DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

انعدام المنزلقات او شدة انحدارها في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة يصعب عليهم التنقل

حالة الأرصفة تزيد من معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة

انعدام المنزلقات او شدة انحدارها في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة يصعب عليهم التنقل
 انعدام المنزلقات او شدة انحدارها في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة يصعب عليهم التنقل
أخبار متعلقة
 
أنصتنا في الحلقة الماضية لصوت العلم، في حوار مع عميد كلية تصاميم البيئة، بجامعة الملك فهد د. عادل بن شاهين الدوسري، ورئيس قسم العمارة بجامعة الملك فهد الدكتور محمد بابصيل، تناولا فيه دور ووظائف الأرصفة في المدن، وكيف يجب أن تكون الأرصفة في مدننا؛ لتلعب دورا أكثر حيوية، كما استعرضا تاريخ نشأة وتطور الأرصفة عالميا ومحليا. وفي هذه الحلقة، نتناول معاناة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأرصفة، ونحاول الإجابة على السؤال المهم: لماذا تخلو أرصفة الشوارع من جميع وسائل المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة؟ ولماذا تزيد الأرصفة -بوضعها الحالي- معاناة هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع، واستطلعنا رأي أمانة المنطقة الشرقية حول تحقيق متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة. كما نتطرق إلى هموم المرأة مع الرصيف بصفتها مستخدما ذا ظروف واحتياجات فرضتها ظروف اجتماعية وحضارية خاصة. وسنرصد شكاوى المرأة ومتطلباتها، وسنأخذ آراءها في أوضاع الأرصفة الراهنة ومدى اتساقها مع ظروف المرأة. تعتبر شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة ذوي (الاعاقة الحركية، ومكفوفي البصر)، من بين أكبر شرائح المجتمع التي تعاني من سوء تصميم وتخطيط المدن وتحديدا الارصفة، لأن حاجتهم لتطبيق مواصفات الارصفة أكبر بكثير من غيرهم، كون ظروفهم الصحية تجبرهم على إتباع أقصى درجات الحرص أثناء استخدامهم للشارع والرصيف؛ ما يتطلب توفير كافة تجهيزاته خاصة خلال استخدامهم للأرصفة.  أصحاب الاعاقات الحركية إضافة إلى عدم قدرتهم بخدمة أنفسهم ذاتيا، أصبح الرصيف بوضعه الحالي عقبة تقف في طريقهم، يمنعهم من الوصول إلى المكان الذي يريدونه لقضاء حاجياتهم. واليوم، نخص أصحاب الشأن بالحديث لطرح معاناتهم في محاولة لإيصال صوتهم إلى المسؤولين وأصحاب المرافق الخاصة التي تحتاج هي الأخرى الكثير من التجهيزات؛ لتساهم في استفادة المعاقين حركيا ومكفوفي البصر منها، أسوة ببقية أفراد المجتمع. "اليوم" التقت عددا من الناشطين الحقوقيين من ذوي الاعاقة الحركية، والذين أبدوا استياءهم من الوضع الحالي الذي يعيشونه، فيما يتعلق بالخدمات والتجهيزات التي يفتقدها الشارع "الرصيف تحديدا" والذي يعتبر حلقة الوصل بين المجتمع والمكان الذي يقصده. وتساءل الناشطون عن مدى تطبيق بعض الاتفاقيات الدولية، التي وقعت عليها المملكة فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديدا (الاعاقة الحركية)، حيث أجمعوا على أنه لا شيء مما تم التوقيع عليه رأى النور على أرض الواقع حتى الآن. ولعل أبرز ما وقعت عليه المملكة فيما يتعلق بذوي الاعاقة الحركية، التوقيع على النظام الدولي لتعديل المباني، وبرنامج الوصول الشامل للتعديل العمراني، والاكواد الاربعة للمباني السعودية التي لا تزال في نظر الناشطين بعيدة عن أرض الواقع. يقول الناشط الحقوقي فواز الدخيل، من ذوي الاعاقة الحركية: إن تخطيط المدن والشوارع والمرافق الحكومية والخاصة بعيدة كل البعد عن تلبية متطلبات ذوي الاعاقة الحركية، حيث لا يزال المعاق حركيا يعاني الكثير من المشاكل التي تعيقه عن الوصول إلى عمله أو المكان الذي يريد أن يذهب إليه. ولفت الدخيل إلى أن المملكة وقعت العديد من الاتفاقيات التي تلزم المؤسسات الحكومية بتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها المعاق؛ لتلبية جميع متطلباته.

