في مقالة سابقة بمناسبة تولي الأمير سعود بن نايف أمانة المسؤولية في المنطقة، عبرت مثلما فعل الكثيرون من المواطنين والكتاب غيري عن التفاؤل بمرحلة أخرى من العطاء على يدي سموه الكريم، الذي عرفته المنطقة قبل ذلك حريصاً على مصلحة المنطقة وأبنائها، وعلى تأدية أمانة المسؤولية أفضل ما يكون الأداء والوفاء والإخلاص. وقد استبشرنا جميعاً بمقدم سموه الميمون الذي كما أثبتت الحقبة القصيرة الماضية، أن تفاؤلنا كان في محله، حيث تتابعت المبادرات التي تنمّي كمائن الإبداع والتميز بين أبناء المنطقة، وتلبي احتياجات المواطنين والمقيمين فيها في مختلف المجالات الخدمية والإدارية. وما جائزة المنطقة الشرقية للإبداع التي أعلن سموه عن إطلاقها مؤخراً، إلاّ حلقة من حلقاتالمؤكد أن الفريق الذي سيعهد إليه وضع نظام الجائزة سوف يأخذ في الحسبان تنوع الإبداع مسلسل العطاء المستمر، الذي لن نفاجأ بالمزيد منه مستقبلاً، لأننا نتوقعه ونوقن أنه غير مستغرب من سموه الكريم. لقد جاء تخصيص هذه الجائزة للإبداع في سائر المجالات، ليفتح الأبواب كافة أمام مواهب أبناء المنطقة وقدراتهم وكفاءاتهم، دون أن يتوهم أحد أن مجالاً من مجالات الإبداع ليس من اختصاصها، فيحجم عن المشاركة أو يتردد، لكن المؤكد أن الفريق الذي سيعهد إليه وضع نظام الجائزة سوف يأخذ في الحسبان تنوع الإبداع وتعدد مجالاته التربوية والإعلامية والمهنية، وكذلك المبادرات الخلاقة في مجالات الأدب والاستثمار والصناعة والخدمات للمؤسسات والأفراد في القطاعين العام والخاص. ونلاحظ أن سموه اختار مناسبة تكريم الطلاب المتفوقين، وأجزم أن سموه قصد أن تكون هذه المناسبة موعداً لإطلاق الجائزة، ليؤكد أن الشباب هم المستهدفون بها، لأنهم حلم المستقبل المنشود للوطن، وبناة غده المأمول –بإذن الله-. إن من شاهد تعابير الأمل والبشر التي ارتسمت على محيا سموه وهو يعلن عن الجائزة، يدرك تماماً كم هي ثقيلة مسؤوليتنا جميعاً في تحقيق ما تحمله من آمال مشرقة وباسمة، تحثنا جميعاً على مقابلة عطاء سموه بما يجعل الآمال التي يرسمها ولاة الأمر ويسعون إلى تحقيقها لمصلحة الوطن وأبنائه حقائق على أرض الواقع، والانتقال بها من الأحلام السعيدة إلى الإنجازات الأكيدة، خاصةً وأن القيادة تقرن الأقوال بالأفعال، ولا تترك باباً من الأبواب فيه خير الوطن وأبنائه إلاّ فتحته على مصراعيه، ولا عذر لكل من يملك كفاءة أو مهارة أو موهبة أو قدرة ويبخل بها عن الوطن.. فجائزة الأمير نداء يستحق ليس أن نلبيه فقط، بل أن نُحَييه أيضاً.. شكراً يا سمو الأمير.. وإن كان الشكر وحده لا يكفي..