اختتم الملتقى العلمي الخامس للجمعية السعودية للدراسات الأثرية فعالياته التي أقيمت بجامعة جازان على مدار ثلاثة أيام، ناقش خلالها العديد من المحاور والقضايا الأثرية المتعلقة بالمنطقة، وقدمت فيها عدد من البحوث والدراسات العلمية في مختلف المجالات ضمن محاور الملتقى العلمية.
وأوضح المشرف على الملتقى الدكتور «فيصل الطميحي» أن البرنامج المعد مسبقًا لهذا الملتقى تضمن عددًا من الزيارات الميدانية لبعض المواقع الأثرية في منطقة جازان، قام بها الوفد والضيوف المشاركون في الملتقى، وتنوعت تلك الزيارات بين زيارة لموقع القلعة الدوسرية، وموقع «عثر» الأثري بمحافظة صبيا، إضافة إلى زيارة لموقع المدينة الاقتصادية ببيش، وزيارة موقع القرية التراثية بمدينة جازان، وأشاد الطميحي بالموافقة المبدئية التي أبدتها الجامعة بخصوص إنشاء فرع للجمعية السعودية للدراسات الأثرية بالجامعة، وقال الطميحي إن الملتقى أوصى من ضمن توصياته المهمة بضرورة إنشاء فرع للجمعية بجامعة جازان، مبينًا أن تنفيذ هذه الخطوة من قبل الجامعة سيسهم في دعم التعاون المشترك بين الجامعة والجمعية، من خلال تسليط الضوء على المواقع الأثرية بالمنطقة، وإتاحة الفرصة لمشاركة طلاب قسم السياحة، والآثار في التدريب العملي للكشف والتنقيب عن المزيد من تلك الآثار تحت إشراف متخصصين في مجالات التراث والآثار والتنقيب، وهو ما سيدعم تطور المنطقة في مجال الآثار أسوة بتطورها في المجال السياحي الذي تتميز به، وبين الطميحي أن إقامة هذه الدورة من ملتقى الجمعية في منطقة جازان يعد إنجازًا كبيراً لقسم السياحة والآثار بالجامعة من خلال استقطابه هذا الملتقى، لتبادل النقاشات في مجال الآثار، وإلقاء المحاضرات، وسماع المستجدات من قبل المتخصصين والمهتمين في هذا المجال، ونقل الطميحي الشكر للجامعة على لسان أعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، وجميع المشاركين من الباحثين والباحثات في فعاليات الملتقى العلمي الخامس.
يذكر أن الجلسة العلمية الأولى للملتقى، والتي قدم من خلالها عدد من الباحثين أوراقهم العلمية، حيث ناقش عبدالعزيز الغزي في ورقته «فخار العصر الحجري الحديث في المملكة العربية السعودية في ضوء الاكتشافات الحديثة في منطقة جازان»، فيما قدمت الدكتورة هتون الفاسي ورقة بعنوان «جازان من خلال حملة إيليوس جالوس على بلاد العرب، وعلاقتها بالأنباط»، وقدم الدكتور رضا كمال «أضواء تاريخية على نقش لاتيني من منطقة جازان في العصر الامبراطوري الروماني»، واختتم الجلسة الدكتور محمد الذيبي ملقيًا الضوء على العديد من الشواهد الأثرية من مواقع الآثار بمنطقة جازان، وتطرقت الجلسة الثانية في اللقاء إلى عدد من الموضوعات، حيث قدم مجموعة من الباحثين دارسة أثرية بعنوان «جازان في كتابات المؤرخين والجغرافيين والرحالة المسلمين في العصور الوسطى»، وقدم الدكتور علي العواجي ورقة بعنوان «دولة بني نجاح من خلال دينار درب عثر في زمن حباش بن نجاح»، فيما ناقش الدكتور فرج الله يوسف «المسكوكات الإسلامية المضروبة في عثر، ودورها في إعادة كتابة التاريخ»، واختتمت الجلسة ببحث للأستاذة لطيفة المغنم حول «التقارب الثقافي بين القطيف وجيزان من خلال المنجز الزخرفي بحي القلعة بالقطيف وجزيرة فرسان»، واختتم اللقاء بجلسة شارك فيها الدكتور العربي عمارة بدراسة آثارية معمارية عن «جامع الشريف حمود بأبي عريش»، وقدم محمود قرني بحثًا عن «بيوت فرسان الأثرية دراسة لأهم عوامل ومظاهر التلف، ومقترحات الترميم والصيانة بالتطبيق على بيت الرفاعي»، وقدم عبدالرازق المعمري بحثًا بعنوان «إنسان ألدوان في جزيرة سقطرى بين الفرضية والواقع»، وفي دراسة أثرية ميدانية ناقش محمد الحاج موضوع «مريمة: مدينة أثرية مجهولة على طريق القوافل التجارية العربية القديمة»، واختتمت الجلسة ببحث عن «ملامح الفكر المثيولوجي في فنون الجزيرة العربية القديمة» قدمه الأستاذ نبيل صالح الأشول، وشهد الملتقى توقيع عدد من الكتب العلمية في مجال الدراسات الأثرية، حيث وقع الدكتور سليمان الذييب أستاذ الآثار بجامعة الملك سعود أحد كتبه العلمية في هذا المجال، كما وقع محمد الفيصل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كتابه بعنوان «التجربة السعودية في البحث والتنقيب عن الآثار رحلة قصر غيلان التاريخي أنموذجًا».