أرصفة متهالكة ويضيف الدخيل أن أرصفة الشوارع تخلو من جميع الوسائل المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، فلا منزلقات تساعد على الانتقال من وإلى الحدائق المحال التجارية والمرافق الحكومية والمستشفيات، في الوقت الذي تسعى فيه الامانات إلى الزام تلك المرافق بأمور أقل أهمية من متطلباتنا. ويضيف الدخيل: "أرصفة المحال التجارية تخلو من منزلقات عربات المعاقين فيما يضطر المعاق إلى البحث عن المراكز التجارية الكبرى التي توفر منزلقا يمكن المعاق حركيا من استخدام كرسيه في الدخول والخروج دون عناء أو مساعدة من الاخرين. وتطرق الدخيل إلى بعض المرافق الأخرى التي ترتبط بالرصيف ومدى تطبيقها لمعايير السلامة فيها: كالجوامع، والمدارس التي يضطر عندها المعاق إلى الاستعانة بأشخاص آخرين لمساعدته. وقال الدخيل: الحديث عن معاناتنا كمعاقين حركيا كثيرة بالقدر الذي يمنعنا من استخدام الارصفة بوضعها وشكلها الحالي، مطالبا الجهات المعنية (امانات المناطق) بوضع هذا الموضوع ضمن أولوياتها، والعمل على تطبيق محتوى الاتفاقيات التي وقعت عليها المملكة، فيما يتعلق بخدمة ذوي الاعاقة الحركية والبصرية. وأكد الدخيل أن 99% من المؤسسات الحكومية في الشرقية لا توفر احتياجات ومتطلبات المعاقين حركيا على الارصفة والشوارع، كإنشاء منزلقات خاصة على الارصفة وعند مداخل المرافق الحكومية أو الخاصة، إضافة إلى الاماكن العامة التي تخلو هي الاخرى من أبسط مقومات استفادة المعاق من كرسيه المتحرك. ويضيف الدخيل أن كثيرا من المرافق الحكومية تتجاهل تخصيص مسار ومنزلق خاص في مواقف السيارات الخاصة بالمعاقين؛ ما يجعل من الصعوبة الوصول إلى داخل المبنى، وذلك لبعد المواقف عن مدخل تلك المباني. وأبدى الدخيل تذمره من استغلال بعض الجهات الاماكن المخصصة لمرور عربات المعاقين حركيا، حيث تحولت هذه المسارات عند اشارات المرور إلى أماكن بني عليها أعمدة كاميرات ساهر، في ظل غياب ومتابعة أمانة المنطقة وبلدياتها. كما أشار الناشط في حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (الاعاقات الحركية) خالد الهاجري إلى أن جميع ما يتعلق بمتطلبات المعاق حركيا، لا يطبق وإن طبق بعضها فليس بالصورة والتطلع الذي يمكن للمعاق أن يستخدمه. وبين الهاجري أن غالبية الارصفة في حاضرة الدمام لا تتوافر فيها أبسط المقومات الخدمية للمعاق حركيا، مطالبا بأن يتم النظر بجدية في هذا الأمر والبدء بشكل فوري بتطبيق وتنفيذ ما ورد في كثير من الاتفاقيات التي وقعت عليها الامانات، لتسخير كافة الامكانات التي من شأنها الاسهام في خدمة شريحة ذوي الاحتياجات بكافة اعاقاتها.