كشف رئيس الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود، عن إنشاء أكبر محمية بحرية بالمملكة بالإضافة إلى الجانب البري في المحمية بحلول نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل كأبعد تقدير، وستكون بمنطقة تبوك بمساحة تقارب 200 كيلو وتقع (من جنوب حقل إلى شمال رأس الشيخ حميد)، مبينا أن هناك ما يقارب 13 جهة حكومية تعمل حاليا على الانتهاء من الدراسة البيئية للمحمية.
وقال الأمير بندر بن سعود في حوار مع «اليوم»، إن ملف الشرطة البيئية تمت دراسته قبل فترة طويلة من قبل مجلس الشورى والآن هذا الملف لدى الجهات المختصة وسيكون هناك اقرار لهذا الملف قريبا.
وأضاف «هناك تنسيق مسبق مع وزارة التربية والتعليم حول أهمية توعية الطلبة بالحياة الفطرية، بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به وزارة الزراعة ورئاسة الإرصاد وحماية البيئة بهذا الجانب».. وفيما يلي نص الحوار:
- أين وصلت جهودكم في انشاء الشرطة البيئية وخاصة في ظل مطالبات المجتمع بتواجدها في الكثير من المحميات؟ملف الشرطة البيئية تمت دراسته منذ سنوات من قبل مجلس الشورى من خلال دراسة أسس عمل الشرطة البيئية وحدود واجباتها ومهامها، وتم فتح الملف مرة أخرى قبل فترة وهو حاليا لدى الجهات المختصة لإقراره ونحن نرى أن الشرطة البيئية أمر ضروري ومهم في الوقت الراهن، وخاصة بعد ظهور بعض المقاطع المسجلة للإساءة للبيئة من خلال ممارسة التفحيط بإحدى الروضات والتي استنكرها المجتمع بكافة أطيافه.
- ماذا عن إنشاء محميات جديدة تحت مظلة الهيئة السعودية لحماية الفطرية؟نحن نعمل تحت مظلة المنظومة السعودية للمحميات، وهناك الكثير من المحميات بالمملكة التي تشرف عليها الهيئة السعودية للحياة الفطرية، وسيكون هناك إعلان بنهاية العام أو بداية العام المقبل حول محمية «خليج العقبة» والتي تقع بمنطقة تبوك بمساحة 200 كيلو (من جنوب حقل إلى شمال رأس الشيخ حميد)، وهي تعتبر أكبر محمية بحرية في المملكة، وبها جزء في الجانب البري، ونحن نعمل حاليا مع 13 جهة حكومية بالإضافة إلى مواطنين للدراسة البيئية للمحمية.
- ماذا عن برامج التوعية التي تقوم بها الهيئة تجاه البيئة بالمملكة ومدى رضاكم عنها؟من أقل حقوق الإنسان في الوطن حصوله على التوعية قبل المساءلة ولكن اتمنى ألا تكون التوعية شماعة للأخطاء بحق البيئة، أنا شخصيا اتفهم أهمية التوعية بطور التربية لأن السنوات الثماني عشرة الأولى للإنسان هي تحصيل توعية حقيقية وجيدة من قبل الوالدين والمدرسة والبيت، فزرع القيم وزرع المبادئ يأتي بالسنوات الاولى من حياة الإنسان وأنا أؤكد على أهمية التوعية ولكن الأهم هو تطبيق النظام فهو الأكثر قدرة على حماية الحياة الفطرية وهذا من تجربة شخصية ومن تجارب آخرين نقلت لنا من الكثيرين، فيما أؤكد لك أن الكثير من الدول المتقدمة ودول العالم الأول لا يوجد بها الكثافة ببرامج التوعية ولكن غرس المبادئ والقيم التي تجعل من الحفاظ على البيئة حقا للوطن والمجتمع وأهمية النظام الذي يساعد على حفظ حق الأجيال في المكان.
