جماعات يلهثون وراء مصالح دنيوية، لا علاقة لها بالإسلام- لم يسأل هؤلاء الشباب أنفسهم.. لماذا من غرر بهم وحثهم على الجهاد ووعدهم بحور العين في الجنة، لماذا لا يريدون الجنة والحور العين لأبنائهم. لماذا الشباب المغرر بهم لأرض نزاع فيها أناس هم أقرب للوحوش منه للإنسان، بينما أبناؤهم يتلقون العلم في أرقى المعاهد العلمية والتكنولوجية في بلاد الغرب. من أستراليا شرقا إلى أمريكا غربا.صدم الكثير من المواطنين عند رؤيتهم لاثنين من أبناء هذا الوطن الغالي يتم إعدامهما وبدم بارد لقد صدم الكثير من المواطنين عند رؤيتهم لاثنين من أبناء هذا الوطن الغالي، يتم إعدامهما وبدم بارد ليس بواسطة يهود غاصبين لأراضينا ولا نصارى متربصين بنا. بل تم إعدامهما بواسطة من يدعون انتماءهم للإسلام، بعد أن أعلن المغدور بهما، بعد أن غادرا الأراضي السعودية، أنهما ذاهبان للجهاد.
وفي نهاية المطاف، تم تكفيرهم، ومن ثم إطلاق الرصاص على رؤوسهم بواسطة من ذهبوا أصلا لنصرتهم والدفاع عنهم. أي أنهم غادروا أراضي المملكة العربية السعودية الطاهرة، أرض الأباء والأجداد دون إذن من ولي أمرنا وإمام المسلمين، وكذلك لم يستأذنوا أبا ولا أما، لينتهي بهم المطاف تحت رحمة من لا يرحم. والغريب في الأمر هو أن طريقة جلوسهما دون حراك وكأنهما يريدان الموت السريع. لأنه واضح أنهما تعرضا لتعذيب أرادا الخلاص منه.
بكل أمانة وصدق، فلقد بلغ السيل الزبى، وأتى الوقت الذي يجب فيه محاسبة كل من أفتى أو حرض على ذهاب شباب في عمر الزهور إلى ساحات قتال مشبوهة، مخالفين أوامر ولي الأمر، وضاربين بفتاوى علمائنا الأجلاء عرض الحائط.
إنه لشيء مؤلم أن نرى المسلم يقتل أخاه المسلم، الذي شدد الإسلام على حرمة دمه، وجعل حرمة دم المسلم أعظم من حرمة حجر الكعبة. وأصبح العدو المتربص للإسلام ينشر ما يحدث في بلاد المسلمين من مجازر وقتل وحشي ليستخدمة أداة رخيصة لتشويه سمعة الإسلام، وتشكيك كل مؤمن في سماحة الإسلام. ولا ندري، فقد يكون ما حصل للبعض من ضرر هو نفع في المستقبل لكل شاب بأن يفكر ألف مرة قبل عصيان ولي الأمر. وأما من قضوا في هذه الفتن فنسأل الله لهم الرحمة والمغفرة ولأهلهم الصبر والسلوان.