الرصيف ومكفوفو البصروفي ذات السياق، قال رجل الأعمال الكفيف عبدالرزاق التركي: إن حالة الأرصفة في المملكة تزيد من معاناة الكفيف وشعوره بإعاقته، خصوصا لمن قضى فترة من حياته في إحدى الدول المتقدمة، لأن الكفيف يشعر بالفرق بعد أول خطوة يخطوها في بلده عند عودته من الخارج، وتكمن الصعوبة في عدم تساوي ارتفاعات الأرصفة فتعلو وتهبط دون سابق إنذار، وهو ما يسبب ارباكا لذوي الإعاقة البصرية، كما تتم عمليات التشجير في اماكن يستخدمها المعاقون بصريا وحركيا للمرور حيث تصبح النباتات عوائق في طريقنا. ويضيف التركي: "نلاحظ أيضا ارتفاع المنزلقات التي نستخدمها عن المستوى المحدد والمتعارف عليه ضمن الاشتراطات والمواصفات العالمية، فالشخص الذي لا يعاني من إعاقة قد ينزلق أثناء استخدامه لها، فكيف بذوي الاعاقات، وقال: إن لهذه المنحدرات مقاييس دولية لا يتم تطبيقها في المملكة عند بناء الأرصفة؛ ما يصعب من استخدامها من قبل مكفوفي البصر. ولفت التركي إلى أن أحوال الأرصفة لدينا تجعل من الضروري أن يستعين أي كفيف يريد استخدام الشارع أو الرصيف بأحد الأشخاص؛ لمساعدته على العبور لتلافي أخطار الشوارع، بينما نجد اهتماما واضحا من قبل المؤسسات المدنية في المجتمعات الغربية بالمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تخصيص مسارات خاصة على جميع المسارات والطرق التي يستخدمها المشاة بما في ذلك المسار الخاص بالكفوفين، والذي يبنى بمواد يستطيع المكفوف استخدامها للوصول للمكان الذي يريد.  وزاد "لذلك نجد أن الكفيف في المجتمعات الغربية قادر على الاعتماد على نفسه لدرجة كبيرة وقضاء حاجياته اليومية بمفرده دون التعرض للخطر". إلى ذلك قال علي اللهو من ذوي الاحتياجات الخاصة  (اعاقة حركية): إن الحديث عن الارصفة ومناسبتها لذوي الاعاقة الحركية يمكن أن نتناوله من ثلاثة جوانب، حيث يقع الجانب الاول تحت مسؤولية القطاع الحكومي والتي بدأت تلتفت لهذا الامر في السنوات العشر الاخيرة، من خلال وضع المنزلقات والمواقف الخاصة بالسيارات وبقية المتطلبات التي يحتاجها ذوو الاحتياجات الخاصة، إلا أن تلك الاجراءات تحتاج إلى مزيد من الدقة في التنفيذ، كون المواصفات التي يحتاجها المعاق حركيا أو المكفوفون لا تحتمل الخطأ، فمجرد الزيادة في ارتفاع المنزلق الخاص بالكرسي المتحرك قد يجعل من استخدامه أمرا في غاية الخطورة على الشخص، أما القسم الثاني فيهتم بالأماكن العامة التي يقصدها ذوو الاحتياجات الخاصة، مثل: الحدائق، والمنتزهات، والكورنيش، فيرى اللهو أن الامانة في الشرقية وضعت ذلك في الحسبان، قبل البدء في تنفيذ تلك المشاريع حيث وفرت في هذه الاماكن المنزلقات الخاصة بالكرسي المتحرك ومواقف السيارات، ومع ذلك لا يخلو الموضوع من بعض السلبيات التي تكمن في بعد تلك المنزلقات والمواقف عن المكان المقصود، أما القسم الثالث فيقع تحت مسؤولية القطاع الخاص، والذي يعتبر من أكثر المساهمين في هذا الجانب حيث تلتزم تلك القطاعات بتوفير المرافق التي يحتاجها ذوو الاحتياجات الخاصة في غالبية مواقعها. وبين اللهو أنه من المفروض أن تكون هنالك لجنة خاصة من ذوي الاختصاص؛ للإشراف على تنفيذ جميع الاشتراطات التي يجب توفرها في الارصفة والطرق، حتى يتم التأكد من تنفيذها بالشكل الذي يتناسب ونوعية الإعاقة لدى كل ذوي الاحتياجات، وألا يكتفى بتنفيذ تلك الاشتراطات شكليا بدون مواصفات محددة.

