قال تقرير حديث أعدته شركة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة إن الذهب سجّل أكبر خسارة أسبوعية له منذ بداية العام بنسبة هبوط تجاوزت 3.5% أو ما يعادل 42 دولارا لتنهي بورصة نيوميكس نيويورك تداولات الأسبوع عند مستوي 1336 دولارا للأونصة.
وأوضح التقرير أن الذهب تأثر بنسبة كبيرة بالبيانات الاقتصادية الصادرة من الفيدرالي الأمريكي مساء الأربعاء الماضي وظهرت الأسواق في صدمة من الشفافية والصراحة التي تضمنها حديث جانيت يللين رئيسة الفيدرالي الأمريكي تعقيبا على القرارات الصادرة.
وذكر التقرير أنه وعلى الرغم من أن البيانات كانت مفاجئة للمتابعين إلا أنها حددت بشكل كبير اتجاهات الأسواق خلال الفترة المقبلة والسياسات المالية المحددة لها حيث تم تخفيض التيسير الكمي الى 55 مليار دولار مع استمرار هذا التخفيض حتي اكتوبر القادم وكانت المفاجأة بإمكانية رفع أسعار الفائدة بعد ستة شهور من انتهاء خطة تخفيض التيسير الكمي (أبريل 2015) واعتماد مؤشرات نمو الاقتصاد الأمريكي على معايير أخرى مصاحبة لنسب البطالة وبيانات سوق العمل مثل معدلات التضخم والناتج القومي، واستفاد الدولار من هذه القرارات وصعد بقوة أمام اغلب العملات الأوروبية مثل اليورو 1.37 دولار والاسترليني 1.64 دولار كما أن الاستثمارات والاسهم المقومة بالدولار استعادت عافيتها بالصعود نهاية الأسهم لتحقيق مكاسب غابت عنها منذ اسابيع واستمرار خطة الفيدرالي على هذا النهج دون انتكاسات وبيانات عكسية قد ترسم بالأسواق تعافيا نهائيا للاقتصاد الأمريكي من التأزم العالمي وتبعد عنهم مخاوف التصنيف السلبي من وكالات التصنيف العالمية، وتحول السيولة نهاية الاسبوع الماضي الى الدولار والأسهم امر طبيعي لعودة شهية المخاطرة والرغبة في استثمارات الاسهم والسندات وعدم الحاجة للتحوط أو التحصين بالذهب، ولهذا هبط الذهب من اعلى مستوى حققه خلال الاسابيع الماضية الى مستوى 1322 دولارا يوم الخميس، وساعدت عمليات الهروب وجني الارباح على هذا الهبوط، ولكن عودة الأونصة لمستوى 1336 دولارا قبل الاغلاق قد يكون اشارة على ثبات المعدن الأصفر بفعل الطلب الفعلي، ويؤكد أن بريق المعدن الأصفر لن يفقد ثقته بسهولة مهما تنوعت مناخات الاستثمار، والشاهد على هذا الثبات ان الأخبار الجيوسياسية ما زالت تخيم على الأجواء وأنباء الصراع في جزيرة القرم ما زالت تحتل عناوين الأخبار، والذهب في انتظار أي بوادر تأزم سياسي ليعود الى قممه السابقة.