تتعاون الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية مع وزارة التربية والتعليم من خلال إدراج حزمة من المواضيع في بعض المواد المدرسية التي تتحدث عن أهمية الحياة الفطرية، ونحن نتشارك بهذا المجهود مع جهات حكومية أخرى مثل وزارة الزراعة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة - هل هناك تنسيق مع وزارة التربية والتعليم لغرس مبادئ المحافظة على الحياة الفطرية والبيئة بنفوس الطلبة الصغار؟تتعاون الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية مع وزارة التربية والتعليم من خلال إدراج حزمة من المواضيع في بعض المواد المدرسية التي تتحدث عن أهمية الحياة الفطرية، ونحن نتشارك بهذا المجهود مع جهات حكومية أخرى مثل وزارة الزراعة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالإضافة أنه لدينا الكثير من البرامج والتي من أبرزها زيارة المدراس التي تكون قريبة من المحميات بمختلف مناطق المملكة لتلك المحميات والوقوف على العمل هناك والحصول على التوعية، في نفس الوقت اتصور خلال السنوات العشر الأخيرة كان هناك عمل كبير من ناحية التوعية وزيارة البرامج المتعلقة بالحياة الفطرية، وهذا جزء من عملنا، وكان هناك وفد طلابي من معهد العاصمة النموذجي بالرياض قسم الأحياء بالمرحلة الثانوية بزيارة لمحمية الوعول التابعة للهيئة السعودية للحياة الفطرية، يأتي ذلك في إطار حرص الهيئة على تكريس مفاهيم التوعية البيئية بين الطلبة والطالبات من أجل تعريفهم بالتنوع الأحيائي للمملكة مما يساهم في زيادة وعيهم وثقافتهم بقضايا البيئة والحياة الفطرية وتكوين جيل قادر على تحمل مسؤوليات المحافظة على الموارد الطبيعية الفطرية والتصدي للمشكلات البيئية والمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لها.
- كيف ترون تعاون الجهات المختصة مع الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية بشأن تنسيق الجهود؟خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لمجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز يوجهون دائما بتسهيل وراحة المواطنين على كافة الأصعدة والحديث الدائم لنا بأهمية توفير سبل الراحة للمواطنين، ونحن بالهيئة السعودية لحماية الفطرية نعتبر انفسنا خدما لهذا الوطن ولهذا الشعب العريق، وجميع الجهات تتعاون بهذا الشأن، ومن هذا المنطلق انضمت المملكة للعديد من الاتفاقيات البيئية الدولية ذات العلاقة، ومن هذه الاتفاقيات: اتفاقية التنوع الاحيائي، ومعاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية المعروفة بمعاهدة بون، واتفاقية الإتجار الدولي في الأنواع الفطرية الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض المعروفة باتفاقية سايتس، وتمثل الهيئة نقطة الاتصال الوطنية لجميع هذه الاتفاقيات وتقوم بالدور الأكبر في التنسيق لها وتنفيذها على المستوى الوطني، ولم تتوقف الهيئة على هذه الجهود بل إنّها تسعى سنوياً لتعزيزها من خلال آليات تعاون عديدة، مثل الانضمام والتوقيع على مذكرات تفاهم والدخول في شراكات وغيرها من أوجه التعاون الأخرى، وهذا دلالة على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على توطيد روابط العلاقة والتعاون الإقليمي والدولي في مجال المحافظة على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية.
- ما البرامج التي تعمل عليها الهيئة لدعم كوادرها البشرية؟تسعى الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية إلى تدريب الكفاءات البشرية الوطنية العاملة من خلال إعداد برامج تدريبية متخصصة في مركز التدريب للمحافظة على الموارد الطبيعية التابع للهيئة، حيث يقوم المركز بوضع خطة سنوية تشمل مجموعة من البرامج التدريبية في مجال المحافظة على الحياة الفطرية والتنوع الإحيائي، تعد الخطة سنويا وفقا للاحتياجات التدريبية للإدارات ومراكز الهيئة المختلفة لغرض تطوير كوادرها والارتقاء بمستوى أدائهم، وغالبا ما يستقطب المركز مدربين ذوي كفاءة عالية في مختلف التخصصات المطلوبة من داخل وخارج المملكة، ويتم التدريب في كثير من الأحيان على رأس العمل، وخاصة في الدورات المتعلقة بالمناطق المحمية والعاملين بها.
المها العربي