البلديات وتطبيق كود البناءالأمانة: دراسات وتصاميم تهدف لتحقيق معايير ومتطلبات الوصول الشامل لذوي الإعاقة فيما أكدت أمانة المنطقة الشرقية لـ"اليوم" أنها تولي اهتماماً كبيراً باحتضان ذوي الاحتياجات الخاصة وحصولهم على كافة حقوقهم بما يدعم تواصلهم مع كل فئات المجتمع، ويقدم نماذج من مواهبهم وطاقاتهم التي يجب الاستفادة منها، للمزيد من المشاركة الإيجابية في كل مناحي الحياة،  وأكدت الأمانة حرصها في أكثر من مناسبة على أن يستفيد المعاق من كافة المرافق العامة والخدمات التي تنفذها، من خلال تيسير استخدامها من قبل تلك الفئة، وسهولة الوصول إليها والاستفادة منها. كما وجه أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير كافة البلديات والإدارات المعنية بالأمانة، بضرورة تهيئة البيئة المناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تطبيقها كود البناء الخاص بهم، في المشروعات الخدمية الكبرى العائدة للقطاعين العام والخاص، إضافة إلى إدراج المواقف المخصصة للسيارات وتحديد المواقف المخصصة للمعاقين؛ لضمان استخدامها من قبلهم فقط، وكذلك الحال بالنسبة لدورات المياه ضمن عقود ومشاريع الأمانة بمواصفات مهنية عالية تخدم المعاقين بشكل كبير، كما وجه بضرورة تعديل ومعالجة كافة العقود السابقة لكافة المشاريع البلدية والحدائق والواجهات البحرية لإدراجها. كما تم تكليف استشاري لعمل دراسات وتصاميم تهدف لتحقيق معايير ومتطلبات الوصول الشامل لذوي الاعاقة، وسهولة الوصول، وذلك في عدة مواقع يتم دراستها ابرزها المنطقة المركزية بالدمام، والواجهة البحرية بالخبر، وطريق الملك عبدالله بالخبر، وطريق الخليج بالدمام، ومبنى أمانة المنطقة الشرقية. كما تم إعداد أدلة هندسية تتناسب مع جميع مرافق المدينة، بحيث تساعد المهندسين وجميع المختصين وذوي العلاقة في تتبع وتطبيق معايير الوصول الشامل عند مراجعتهم للمخططات الهندسية التخصصية، سواء كانت مشاريع الامانة أو ما يتم ترخيصه من قبلها من مبان ومشاريع للقطاعين الخاص والحكومي، والمباني والطرق والاسواق والمساجد والمباني التعليمية والحدائق والارصفة ودورات المياه وغيرها، بحيث تحقق تلك الأدلة الاشتراطات والمعايير الفنية المتعلقة بالخدمات المتواجدة في تلك الأماكن، مع الأخذ في الاعتبار متطلبات السلامة والوسائل المساعدة.  النصف الآخر يبحث عن خصوصية الأرصفة وتوفير الخدماتعلاقة المرأة بالرصيف في مجتمعاتنا المحلية أقل مساحة وعمقا من علاقة الرجل، ولكنها تظل صاحبة حق في هذا المرفق، ولعل الأرصفة الأكثر استخداما من قبل المرأة أرصفة الأسواق العامة والأرصفة المخصصة لرياضة المشي، ويتضح عدم رضا النساء عن حال الأرصفة، فالمتسوقات وممارسات رياضة المشي، والبائعات على الرصيف- وهن أكثر مستخدمات الرصيف- اتسمت آراؤهن غالبا بالسلبية.

