منذ انضمامي إلى فريق مشروع أصدقاء القراءة الذي انطلق من شبكات التواصل الاجتماعي ويضم الآلاف من أصدقاء الكتاب في الخليج والوطن العربي، وأنا منذ ذلك الحين أعيش في عالم آخر، عالم جديد ومتجدد، مع أصدقائي الجدد الذين يتألقون في كل يوم ويشاركون عقلي المعرفة، ويبثون في داخلي الحب والشغف الذي يتوقد في وسط أروقة الكتب ومن خلال نوافذ الحروف التي أكتشف العالم والعقول من خلالها، إن هذا المشروع الثقافي والإنساني العظيم الذي يقوم بخدمة عقل الإنسان الذي يبحث عن الارتقاء بالفكر وبتنمية ذاته ومهاراته، يبعث الأمل في نفوسنا ويعد بجيل واعٍ ومثقف قادر على الإبداع في شتى المجالات.
وقد بدأ بفضل من الله ينمو سريعاً مع ازدياد عشّاق المعرفة في شبكات التواصل.
دون شك، يعود الفضل لله أولاً، ثم لفكرة الأستاذة سارة بنت رياض الحميدان التي قامت بتأسيس هذا المشروع وبتأسيس مشروع آخر أيضاً يحمل اسم "حدثنا عمّا تقرأ"، وفي الحقيقة هذا الحساب الأخير بالذات شجعني في الكثير من قراءاتي فقد كنت أشارك بالكتب التي قرأتها أو بتلك التي ما زلت أقرأها، بالإضافة إلى قراءة تعليقات القراء وتقييمهم للكتب التي قاموا بقراءتها، والطريف في الأمر أن التقييم لدى بعض القراء هو من 5 علامات ونادراً ما أجد تقييماً لكتاب أقل من 3 علامات من 5، وهذا يعود بالطبع إلى فكرة الكتاب وإلى أسلوب الكاتب في الطرح، ويدل على عقلية القارئ الناقد بموضوعية.
ولقد قامت الأستاذة سارة الحميدان بتأسيس أهداف وخطوات هذه المشاريع الناجحة وفتحت المجال لأعضاء الفريق ولجميع محبي القراءة لإبداء الاقتراحات بهدف تطوير الأفكار، والكل يدلي بدلوه، مما ساهم في مرونة هذه المشاريع وفي نموها السريع.
وبفضل من الله، انضم إلى سلسلة هذه المشاريع المباركة مشروع تحدي القراءة، الذي انطلق من شبكات التواصل أيضاً، وتعود فكرة تأسيس هذا المشروع المتميز إلى الأستاذ ميثم السلطان الذي يشرف عليه بالرغم من ظروف دراسته في الخارج، هذا المشروع المختلف من حيث الفكرة، يهدف إلى رفع معدل القراءة لدى المشاركين، وذلك من خلال التحدي من خلال ثلاثة مستويات، يختار منها المشارك ما يناسبه قبل التسجيل في مسابقة التحدي، ويحتوي المستوى الأول على 25 كتاباً سنوياً، والمستوى الثاني يحتوي على 50 كتاباً سنوياً، والمستوى الثالث 100 كتاب سنوياً، ومن وجهة نظري هو إنجاز عربي عظيم يوحي بعودتنا إلى القراءة منافسين شعوب العالم بعدد قراءاتنا السنوية.
وبعد هذا النجاح المتواصل، ها هو الأستاذ أحمد طابعجي أحد أعضاء فريق مشروع أصدقاء القراءة وسفير هذه المشاريع في ملتقى (مغردون سعوديون) الذي أقيم بمبادرة من مؤسسة الأمير محمد بن سلمان، يتحدث عن أهم إنجازات المشروع وعن أهدافه في المستقبل.
وبعد هذا الإنجازات التي تدعو إلى التفاؤل في المستقبل القريب بإذن لله، والتي من الواجب علينا دعمها معنوياً ومادياً، كما يجب أن نكف عن تكرار الإحصائيات التي تتحدث عن معدل القراءة لدى المواطن الأوروبي، وأن نعيد إحصائياتنا من جديد حول معدل القراءة وعن مدى تأثيرها لدى شبابنا وفتياتنا لاسيما في مجتمعنا السعودي والخليجي.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أقدم الشكر إلى أعضاء فريق مشروع أصدقاء القراءة، الذين تعلمت منهم الكثير واستفدت من تجاربهم في القراءة وما زلت أتعلم منهم.
والشكر موصول إلى الأستاذة سارة الحميدان على جهودها، وأيضاً أشكر الأخ العزيز أحمد طابعجي، وأشكر الصديق ياسين من المغرب ذلك الشاب الأمازيغي الذي جمعني به حب القراءة..