وجود أرصفة مناسبة للنساء تراعي معايير السلامة يشجعهن على استخدامها للتنزه وممارسة رياضة المشيمتنفستقول أم عبدالعزيز وهي من الممارسات لرياضة المشي إن الرصيف بالنسبة لها يتجاوز كونه ميدانا لرياضتها المفضلة، فهو متنفس يجلب لها البهجة، ولكن ضيق مساحته وكثرة المرتادين له من الشباب يعكر عليها صفو بهجتها، وبما أن مسارات المشي مفتوحة للجنسين فقد اقترحت أن تكون الأرصفة أوسع كي يتسنى للمرأة ممارسة الرياضة بحرية أكبر.أرصفة خاصةوتبدو أحلام محمد وهي طالبة جامعية- مطالبها أكثر- أملت هي الاخرى في تخصيص أرصفة مشي مخصصة للنساء، وقالت: "بما أن هناك مرافق كثيرة مخصصة للنساء كالأسواق والأندية فلماذا لايكون هناك أرصفة للمشي مخصصة للنساء أيضا؟!"، وأضافت ان الرياضة تحتاج الى حرية وحركة أكثر، ما يتطلب خصوصية أكثر، ولا يمكن للنساء أخذ حريتهن في ظل ازدحام أرصفة رياضة المشي بالرجال. من جانبها تتمنى أم محمد أن تزود أرصفة المشي بلافتات تحدد المسافات لتتمكن من تمارس الرياضة من معرفة المسافة التي قطعتها، كما تحلم أن تزود المسارات بخدمة الواي فاي كي تتمكن من استخدام تطبيقات الجوال والدخول للانترنت أثناء ممارستها للمشي، وقالت إن النساء يحتجن للرياضة وممارسة الرياضة بشكل منتظم، لانه يجنبهن الكثير من المشاكل الصحية، كما أن خروج المرأة وتغيير الأجواء كل ذلك يحسن من حالتها النفسية، ونأمل أن تكون أرصفتنا جاذبة للنساء من خلال توفير بعض الخدمات الأساسية.انقطاع الإنارةوتشتكي مستخدمات الرصيف للرياضة داخل الأحياء من انقطاع الإنارة في وقت مبكر، وتقول سارة، وهي موظفة بنك انها تخرج من العمل في وقت متأخر، وبسبب ارتباطها بواجباتها المنزلية تضطر إلى تأخير ممارسة رياضة المشي إلى الليل، ولكن إطفاء الإنارة في الأرصفة القريبة من منزلها بعد الساعة العاشرة او الحادية عشرة لا تمكنها من ذلك.ثقافةمن جهة أخرى قالت ندى الجميل إنها تمارس رياضة المشي من خلال الاماكن المخصصة داخل الاحياء، ولكن في أيام محددة فقط بسبب الاعداد الكبيرة التي تتواجد في هذا الممشى، وهو ما يدعو إلى التوسع في إنشاء مثل هذه المواقع داخل الاحياء، أو توفير أرصفة مساندة للشوارع تكون مكانا مناسبا لمزاولة هذه الرياضة، لتخفف الضغط على المواقع التي تبنى داخل الاحياء. وقالت الجميل إن ثقافة ممارسة رياضة المشي لدى النساء زادت بشكل كبير ما يزيد من مسؤوليات البلديات في تطبيق مواصفات الارصفة العالمية التي تجعل من استخدام الرصيف ثقافة منتشرة بين أوساط المجتمع.احتلالوتبدو شكوى المتسوقات من الأرصفة أكثر حدة من ممارسات الرياضة، تقول أم راكان لقد ضقنا ذرعا باحتلال الأرصفة من قبل السيارات أو مخلفات الحفريات أو البضائع التي تخرج من المحلات وتحتل الرصيف، وتضيف ان هذه الممارسات تضطرهن لاستخدام الشارع لإكمال خط سيرهن مما يشكل خطرا عليهن.

مقاعد واستراحاتوتطالب أم ريم أن تكون أرصفة الأسواق أكثر مساحة كي يتسنى للنساء الانتقال بين المحلات بسهولة، واستعراض مكونات المحلات من الخارج، كما تطالب أن تزود الأرصفة بمقاعد ومحطات للجلوس والاستراحة، وتضيف ان فترات التسوق تأخذ وقتا وجهدا، ونحتاج إلى الجلوس للاستراحة لنعود بعدها لإكمال رحلة التسوق أو الجلوس لانتظار السيارة التي تقلنا.معاناةوتعاني سماح علي أثناء رغبتها في إيقاف سيارة أجرة لمغادرة السوق، وتقول انها تضطر للوقوف في نصف الشارع كي توقف سيارة الأجرة ما يعرضها وأطفالها للخطر، وتطالب بإيجاد أرصفة مخصصة لإيقاف سيارات الأجرة كما هو معمول به في جميع دول العالم.شعاراتالمرأة هي الجزء الثاني من نسيج المجتمع، وعلى هذا الأساس فهي تستحق أن يُلتفت لاحتياجاتها في كل مرفق من مرافق المدينة، ومن اهم المرافق التي لا بد أن يُهتم بها (الرصيف)، اذ هو الجزء المهم من أجزاء الطريق، والذي تحتاجه المرأة أكثر من غيره، هذا ما أدلت به وضحى الشمري التي تتمنى أن تُقدم جميع الخدمات الأساسية على أرض الواقع، حيث قالت: كثيرا ما تُرفع الشعارات بإنصاف المرأة، وأنها نصف المجتمع، ولكن إذا نظرنا للخدمات المقدمة لوجدناها لا تلبي ما نطمح إليه معشر النساء، والمطّلع لواقع أرصفتنا يجد أنها مجرد مسار ذي منظر يخلو من اللمسات الجمالية غالبا، وقد تمر الأشهر وربما السنون ولا يعير لها أحد اهتمامًا من جانب الصيانة، خصوصًا داخل الأحياء، وأنا لا أجحف القول في حق وزارة الشؤون البلدية والقروية، فما تقدمه الوزارة في الأماكن العامة مثل الواجهات البحرية، والشوارع الرئيسية يستحق الإشادة، ولكن أرصفة الأحياء السكنية تحتاج الى التفاتة ودراسة لمنع اجتهادات بعض السكان من العبث في مواصفات الأرصفة.انتظاروتضيف الشمري: تعتمد المرأة على الرصيف غالبًا في تنقلاتها سواء في الأسواق المكشوفة أو في غيرها، لذلك تحتاج المرأة الى تخصيص جزء من الرصيف لإنشاء غرف انتظار شبيهة بغرف انتظار الحافلات، بدلاً من الجلوس على الأرصفة في أوقات الصلاة، أو انتظار السائق. وفيما اقتصرت مطالبات الرجل بأن يكون تصميم الأرصفة يحقق الوظائف التي بنيت لأجلها، نلاحظ أن المرأة أكثر تطلبا وتفاؤلا بما يجب أن يكون عليه الرصيف، فمن أرصفة ذات أسطح ناعمة ومستوية تليق بـ"النواعم"، إلى أرصفة مزودة بخدمات الإنترنت، وأرصفة للمشي تبعد خطوات فقط عن باب منزلها، وأن تحتوي على غرف مخصصة ومكيفة لانتظار سيارات الأجرة. وما بين واقعية الرجل وأحلام المرأة يظل حال الأرصفة بعيدا عن هذا وذاك حتى إشعار آخر. في هذه الحلقة تناولنا معاناة شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأرصفة كما تطرقنا إلى هموم المرأة مع الرصيف، وفي الحلقة القادمة نستعرض دليل تصميم الأرصفة الذي طرحته وزارة الشؤون البلدية والقروية ووحددت فيه الشروط والمواصفات الملزمة لجميع المصالح والجهات الحكومية والمطورين والملاك والمقاولين المنفذين لمشاريع الأرصفة في جميع أمانات وبلديات المملكة. ونتناول دور أمانات وبلديات المملكة في التأكد من مطابقة الأرصفة للأنظمة والتعليمات، كما نتطرق إلى المعايير الهندسية لتصميم الأرصفة وتحدد خصائص التصميم الهندسي للأرصفة. وتحديد معايير وشروط معابر المشاة في مختلف الأماكن وطبيعة علاقتها بالمرافق الأخرى.صمام الأمانترى الكاتبة الإعلامية  فاطمة القحطاني أن الأرصفة هي صمام الأمان للمشاة، ويستدعي ذلك الاهتمام بها جيدا، لأنها لا تقل أهمية عن طرق المركبات، وهي من أهم عوامل الجذب، وان للأرصفة المهيأة لاستخدام المشاة تأثيراً نفسياً وصحياً عليهم خصوصا المرأة الحامل التي تحتاج لأرصفة آمنة واسعة صالحة للاستعمال بعيدة عن الخطر او احتمال تعرض المشاة لأخطار السيارات التي اشتهرت بلادنا بكثرتها. كما أن وجود الأرصفة من جهة أخرى يسهم في رفع الوعي المروري على المدى البعيد. وتضيف: «حسب ظني لا توجد لدينا أنظمة ومواصفات للأرصفة الآمنة والصالحة لاستعمال المشاة، وهذا عيب كبير». أما من جهة التنفيذ، فإن الكل يعلم أن كثيرا من الشوارع عندنا خالية من الأرصفة أصلاً، والشوارع المنفذ فيها أرصفة تتصف بأن أغلب أرصفتها لا تصلح أو لا تحفز المشاة على استعمالها، ولذلك اعتدنا صغارا وكبارا على استعمال قارعة الطريق أي السير فيما خصص لسير السيارات رغم خطورة ذلك. والخطورة تزداد كثيرا بالنسبة للأطفال حين خروجهم من وإلى البيوت والمساجد والمدارس. ومن ناحية الخصوصية تقول: تحتاج المرأة لأرصفة خاصة بها، تمارس فيها رياضاتها اليومية كالمشي، على أن تكون تلك الأرصفة تحت الصيانة اليومية نظراً للإقبال الكبير عليها، لأن هذه الأرصفة أصبحت للمشي العام، وتحتاج الأرصفة لتوفر خدمات أساسية فيها كتوفير الإضاءة الملائمة والبعد عن أي منحنيات أو ميول أو خشونة في سطح الرصيف، ومقاعد للاستراحة، وتوفير نقاط لمياه السبيل عند تعب بعض المشاة، وتوفير الخدمات والأماكن المظللة للوقاية من العوامل المناخية، والنواحي الجمالية بالنسبة للأرضيات والعناصر المحيطة بالمسار. وتضيف القحطاني: أثبتت الدراسات والإحصائيات أن معدلات السمنة في المملكة العربية السعودية ارتفعت بنسبة 30% خلال عشر سنوات الأخيرة، وفي مجتمع النساء بشكل خاص ارتفعت النسبة إلى 37%، أي أن النسبة مرتفعة بشكل مخيف، خصوصًا في مجتمعنا الذي يحتاج الى توفر أماكن تراعي خصوصياتهن، وهذه النسبة الكبيرة تتطلب ممارسة الرياضة بشكل دوري، لذلك لا بد من إعداد وتنسيق أماكن مهيأة ومناسبة لممارسة رياضة المشي، وأن تراعي تلك الأماكن فسيولوجية المرأة وقدراتها، وذلك بإيجاد مساحة كبيرة تعطيها الراحة أثناء التمارين، كما لا نهمل النساء الحوامل، واللاتي هن بحاجة إلى أرصفة مشاة قريبة من منازلهن، وهذا يتطلب من المسؤولين في أمانات وبلديات المناطق أن يعيدوا النظر في تصميم الأرصفة بشكل عام، وأن تلبي احتياجات جميع شرائح المجتمع بلا استثناء، بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، وحتى الأطفال.  

الحلقات السابقة

جرب المشي .. تخسر «2»

جرب المشي .. تخسر